تقرير لافت نشره موقع «القاهرة 24» يشير إلى ارتفاع غير مسبوق فى أعداد المصابين والوفيات بفيروس كورونا بمحافظة أسوان خلال الأسبوع الماضى.
متوسط عدد الإصابات اليومية بلغ 35 إصابة.. أما الوفيات فتصل إلى 5 حالات، ما يعنى أن نسبة الوفيات تقترب من 14% من نسبة الإصابات.
هذه الأرقام تقول إن الوضع مقلق فى هذه المحافظة، خصوصاً أن حالات الوفاة تصل فى بعض الأيام إلى 8 حالات، والسبب فى ذلك النقص الحاد فى أنابيب الأكسجين، أضف إلى ذلك امتلاء بعض المستشفيات بالحالات وعدم قدرتها على استيعاب حالات جديدة.
لعلك تذكر أن مبدأ ظهور فيروس كورونا فى مصر ارتبط بإحدى البواخر السياحية التى تعمل بين الأقصر وأسوان (أوائل مارس 2020).
أيامها ظلت وزارة الصحة تتباطأ فى الإعلان عن وضع الإصابات بين العاملين على الباخرة، ثم صدر عنها بيان يؤكد اكتشاف 12 حالة إصابة بفيروس كورونا لمصريين يعملون على متن الباخرة السياحية القادمة من أسوان إلى الأقصر. اكتشاف الحالات الـ12 تم فى اليوم الـ14 من احتضانهم للفيروس بعد أن التقطوا العدوى من سائحة تايوانية، ثم أخذت أرقام المصابين المعلن عنهم تزيد بعد ذلك.
إنها المعادلة الشهيرة التى تميل إليها بعض وزاراتنا المتمثلة فى السكات عما يراه الجميع، ثم الإعلان عن الأوضاع بعد أن تتفاقم.
هذه المعادلة تضرب الأداء فى مقتل. فالتأخر عن الاعتراف بوجود مشكلة والسكات عن تسللها وانتشارها، يضع المسئول عن مواجهتها فى موقف صعب عندما يقرر التدخل. فكلما تعقدت الأوضاع على الأرض عجزت الأجهزة الحكومية عن مواجهتها.
والمتابع للتقارير الإعلامية التى تغطى أوضاع «كورونا» فى أسوان سيلاحظ أن ثمة إشارات عديدة تؤكد أن معدلات الإصابة والوفيات فى هذه المحافظة كانت آخذة فى التزايد طيلة شهر يناير، وقد أخذ منحناها فى الصعود خلال شهر فبراير، حتى وصل الحال إلى ما هو عليه ونحن نستقبل شهر مارس.
تلك هى الطريقة التى تتعامل بها وزارة الصحة مع جائحة كورونا داخل واحدة من أبرز محافظات الصعيد، وهى طريقة تؤشر إلى أن الصعيد ما زال يحتاج المزيد من الجهد الذى يجب أن تبذله الحكومة.
مطلوب من وزارة الصحة أن تهتم بالوضع فى أسوان أكثر من ذلك، وأن تتحرك بشكل فورى فى اتجاه توفير جميع المستلزمات الطبية التى تحتاجها مستشفيات المحافظة، وعلى رأسها أنابيب الأكسجين، مع التوسع فى تطعيم الطواقم الطبية.
المسئولون بأسوان أيضاً لا بد أن يحرصوا على متابعة درجة التزام أبناء المحافظة بالإجراءات الاحترازية، خصوصاً مع انطلاق رحلة امتحانات الفصل الدراسى الأول بالمدارس والجامعات، وبدء الفصل الدراسى الثانى.
«التدخل السريع» ضرورة حتى لا تتفاقم الأمور بالمحافظة أكثر من ذلك.
وما ينطبق على محافظة أسوان ينسحب على غيرها من محافظات الوجهين القبلى والبحرى، خصوصاً المحافظات التى ترتفع معدلات الإصابة بداخلها، طبقاً لإحصاءات وزارة الصحة.
الحكومة بحاجة إلى اعتماد أكبر على مفهوم «الأداء الاستباقى» الذى يعتمد على التدخل السريع والتعامل مع أسباب المشكلات قبل تفاقمها.