توقيت القاهرة المحلي 13:08:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألمانيا و"طريق الإغلاق"

  مصر اليوم -

ألمانيا وطريق الإغلاق

بقلم: د. محمود خليل

بعد عدة أسابيع من الإغلاق الجزئى قررت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الدخول فى مرحلة من الإغلاق أكثر تشدداً، بدءاً من يوم الأربعاء المقبل (16 ديسمبر)، على أن تُغلَق جميع المدارس والمتاجر غير الأساسية حتى العاشر من يناير المقبل.

الارتفاع المفاجئ فى عدد الوفيات جراء الإصابة بكورونا مثَّل السبب الأساسى وراء القرار الجديد، رغم ما يحمله من كلفة على الاقتصاد الألمانى. فبعد أن كان عداد كورونا يحسب الوفيات بالعشرات فى الولايات الألمانية المختلفة خلال شهر أكتوبر، ارتفعت وتيرة الوفيات خلال شهر نوفمبر وحتى منتصف ديسمبر، لتتجاوز فى بعض الأيام الـ400 وفاة، هذا غير التصاعد الملحوظ فى أعداد المصابين.

أمام ارتفاع منحنى الوفيات والإصابات بكورونا لم تجد ألمانيا مفراً من الخروج من حالة الإغلاق الجزئى لتبدأ فى السير فى طريق الإغلاق الكلى.

وظنى أن دولاً أوروبية عديدة سوف تحذو حذوها. قد يكون فى مقدمتها إيطاليا التى تشهد أكبر معدل وفيات بالفيروس بين دول القارة الأوروبية، وقد سبق لها اتخاذ إجراءات إغلاق جزئى، لكنها قد تجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ إجراءات بإغلاق مدن بأكملها فى مواجهة الجائحة. وقس على ذلك بقية الدول الأوروبية.

مسألة الإغلاق أو عدم الإغلاق ليست مسألة موكولة إلى أمزجة الحكومات أو الشعوب، بحيث يخرج مسئول فى دولة معينة متحدثاً عن تصميم الحكومة التى يعمل بها على رفض الإغلاق، سواء على مستوى المتاجر أو المدارس أو الجامعات أو الكافيتريات وخلافه. المسألة حسبة وأرقام تحدد مدى قدرة النظام الصحى على استيعاب أعداد المصابين.

فأى دولة تلجأ إلى الإغلاق مضطرة، حين يرتفع عدد المصابين بالفيروس بحيث يعجز نظامها الصحى عن توفير الخدمة أو الرعاية الصحية لهم. لقد شهدنا ذلك فى الموجة الأولى من كورونا، فلجأت الكثير من الدول إلى الإغلاق عندما تزايدت أعداد الإصابة بها بصورة تفوق الاستيعاب.

ربما قدمت لقاحات كورونا حلاً للأزمة التى تعانيها مجتمعات ودول العالم المختلفة، نتعشم ذلك.. رغم أن التجربة الروسية على سبيل المثال ما زالت تشير إلى ارتفاع معدل الوفيات بها، مع أنها بدأت رحلة تطعيم مواطنيها باللقاح المنتج محلياً منذ ما يقرب من 10 أيام.

اللقاح مهم ونأمل أن يكون له دور حاسم فى محاصرة الفيروس، لكن يبقى أن ثمة أمرين أساسيين لا بد من أخذهما مأخذ الجد فى مواجهة كورونا، أولهما الإجراءات الوقائية (الوقاية والتباعد)، وثانيهما تحسين مناعة الجسم من خلال تناول الأطعمة التى تساعد على ذلك.

من ضمن إجراءات الوقاية ما لجأت إليه ألمانيا من سياسات إغلاق، وإذا تلاها فى ذلك دول أوروبية أخرى، فعليك أن تتوقع أن دولاً أخرى من خارج القارة سوف تفعل ذلك.

الإغلاق الذى لجأت إليه ألمانيا شر لا بد منه، وهو إجراء مرهق للحكومات وللشعوب على حد سواء، لكن لا بد مما ليس منه بد.. ودفع المفاسد مقدم على جلب المصالح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا وطريق الإغلاق ألمانيا وطريق الإغلاق



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon