توقيت القاهرة المحلي 18:05:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«يا قوم إنما فُتِنتُم به»

  مصر اليوم -

«يا قوم إنما فُتِنتُم به»

بقلم : محمود خليل

تعبر الآية الكريمة: «ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به» التى وردت فى سياق قصة «السامرى» عن معنى عميق يجدر التذكير به.

يتحدث «هارون» فى سياق الآية عن فتنة بنى إسرائيل بـ«موسى السامرى»، حين انقادوا له دون تفكير أو تذكر لإيمانهم الذى تعلموه على يد نبى الله موسى عليه السلام.

شأن بنى إسرائيل فى هذا الموقف شأن البشر عموماً. فما أكثر ما تجدهم يصعدون بأى ظاهرة تافهة أو شخص تافه إلى أعلى عليين، ويحولونها أو يحولونه إلى معبود، ثم يتعجبون بعد ذلك كيف يعاملهم من موقع النبى أو نصف الإله!.

تستطيع أن تجد نماذج على ذلك فى بعض مجالات حياتنا، حين يتحول بعض التافهين إلى أصحاب مقام رفيع، وبعض المغمورين إلى أصحاب شهرة وسطوة وحظوة.

ذلك ما فعله بنو إسرائيل حين أضلهم موسى السامرى، فمدوا أيديهم إليه بما يملكون لصناعة عجل من ذهب أصبح كل حياتهم ومبلغ آمالهم ومحل تقديسهم. ولما عاد موسى إليهم ووبخهم على فعلتهم ثابوا إلى رشدهم ولعنوا العجل واعترفوا بضلالهم على يد السامرى.

تُرى أيهما أشد إجراماً فى حق الآخر: البشر الذين رفعوا الهزيل إلى مرتبة النجومية.. أم التافه الذى تاه فخراً بعد أن هام وعام فى بحر الشهرة والمال؟

ظنى أن المسئولية الأكبر تقع على من رفعوه. هؤلاء الذين يلعنون التفاهة رغم أنهم صُناعها وبناة عزها ومجدها.

هؤلاء الذين نحتوا العجل بأيديهم وهللوا لخواره، ولما حدد موضعه فوق ظهورهم دخلوا فى بكائية لا تنقطع.

الشعبية يصنعها الناس بأيديهم. وقد تعجب إذا قلت لك إن التافهين الذين يحققون شعبية غير موضوعية ضحايا أكثر منهم جناة.

نعم هم كذلك.. فالجانى الحقيقى هو من دفع فيهم واستمع إليهم ونجّمهم.

وجود هؤلاء مظهر من مظاهر ثقافة الأزمة التى تظهر أبرز تجلياتها فى فساد الذوق والبحث عن التفاهة.

القرآن الكريم حكى لنا قصة «العجل المعبود» الذى صنعه السامرى بمال وذهب بنى إسرائيل ثم أخبرهم أن هذا إلههم وإله موسى، فلما سمع التافهون خواره خروا له ساجدين وعبدوه من دون الله.

لم تجد نصائح «هارون» نفعاً عندما لفت نظر قومه إلى تفاهة وحقارة ما يفعلون: «ولقد قال لهم هارون يا قوم إنما فُتنتم به».

لم يسمع بنو إسرائيل لـ«هارون»، بل ألقوا السمع إلى السامرى الأفّاق، وآمنوا بما يقول، ومكثوا على إخلاصهم للعجل حتى عاد إليهم موسى، فلما رآهم على تلك الحال اشتعل غضباً وكاد أن يفتك بأخيه هارون، ولما سكت عنه الغضب أشعل النار فى «العجل المعبود» وحكم على السامرى بالنفى.

منذ ذلك التاريخ والناس لا تتوقف عن البحث عن عجل جسد له خوار تستمتع بتقديسه والطواف حوله والتمايل على أنغام خواره!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يا قوم إنما فُتِنتُم به» «يا قوم إنما فُتِنتُم به»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon