توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألمانيا و"طريق الإغلاق"

  مصر اليوم -

ألمانيا وطريق الإغلاق

بقلم: د. محمود خليل

بعد عدة أسابيع من الإغلاق الجزئى قررت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الدخول فى مرحلة من الإغلاق أكثر تشدداً، بدءاً من يوم الأربعاء المقبل (16 ديسمبر)، على أن تُغلَق جميع المدارس والمتاجر غير الأساسية حتى العاشر من يناير المقبل.

الارتفاع المفاجئ فى عدد الوفيات جراء الإصابة بكورونا مثَّل السبب الأساسى وراء القرار الجديد، رغم ما يحمله من كلفة على الاقتصاد الألمانى. فبعد أن كان عداد كورونا يحسب الوفيات بالعشرات فى الولايات الألمانية المختلفة خلال شهر أكتوبر، ارتفعت وتيرة الوفيات خلال شهر نوفمبر وحتى منتصف ديسمبر، لتتجاوز فى بعض الأيام الـ400 وفاة، هذا غير التصاعد الملحوظ فى أعداد المصابين.

أمام ارتفاع منحنى الوفيات والإصابات بكورونا لم تجد ألمانيا مفراً من الخروج من حالة الإغلاق الجزئى لتبدأ فى السير فى طريق الإغلاق الكلى.

وظنى أن دولاً أوروبية عديدة سوف تحذو حذوها. قد يكون فى مقدمتها إيطاليا التى تشهد أكبر معدل وفيات بالفيروس بين دول القارة الأوروبية، وقد سبق لها اتخاذ إجراءات إغلاق جزئى، لكنها قد تجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ إجراءات بإغلاق مدن بأكملها فى مواجهة الجائحة. وقس على ذلك بقية الدول الأوروبية.

مسألة الإغلاق أو عدم الإغلاق ليست مسألة موكولة إلى أمزجة الحكومات أو الشعوب، بحيث يخرج مسئول فى دولة معينة متحدثاً عن تصميم الحكومة التى يعمل بها على رفض الإغلاق، سواء على مستوى المتاجر أو المدارس أو الجامعات أو الكافيتريات وخلافه. المسألة حسبة وأرقام تحدد مدى قدرة النظام الصحى على استيعاب أعداد المصابين.

فأى دولة تلجأ إلى الإغلاق مضطرة، حين يرتفع عدد المصابين بالفيروس بحيث يعجز نظامها الصحى عن توفير الخدمة أو الرعاية الصحية لهم. لقد شهدنا ذلك فى الموجة الأولى من كورونا، فلجأت الكثير من الدول إلى الإغلاق عندما تزايدت أعداد الإصابة بها بصورة تفوق الاستيعاب.

ربما قدمت لقاحات كورونا حلاً للأزمة التى تعانيها مجتمعات ودول العالم المختلفة، نتعشم ذلك.. رغم أن التجربة الروسية على سبيل المثال ما زالت تشير إلى ارتفاع معدل الوفيات بها، مع أنها بدأت رحلة تطعيم مواطنيها باللقاح المنتج محلياً منذ ما يقرب من 10 أيام.

اللقاح مهم ونأمل أن يكون له دور حاسم فى محاصرة الفيروس، لكن يبقى أن ثمة أمرين أساسيين لا بد من أخذهما مأخذ الجد فى مواجهة كورونا، أولهما الإجراءات الوقائية (الوقاية والتباعد)، وثانيهما تحسين مناعة الجسم من خلال تناول الأطعمة التى تساعد على ذلك.

من ضمن إجراءات الوقاية ما لجأت إليه ألمانيا من سياسات إغلاق، وإذا تلاها فى ذلك دول أوروبية أخرى، فعليك أن تتوقع أن دولاً أخرى من خارج القارة سوف تفعل ذلك.

الإغلاق الذى لجأت إليه ألمانيا شر لا بد منه، وهو إجراء مرهق للحكومات وللشعوب على حد سواء، لكن لا بد مما ليس منه بد.. ودفع المفاسد مقدم على جلب المصالح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا وطريق الإغلاق ألمانيا وطريق الإغلاق



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon