توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطريق إلى الحل

  مصر اليوم -

الطريق إلى الحل

بقلم : محمود خليل

التجربة مع إثيوبيا تقول إنها كدولة لا تفهم إلا لغة واحدة.. هى لغة القوة.. ودعنى أشرح لك لماذا؟

ترجيح لغة القوة فى مواجهة إثيوبيا يشهد عليه بداية الطريقة التى سلكتها فى التفاوض، تلك التى ارتكزت على المراوغة والمماطلة طيلة السنوات الخمس الماضية.

فمنذ البداية وصناع القرار فى أديس أبابا مصرّون على تنفيذ مشروعهم وغير مقتنعين بالحق الذى كفلته الاتفاقات الدولية لمصر فى مياه النيل، ويريدون توزيع مياهه دون اكتراث بهذه الاتفاقات.

عندما يسيطر العند والإصرار على صانع القرار داخل أية دولة فلا مجال للحديث عن التفاوض معه.. وصانع القرار الإثيوبى «رابط دماغه» على تصور معين منذ سنين.

العناد الإثيوبى فى المفاوضات يعكس ببساطة الأوضاع داخل هذه الدولة التى تواجه مستقبلاً غامضاً على العديد من المستويات.

فالصراعات العرقية لا تهدأ إلا لتثور من جديد، والتناحر بين العرقيات الثلاث البارزة التى يتشكل منها الشعب الإثيوبى تدفع من يتسلطن على الحكم من أبناء أية عرقية إلى تصدير مشكلاته إلى الخارج.

وتتنوع هذه المشكلات ما بين سياسية واقتصادية بالغة التعقيد. كذلك تعمل الأنظمة السياسية الضعيفة التى تعانى من هشاشة داخلية، إنها تدفع بمشكلاتها باستمرار إلى الخارج فى محاولة للم الشمل الداخلى، أو فى أقل تقدير لإسكات أية أصوات معارضة على المستوى المحلى.

آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى عمل على مدار عدة شهور على قمع تمرد «التيجراى» الذين يمثلون جيب نقمة ضد العرقيتين الأمهرية والأورومو.

ومهما بالغ رئيس الوزراء فى سحق تمردهم، فعودتهم إلى تنغيص أوضاعه وقلة راحته مسألة حتمية. منذ سقوط النظام الإمبراطورى فى إثيوبيا وكل من يحكم هذا البلد يحلم بأن يكون إمبراطوراً. ولست أظن أن خيال «آبى أحمد» يسبح بعيداً عن هذا الوهم.

النزعة أو «الجنوح الإمبراطورى» الذى يسيطر على «آبى أحمد» سيمنعه من التسليم بالتفاوض. فأين سيذهب من مشكلاته الداخلية إذا فعلها؟ وهى مشكلات تصل إلى حد المجاعة على مستوى الاقتصاد، وتصل إلى منصة الحرب الأهلية على مستوى السياسة.

مخزون الشعارات الذى تاجر به «آبى أحمد» على شعبه، وكذلك «مخزون الأوهام» الذى يعشش داخله يمنعانه من الوصول إلى حل لأزمة سد النهضة عبر التفاوض، رغم أنه يعلم والعالم كله يعلم أن مياه النيل بالنسبة للمصريين قضية حياة أو موت.

الحرب فى التجربة البشرية كثيراً ما تمهد الطريق للتفاوض والوصول إلى حلول للمشكلات الكبرى.

وثمة أزمات من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- أن يبدأ حلها بالتفاوض، إذ يأتى التفاوض كنتيجة للحرب والقتال.

على سبيل المثال لم يكن من الوارد بعد نكسة 1967 أن تتحرك مصر على مسار التفاوض مع إسرائيل لتسحب قواتها الغازية من سيناء، كان من الضرورة بمكان أن تحارب مصر أولاً وتحقق نصراً لتبدأ بعده رحلة التفاوض.

ذلك بالضبط كان الطريق الذى سار فيه الرئيس السادات ومن خلاله نجح فى تحرير الأرض.

لغة التفاوض ليست باللغة المجدية مع إثيوبيا.. ونحن كمصريين لا يمكن أن نفاصل فى حقنا فى مياه النيل، وهو الحق الذى تؤكده اتفاقيات دولية يعترف بها العالم.

الطريق واضح لا لبس فيه، ولم يبقَ إلا أن نسلكه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى الحل الطريق إلى الحل



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon