توقيت القاهرة المحلي 20:00:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغباء «الاصطناعى»

  مصر اليوم -

الغباء «الاصطناعى»

بقلم: د. محمود خليل

التنامى فى موقع أى تكنولوجيا جديدة على خريطة الحياة يؤدى إلى تغيير موازٍ فى أنماط وأساليب الحياة وسلوكيات البشر.

استجدت سلوكيات جديدة بعد أن أصبحت تكنولوجيا التواصل الاجتماعى جزءاً لا يتجزأ من حياة البشر المعاصرين. جوهر هذه السلوكيات يتمثل فى البحث عن «التريند» أو «الترافيك» ومجموعة التحابيش المرتبطة باللايك والكومنت واللاف وعناصر الإيموشن المختلفة.

التريند أصبح مصدر الشهرة الأكيد لصاحبه. وأدواته وسبل تحقيقه معروفة، فبقدر ما تكون غريباً عجيباً شاذاً غير طبيعى بإمكانك أن تستجلب جمهور الواقع الافتراضى ليتحلقوا حول فيديو وضعته أو حدث يرتبط بك أو موضوع مثير تمكنت من اختراعه.

أمثلة جديدة وعديدة يمكن أن تحصل عليها بمجرد ما تضع نظرك على مواقع التواصل.

فتاة تسجل فيديو تطلب فيه عريساً بعد أن مضى بها العمر وبلغت الثانية والثلاثين من عمرها.

سيدة تقدم فيديو تدعو فيه كل زوجة عاقلة إلى اختيار زوجة ثانية لزوجها.. وتقول ما المانع فى أن تفعل الزوجة ذلك فهذا حق الرجل؟.

مقرئ قرآن يصرح بأنه رأى نفسه يصعد إلى السماء السابعة ويرى الله تعالى رأى العين فى المنام.

داعية دينى راسخ فى علوم الدعوة والقرآن يخرج ويقول: «مفيش حاجة اسمها خدوهم فقرا يغنيكم ربنا».

من حق أبطال هذه الأمثلة وغيرها أن يقولوا ما يريدون ويرددوا ما يشاءون، ولست أخطّئ أو أصوّب ما يطرحونه من أفكار، لكننى فقط أقدمها كأمثلة على نوعية الأفكار التى أصبح البعض يحرص على تعبئتها على مواقع التواصل الاجتماعى.

هذه الأفكار تتشارك فى الغرابة والشذوذ عما هو متفق عليه اجتماعياً فى الكثير من الأحوال، ليصبح الاهتمام بها «مصنوعاً» وليس حقيقياً.

فالمجتمع لا يتقبل مثلاً فكرة أن تعرض فتاة رغبتها فى الزواج عبر فيديو على ساحة تكنولوجية يتعرض لها الجميع. كما أنه ليس بمقدور امرأة أن تتسامح فى قبول «ضرة» إلى حد أن تخطبها لزوجها بنفسها، كما أن ثمة قناعة دينية عامة لدى المصريين بأن الفقر والغنى حالتان مؤقتتان، فمن الممكن أن يصبح الفقير غنياً وأن يمسى الغنى فقيراً.

ولست أظن أن أصحاب هذه الأفكار من المجددين الذين يستهدفون تجديد الخطاب الاجتماعى، فلو كان ذلك كذلك لبانت لهم أمارات ولامتلكوا رؤية وفكراً وسعياً متواصلاً من أجل نشر أفكارهم الجديدة فى الواقع.

أخشى أن أقول إن هدف هؤلاء جميعاً هو التريند وتصدر خريطة تفاعلات مستخدمى السوشيال ميديا. فالمسألة مثمرة، وقد تعود على صاحبها بالشهرة، أو بتحصيل المال إذا زاد الترافيك وأتيحت فرصة تقديم إعلانات على الفيديو.

كثيراً ما أفكر فى أمر التكنولوجيا وأتساءل حول جدوى وجودها فى المجتمعات النامية؟

الملاحظ أن التكنولوجيا عندما تدخل مجتمعاً متخلفاً تزيده تخلفاً، وأحياناً ما تدمر بعض أوجه النشاط الإيجابى فيه.

عشنا سنين نستمتع بأفلام ومسلسلات تعالج موضوعات عميقة مكتوبة بأقلام أدباء كبار.. ولكن ما إن دخلت التكنولوجيا حتى تراجعت قيمة الفكرة أو القصة وامتلأت الشاشات بالعضلات والمجانص والمناظر والأكشن مستفيدة مما تتيحه التكنولوجيا الجديدة للإنتاج السينمائى والتليفزيونى.

قِس على ذلك باقى نواتج التكنولوجيا التى بلغت قمتها اليوم فى منتوجات «الذكاء الاصطناعى».

وقد تتفق أو تختلف معى إذا قلت إن منتوجات هذه التكنولوجيا ستنشر الغباء فى مجتمعات تعانى منه كل المعاناة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغباء «الاصطناعى» الغباء «الاصطناعى»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon