توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا أحد يملك الحل

  مصر اليوم -

لا أحد يملك الحل

بقلم: د. محمود خليل

البرلمان الذى يترأسه زعيم حزب النهضة راشد الغنوشى «الإخوانى» استقبل رئيس الوزراء هشام المشيشى ليعرض عليه الأخير مقترحه بالتعديل الوزارى لمواجهة الأزمة التى تعصف بالبلاد، بعد تفجّر المظاهرات فى الشارع.

رئيس الجمهورية «قيس سعيد» رفض بعض الأسماء التى يشتمل عليها التعديل الوزارى، وأكد عزمه على رفض استقبال الوزراء الذين يتحفظ على أسمائهم لأداء اليمين الدستورية أمامه، واتهم «المشيشى» بانتهاك الدستور حين تجاوزه كرئيس للجمهورية وذهب لعرض الأسماء المقترحة ضمن التعديل الوزارى على البرلمان.

«المشيشى» رد بأنه ذهب إلى البرلمان –بيت الشرعية- وإذا وافق أعضاؤه على التعديل، فسيمضى قدماً فيه.

طبعاً هناك قوى وأحزاب سياسية متنوعة فى تونس لديها علامات استفهام على بعض الأسماء المقترحة فى التعديل التى تحوم حولها شبهات فساد، وبالتالى فقد دخلت كطرف فى المعركة.

المهم فيما يحدث فى تونس أن كل الأطراف مختلفة حول مسألة التعديل الوزارى، ومؤسسات الدولة هناك تغرد بعيداً بعضها عن بعض، لكنها توافقت حين تعلق الأمر بأسلوب التعامل مع المظاهرات المتواصلة فى الشارع، فاعتمدت على أكثر الطرق تقليدية فى هذا السياق، فلجأت إلى الاعتقال والمحاصرة ومطاردة المتظاهرين.

المتظاهرون لا يعنيهم مَن يأتى إلى الوزارة ومن يروح، أو من يمكث ومن يرحل، لا يعنيهم أن تصعد تلك القوة السياسية أو تهبط، كما أنهم لا يكترثون كثيراً بالجدل الدستورى الذى يثيره رئيس الجمهورية حول حقوقه وصلاحياته.

المتظاهرون الذين احتشدوا أمام مبنى البرلمان يوم الثلاثاء الماضى كان لهم مطلب واضح يتمثل فى الإفراج عن أكثر من ألف شخص تم اعتقالهم خلال الأحداث التى شهدتها تونس مؤخراً.

أما إيقاف تحركات المتظاهرين فى الشارع، فيرتبط بحل مجموعة المعضلات الاقتصادية والمعيشية التى يواجهها المواطن.

وهى ذات المعضلات التى حرّكت التونسيين للانتفاض قبل 10 سنوات من اليوم، ولم تفلح الحكومات المتعاقبة فى التعامل معها أو حلها.

سيظل الشارع محتقناً ما دامت هذه المشكلات قائمة.

الشعب التونسى مثله مثل كافة شعوب الأرض التى تدفع ثمن تاريخ طويل من فساد الحكومات. فارتفاع معدلات البطالة وغياب التوزيع العادل للمواد، وعجز الحكومات عن توفير الحد الأدنى من شروط الحياة الكريمة للمواطن، أساسه الفساد، والمليارات التى تم نهبها عبر تاريخ طويل من التخريب الممنهج لمقدرات الدول.

رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد فى تونس ذكر أن الفساد فى تونس يكلف الدولة 3 مليارات دولار سنوياً.. يعنى 30 مليار دولار كل 10 سنوات، ولك أن تحسب كم المشكلات التى كان من الممكن حلها لو تم توفير هذه المليارات الثلاثين خلال السنوات العشر التى أعقبت ثورة تونس.

كل المشكلات الاقتصادية التى يعانى منها الشعب التونسى والشعوب الأخرى أساسها الفساد. والمواطن لا يهمه من يحكم.. إنه يقول لنفسه فليحكم الثوار الجدد أو فلول النظام الذى ثارت ضده أو حزب النهضة والإخوان.. المهم أن يتصدى من يجلس على كرسى الحكم للفساد ويحل المشكلات المعيشية.

التجربة تقول: «لا أحد يحل»، لذلك تتجدد الاحتجاجات، وسوف تظل مستمرة ما دام الفساد جاثماً على صدر الشعوب، مع عجز الأطياف السياسية المختلفة عن مواجهته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا أحد يملك الحل لا أحد يملك الحل



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon