توقيت القاهرة المحلي 23:05:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كورونا و"الحقائق المتغيرة"

  مصر اليوم -

كورونا والحقائق المتغيرة

بقلم: د. محمود خليل

صرخات المسئولين فى المملكة المتحدة تتعالى محذرة من انهيار وشيك للنظام الصحى.

المؤشر الأهم والأكثر حسماً فى تحديد وضع أى نظام صحى فى مواجهة فيروس كورونا يتعلق بعدَّاد الوفيات، أكثر مما يرتبط بعدَّاد الإصابات.

فارتفاع عدد الوفيات داخل دولة يعنى ببساطة أن قدرة المستشفيات على الاستيعاب وتقديم الخدمات الطبية التى تؤدى إلى الاستشفاء تتراجع.

وعلينا أن نلتفت إلى أن صرخات التحذير فى بريطانيا تصاعدت بعد تجاوز عدد الوفيات هناك 80 ألف وفاة. ومن يقارن أعداد الوفيات من البريطانيين خلال الموجة الحالية من موجات كورونا سيجد أنها تزيد على أعداد الوفيات خلال الموجة الأولى.

لذلك فقد خرج كبير المسئولين الطبيين فى بريطانيا محذراً من أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تواجه «أخطر موقف» وسط تقارير تشير إلى أن النظام الصحى ينهار فى بعض المقاطعات.

المسئولون عن قطاع الإسعاف فى بريطانيا أيضاً وجهوا تحذيرات شبيهة وأعلنوا أن قدرتهم على تقديم الخدمة تقل باستمرار.

اللافت أن بريطانيا بدأت منذ بضعة أسابيع إجراءات تطعيم مواطنيها بلقاح أكسفورد المضاد لكورونا، ولم يزل الجميع فى انتظار نتائجه حتى يعرف المسئولون هناك رأسهم من أقدامهم، وإلى أن يتم حسم نتائج التلقيح لم يجد المسئولون البريطانيون من سبيل أمامهم سوى دعوة المواطنين إلى «التزام المنازل»، لأن المزيد من الإصابات أصبح يعنى المزيد من الوفيات فى ظل تآكل قدرة النظام الصحى على الاستيعاب.

هكذا تخاطب الحكومة البريطانية مواطنيها بصراحة ودون مواربة. ففى حالة الكوارث المهددة لحياة الإنسان لا يصح إلا الصحيح، وأى محاولة للمراوغة تكون لها عواقب غير محمودة.

لقد خرج رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون منذ بضعة أيام مؤكداًَ أنه لا خيار أمام البلاد سوى الإغلاق الكامل فى ضوء الانتشار السريع لسلالة كورونا الجديدة، مضيفاً: «إن الإغلاق ضرورى لأن الحقائق تتغير».

«جونسون» كان يرفض فيما سبق اللجوء إلى أية إجراءات إغلاق مع ظهور السلالة الجديدة من كورونا، وهو كما تذكر أول مَن تبنى نظرية «مناعة القطيع» خلال الموجة الأولى من كورونا، لكن «الحقائق المتغيرة» فرضت عليه تغيير توجهاته ووجهات نظره واتخاذ القرارات الملائمة للموقف الخطير الذى يواجهه، لأنه لا يستطيع بحال أن يتحمل مسئولية التزايد المستمر فى عدد الإصابات.

لقد تفاءل البريطانيون وغيرهم من شعوب العالم مع ظهور لقاح كورونا، وبدء رحلة التطعيم، لكن السلالة الجديدة من الفيروس قلبت الأمور رأساً على عقب، ولم يعد أحد يدرى هل بمقدور اللقاح التعامل معها أم لا، خصوصاً أن أعداد الإصابات وكذلك عدد الوفيات زاد بصورة ملحوظة بالتوازى مع رحلة التلقيح.

لم يكن فى وسع جونسون وغيره من المسئولين البريطانيين سوى مصارحة الشعب بالوضع ودعوته إلى العودة إلى «التزام المنازل».

والتجربة تقول إن «التزام المنازل» يمثل الطريقة الوحيدة التى أثبتت نوعاً من النجاح فى مواجهة الفيروس.

لا يستطيع مسئول أن يتردد فى اتخاذ قرار يحمى الناس وهو يرى الخطر يفرد جناحيه على مواطنيه.

فترك الخطر هو أخطر الخطر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا والحقائق المتغيرة كورونا والحقائق المتغيرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon