توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخليج «الساخن»

  مصر اليوم -

الخليج «الساخن»

بقلم: د. محمود خليل

منذ قرار «ترامب» بإقالة مارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكى، فى 9 نوفمبر من العام المنصرم، وتولى كريستوف ميلر منصب وزير دفاع بالإنابة والأحاديث لا تنتهى عن احتمالية أن يقدم الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته على إشعال حرب مع إيران.

طيلة شهر ديسمبر الماضى تم الدفع بأسلحة أمريكية شديدة التطور إلى مياه الخليج، شملت مدمرات وغواصات وحاملات طائرات وقاذفات قنابل، كما عبرت إحدى الغواصات الإسرائيلية مياه البحر الأحمر إلى الخليج العربى.

من جهتها أعلنت إيران -على لسان وزير خارجيتها «جواد ظريف»- أن الولايات المتحدة تتحرك فى مياه الخليج بصورة مشبوهة وتثير الريبة، خصوصاً بعد أن دفعت بقاذفات قنابل بى 53 ذات القدرة النووية، وتحليقها فوق مياه الخليج، كنوع من استعراض القوة، وأضاف «ظريف» أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن أى ذريعة لاختلاق حرب مع إيران.

الولايات المتحدة الأمريكية تبرر عملية التحشيد العسكرى بالخوف من رد فعل انتقامى من جانب إيران بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليمانى (3 يناير). وهو فى المجمل تبرير مضحك، لأن ما لم تفعله إيران قبل عام يصعب أن تفعله الآن فى ظل حالة من الانتظار أصبحت تحكم صانع القرار فى طهران إلى أن يتولى «بايدن» رئاسة الولايات المتحدة رسمياً.

الأحاديث التى تتردد فى الولايات المتحدة الأمريكية عن انتقام إيرانى فى ذكرى مقتل «سليمانى» تتجاهل أن أبرز رد فعل إيرانى على مقتل قائد الحرس الثورى السابق تمثل فى قصف قاعدة عين الأسد فى 8 يناير 2020، وهو القصف الذى أوقع بعض الخسائر المادية بالقاعدة، لكنه لم يخلّف أى قتلى، لأنه ببساطة كان رداً مرتباً، وقد وصلت معلومات تحذيرية إلى القوات الأمريكية الموجودة بالقاعدة بأن هجوماً إيرانياً يوشك أن يقع، وذلك قبل القصف بوقت كافٍ للغاية.

حتى ولو حدث أى شىء، اليوم 3 يناير الجارى، فإن شبهة الترتيب تظل حاضرة، سواء من جانب الإدارة الأمريكية أو حكومة طهران أو حكومة بغداد.

مؤشرات عديدة تدلل على أن «ترامب» يريد فعل أى شىء قبل مغادرة البيت الأبيض، وأن أقرب خطوة إلى تفكيره هى ضرب إيران، وهناك فى منطقة الشرق الأوسط من يلح عليه فى ذلك، وموقف إسرائيل واضح فى هذا السياق.

ورغم ذلك يظل خيار الحرب بعيداً لأن كل الأطراف -وعلى رأسها الأمريكان- يدركون أن الكلفة ستكون جد كبيرة.

مشهد الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 من الصعب تكراره مع إيران عام 2021. فالهدف مختلف والظروف الإقليمية والدولية مختلفة أيضاً.

بإمكان الولايات المتحدة، ومن ورائها إسرائيل، أن تقصف وتدمر مواقع عدة فى إيران، لكن عليهما تحمل الكلفة التى ستترتب على ذلك، سواء من جانب الجيش الإيرانى والحرس الثورى، أو من جانب أذرع إيران المنتشرة فى لبنان وسوريا والعراق واليمن، ناهيك عن الخلايا النائمة بدول عديدة ويمكن أن تعمل لصالح إيران.

إشعال نار الحرب أمر سهل، لكن التحكم فى تداعياتها ومسارتها يبدو شديد الصعوبة، لذا تظل حسابات الحرب أكثر تعقيداً، ودائماً ما تضعها الأنظمة السياسية العاقلة كآخر خطوة يمكن اللجوء إليها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخليج «الساخن» الخليج «الساخن»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon