توقيت القاهرة المحلي 09:51:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفال «في الشوارع»

  مصر اليوم -

أطفال «في الشوارع»

بقلم: د. محمود خليل

فى تونس تم القبض على أكثر من 242 شخصاً تحركوا يوم السبت الماضى -كما تحدث بيان الداخلية- فى مجموعة من المظاهرات داخل مدن تونسية عدة خلال فترة حظر التجول، ووجهت إليهم اتهاماً بسلب ونهب وتخريب مجموعة من المنشآت الخاصة والعامة.

يترافق هذا الحدث مع الذكرى العاشرة لثورة التونسيين، التى أدت فى بدايتها إلى الدفع بالإخوان إلى صدارة المشهد، ثم انسحابهم التكتيكى، بالرجوع خطوة إلى الوراء، ليتولى الحكم الرئيس باجى قايد السبسى، ثم يتوفاه الله ليتولى السلطة من بعده أستاذ القانون الدستورى «قيس سعيد».

منذ قيام الثورة التونسية والأوضاع لا تهدأ فى هذا القطر. فالشعب كان له مطالب محددة عندما خرج من أجل التغيير، جوهرها تحسين الظروف المعيشية، بما يعنيه ذلك من إيجاد حلول لمشكلة الدخل المتدنى وتوفير فرص عمل وتحسين شروط الحياة، واحترام كرامة الإنسان.

لم تنجح الحكومات التونسية المتعاقبة على مدار 10 سنوات فى تلبية هذه المطالب أو حل المشكلات المزمنة التى يعانى منها المواطن، بل يمكن القول إن المشكلات الاقتصادية فى تونس تعقدت أكثر وأكثر، لأن المشكلات لا تحل بمجموعة من الشعارات، بل بجهد حقيقى يبذل فى محاربة الفساد، والتوزيع العادل للفرص والثروات، لذلك استمرت التظاهرات والاحتجاجات وكان آخرها مظاهرات 16 يناير الجارى.

بيان الداخلية التونسية يشير إلى أن أغلب من شاركوا فى أعمال الشغب التى شهدتها هذه التظاهرات كانوا من القُصَّر الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12و15 عاماً. وقد نشرت الوزارة بعض الفيديوهات زعمت أنها تصور أعمال النهب والسلب التى قام بها هؤلاء القصر.

على مدار عدة سنوات كان الشباب هم الأكثر تحركاً فى شوارع تونس، لكنهم بدأوا فى الانسحاب رويداً رويداً مدفوعين فى ذلك باليأس أو التعب، ليحل محلهم الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

لا نستطيع القول إن الأطفال يتحركون بوعى سياسى أو اجتماعى وخلافه. إنهم يتحركون بأوجاع الكبار. يسمعون ما يردده الآباء والأمهات عن تردى أوضاع الحياة والمعيشة وحالة اليأس التى ينظرون بها إلى المستقبل، فينتقل إليهم «إحساس الغضب» بالعدوى. ويترجمون غضبهم -عكس الكبار- إلى حركة فى الشارع.

يفتقد الأطفال إلى المعرفة، لكنهم يتمتعون بالجرأة، عكس الكبار الذين قد يكون لديهم المعرفة، لكنهم أقل اندفاعاً.

التشوش جرأة والمعرفة مجبنة. الطفل أكثر جرأة من الشاب، والشاب أكثر اندفاعاً من الرجل الناضج. والأصل فى الأشياء المعرفة والتجربة. البناء المعرفى للطفل لا يفرق بين الخيالى والواقعى لذا يمتلك جرأة تفوق الشاب، والشباب اندفاع وطاقة كبرى لا تعرف التريث أو الحسابات، لذا فهو أكثر جرأة من الكبار، أما الكبار الذين عرفوا وجربوا وتراكمت بداخلهم صورة متكاملة عن الواقع الذى يعيشون فيه فأكثر جبناً وميلاً إلى الانسحاب.

وظنى أن الجيل الجديد من الأطفال الذين تتهمهم داخلية تونس بالمشاركة فى مظاهرات السبت الماضى الليلية، وكذا أترابهم فى الدول العربية، سيلعب دوراً مهماً فى تشكيل صورة المستقبل العربى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال «في الشوارع» أطفال «في الشوارع»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon