توقيت القاهرة المحلي 14:49:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"من كوكب تاني"

  مصر اليوم -

من كوكب تاني

بقلم: د. محمود خليل

البحث عن العجائب والأعاجيب المدهشة جزء من تركيبة البشر، لكن ثمة خيطاً رفيعاً يفصل بين العجائبية والتخريف.

بعض المصريين يتابعون بشغف أخبار ما يطلق عليه «الكائنات الفضائية». ولو أنك شاهدت لبعض الوقت فيديوهات «دعاة آخر الزمان» فستجد أن «الفضائيين» يشكلون ركناً ركيناً من أحاديثهم إلى الجمهور الذى يهوى مشاهدتهم، أو يصدق ما يقولون، فالفضاء جزء من تنظيرهم لنهاية العالم أو آخر الزمان. منهم من يحدثك عن نجم معين سوف يظهر فى السماء ويرتبط ظهوره بقرب آخر الزمان ونهاية الحياة على الأرض، ومنهم من يحدثك عن مذنَّب سيكتب كلمة النهاية فى حياة البشر، وغير ذلك.

لا تظنن أن المسألة ترتبط بقطاع من الجمهور المصرى المتابع لمثل هذه الفيديوهات، فالمسألة أكثر اتساعاً من ذلك، وتتجاوز مصر إلى غيرها من الدول بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر بلاد الله تقدماً وتنوراً وعلماً وتكنولوجيا.

الأحاديث فى الولايات المتحدة لا تنقطع منذ الخمسينات عن الكائنات الفضائية التى هبطت إلى الأرض عبر أطباق طائرة، وتحكى إحدى الروايات حواراً طويلاً دار ما بين أحد الرؤساء الأمريكيين و«الرماديين». والوصف الأخير يطلق على الكائنات الفضائية، ومما جاء فيه أن تحرك «الرماديين» نحو الأرض جاء عقب ما لاحظه أهل الفضاء من اضطرابات وقسوة أدت إلى إلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتى هيروشيما ونجازاكى اليابانيتين!

ولماذا نذهب بعيداً فى التاريخ الأمريكى ولدينا نموذج جديد قريب للغاية يتعلق بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فقد ذكر موقع روسيا أن كائنات فضائية وصلت إلى الأرض وقدمت طلباً عاجلاً لترامب، وأضاف الموقع نقلاً عن حوار أجرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية مع «خائيم إيشيد» الذى يوصف بأنه «أبو برنامج الفضاء الإسرائيلى» أن الرئيس الأمريكى «ترامب» كان على وشك كشف الستار عن وجود الكائنات الفضائية على الأرض، لكن الكائنات من فيدرالية المجرة قالت: انتظر واسمح للناس بالهدوء أولاً. لأنهم لا يريدون نشوب حالة من الهستيريا الجماعية، بل يريدون أن ندرك ونقبل بذلك أولاً!

كلام لذيذ لا يقل لطفاً عن «ترامب» الذى تراجع عما سبق أن أعلنه عن نيته الترشح فى انتخابات الرئاسة 2024، وذكر أنه قرر الاستمرار فى البيت الأبيض، فى إشارة إلى مواصلة دوره كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، رغم فوز «بايدن» فى الانتخابات الأخيرة.

يبدو «ترامب» أحياناً أشبه بالكائنات الفضائية، تشعر معه وهو يتحدث بأنه يمتلك أفقاً سماوياً يستطيع أن يحلق به بعيداً عن الأرض وأهلها وأحداثها.

هذه الطريقة فى التفكير وما يتولد عنها من عبارات وأفكار مثيرة أحياناً ما تشد انتباه الناس وتُطرب عقولهم وأفئدتهم، فتجدهم مدفوعين إلى الإنصات إليها والاستمتاع بها.

يستخدم المصريون وصفاً لافتاً يخلعونه على الشخص ذى الطابع الرمادى صاحب التفكير أو الأداء الفضائى، فيقولون عنه: «من كوكب تانى».

الشخص الموصوف بهذه العبارة قد يكون صاحب تفكير مختلف أو أداء استثنائى، وقد يكون رأسه «فى منطقة تانية» بعيداً عن الواقع على الأرض.

فى كل الأحوال علينا أن نسلِّم بأن الاستثنائيين ندرة وأن غالبية مَن يتحدثون عن الرماديين والفضائيين دون أدلة علمية ثابتة وقاطعة ينتمون إلى فصيلة «أصحاب الدماغ العالية».

الناس معذورة.. الحياة بقت صعبة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من كوكب تاني من كوكب تاني



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon