توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفال «في الشوارع»

  مصر اليوم -

أطفال «في الشوارع»

بقلم: د. محمود خليل

فى تونس تم القبض على أكثر من 242 شخصاً تحركوا يوم السبت الماضى -كما تحدث بيان الداخلية- فى مجموعة من المظاهرات داخل مدن تونسية عدة خلال فترة حظر التجول، ووجهت إليهم اتهاماً بسلب ونهب وتخريب مجموعة من المنشآت الخاصة والعامة.

يترافق هذا الحدث مع الذكرى العاشرة لثورة التونسيين، التى أدت فى بدايتها إلى الدفع بالإخوان إلى صدارة المشهد، ثم انسحابهم التكتيكى، بالرجوع خطوة إلى الوراء، ليتولى الحكم الرئيس باجى قايد السبسى، ثم يتوفاه الله ليتولى السلطة من بعده أستاذ القانون الدستورى «قيس سعيد».

منذ قيام الثورة التونسية والأوضاع لا تهدأ فى هذا القطر. فالشعب كان له مطالب محددة عندما خرج من أجل التغيير، جوهرها تحسين الظروف المعيشية، بما يعنيه ذلك من إيجاد حلول لمشكلة الدخل المتدنى وتوفير فرص عمل وتحسين شروط الحياة، واحترام كرامة الإنسان.

لم تنجح الحكومات التونسية المتعاقبة على مدار 10 سنوات فى تلبية هذه المطالب أو حل المشكلات المزمنة التى يعانى منها المواطن، بل يمكن القول إن المشكلات الاقتصادية فى تونس تعقدت أكثر وأكثر، لأن المشكلات لا تحل بمجموعة من الشعارات، بل بجهد حقيقى يبذل فى محاربة الفساد، والتوزيع العادل للفرص والثروات، لذلك استمرت التظاهرات والاحتجاجات وكان آخرها مظاهرات 16 يناير الجارى.

بيان الداخلية التونسية يشير إلى أن أغلب من شاركوا فى أعمال الشغب التى شهدتها هذه التظاهرات كانوا من القُصَّر الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12و15 عاماً. وقد نشرت الوزارة بعض الفيديوهات زعمت أنها تصور أعمال النهب والسلب التى قام بها هؤلاء القصر.

على مدار عدة سنوات كان الشباب هم الأكثر تحركاً فى شوارع تونس، لكنهم بدأوا فى الانسحاب رويداً رويداً مدفوعين فى ذلك باليأس أو التعب، ليحل محلهم الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

لا نستطيع القول إن الأطفال يتحركون بوعى سياسى أو اجتماعى وخلافه. إنهم يتحركون بأوجاع الكبار. يسمعون ما يردده الآباء والأمهات عن تردى أوضاع الحياة والمعيشة وحالة اليأس التى ينظرون بها إلى المستقبل، فينتقل إليهم «إحساس الغضب» بالعدوى. ويترجمون غضبهم -عكس الكبار- إلى حركة فى الشارع.

يفتقد الأطفال إلى المعرفة، لكنهم يتمتعون بالجرأة، عكس الكبار الذين قد يكون لديهم المعرفة، لكنهم أقل اندفاعاً.

التشوش جرأة والمعرفة مجبنة. الطفل أكثر جرأة من الشاب، والشاب أكثر اندفاعاً من الرجل الناضج. والأصل فى الأشياء المعرفة والتجربة. البناء المعرفى للطفل لا يفرق بين الخيالى والواقعى لذا يمتلك جرأة تفوق الشاب، والشباب اندفاع وطاقة كبرى لا تعرف التريث أو الحسابات، لذا فهو أكثر جرأة من الكبار، أما الكبار الذين عرفوا وجربوا وتراكمت بداخلهم صورة متكاملة عن الواقع الذى يعيشون فيه فأكثر جبناً وميلاً إلى الانسحاب.

وظنى أن الجيل الجديد من الأطفال الذين تتهمهم داخلية تونس بالمشاركة فى مظاهرات السبت الماضى الليلية، وكذا أترابهم فى الدول العربية، سيلعب دوراً مهماً فى تشكيل صورة المستقبل العربى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال «في الشوارع» أطفال «في الشوارع»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon