توقيت القاهرة المحلي 06:41:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهزيمة.. و«حائط المبكى»

  مصر اليوم -

الهزيمة و«حائط المبكى»

بقلم: د. محمود خليل

ما إن انتهت مباراة الأهلى وبايرن ميونيخ، حتى انخرط مشجعو النادى وكذا مشجعو الأندية المصرية الأخرى فى وصلة ندب من الوزن الثقيل للاعبين وللذات.

المندبة دارت حول منظر فريق الأهلى الذى عجز عن الوصول إلى مرمى البايرن، وتسديد كرة واحدة خطيرة نحوه، أو الحصول على ركلة ركنية، أو مخالفة أمام منطقة الجزاء، وأن حارس الفريق الألمانى كان ضيف شرف يقف فى منتصف الملعب غير آبه بأى لعيب فى الأهلى.

فسر البعض «الوكسة»، على حد وصفهم، بالفروق الكبيرة بين إمكانيات لاعبى الفريقين، وشطح البعض أكثر حين ردوا الأمر إلى الفروق الأوسع ما بين مصر وألمانيا على مستوى العلم والتكنولوجيا والاقتصاد والسياسة وخلافه.

بالغ البعض فى الندب وجلد الذات أيضاً متحدثاً عن أننا لا نملك أن نضع أقدامنا وسط الكبار، وأن الفشل مصيرنا والهزيمة قدرنا، وأنهم كانوا يتوقعون من الأهلى «كبير أفريقيا» أن يكون كبيراً فى هذا المحفل.

أولاً: لست أدرى ماذا كان يريد الندّابون أو الشمّاتون من الأهلى فى هذه المباراة؟. هل كانوا يريدون أن يفتح الفريق خطوطه أمام فريق يعلوه فى الإمكانيات فينال هزيمة مدوية كانت من نصيب فرق أوروبية أعتى من الأهلى بكثير؟.. وماذا كانوا سيقولون لو حدث ذلك ودخل مرمى الأهلى ثمانية أو عشرة أهداف؟

الأهلى لعب بواقعية وكان له هدف محدد من المباراة تمثل فى الخروج بأقل خسارة ممكنة، وقد نجح فى تحقيق الهدف.. ومَن يصرخ: ولماذا لا يلعب الأهلى من أجل الفوز.. 11 لاعباً أمام 11 لاعباً.. و22 قدماً أمام 22 قدماً؟ فمثله كمثل مَن كان يردد فى الماضى ولماذا لا نحارب أمريكا ما دامت تدعم إسرائيل؟

هناك من لام مدرب الأهلى «موسيمانى» عندما قرر إدارة المباراة بواقعية ورفض طريقة لعبه الدفاعية وخوفه من الهجوم الكاسح وفتح الخطوط.. ومثل هؤلاء فى دنيا السياسة كمثل من لام السادات عندما قبل بوقف إطلاق النار فى حرب أكتوبر 1973 وقال للشعب: «لا أستطيع أن أحارب أمريكا».. لأن جنودنا فى هذا التوقيت كانوا يحاربون أمريكا بالفعل.

ثانياً: الحديث عن الفروق ما بين الأوضاع العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والسياسية فى دنيا كرة القدم لا محل له من الإعراب.. والمسألة ليست فى تفوق العرق الألمانى على فريق الأهلى ولا يحزنون.. والدليل على ذلك أن منتخبات وأندية بعض دول أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين والبرازيل تتفوق على فرق أوروبية عديدة تنتمى إلى دول أكثر حظاً منها على المستويات السابقة. ليس معنى ذلك أن نبرر «عدم الطموح». بالعكس تماماً.. علينا أن نطمح لأن نكون الأفضل فى كافة المجالات، ولكن ليس بنظرية «الكبير كبير» و«شدى حيلك يا بلد» «والأهلى فوق الجميع» وغير ذلك.. بل بالتخطيط والتدريب والإعداد الجيد. لاعب البايرن المتفوق يتم إعداده كلاعب كرة منذ أن كان ناشئاً صغيراً ليظهر بالمستوى الذى شاهدناه فى مباراة الأهلى.

الطفل الألمانى يشرب اللبن بالليل وينام مبكراً ويستيقظ مبكراً ويحب ممارسة الرياضة ولا يقطع نَفَسه فى التدخين أو فى العدو وراء الجميلات!.

إذا فعل أطفالنا وشبابنا ذلك فسيصبحون قادرين على منافستهم والتفوق عليهم.

علينا أن نتعلم التفرقة بين الطموح والواقعية.. حتى لا تتحول كل هزيمة تحصل لنا إلى حائط مبكى كبير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهزيمة و«حائط المبكى» الهزيمة و«حائط المبكى»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon