توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريق محمد صلى الله عليه وسلم

  مصر اليوم -

طريق محمد صلى الله عليه وسلم

بقلم: د. محمود خليل

صلابة رسالة الإسلام وتماسك أركانها، وترجمتها لأشواق الإنسان إلى العدل والحرية والإحسان والتسامح والرحمة، جعلها أبعد ما تكون عن استخدام العنف. الحق لا يحتاج إلى قوة تقنع به لأنه مقنع فى ذاته.

وعندما كتب الله على محمد وصحابته القتال كان يعلم أنهم يكرهون ذلك «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهْ لَّكُمْ». ولم يجعل الله القتال أداة لإكراه المشركين على الإيمان بالحق، لأن الحق قوى فى ذاته وبذاته: «لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَىِّ».. «أَفَأَنتَ تُكْرِهْ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ».

كان القتال أداة لرفع الظلم الذى وقع على محمد وصحابته حين طُردوا من ديارهم وأهليهم وأحبابهم، ولاحقهم المكيون بالإيذاء فى «يثرب».. هنالك أذن الله لنبيه وأنصاره بالقتال: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ».

لم يكن محمد يريد قتال العرب ولا قتال غيرهم، بل كان يريد أن يصنع منهم أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

رسالة النبى، صلى الله عليه وسلم، كانت تؤكد أن سبيل الله هو سبيل الحكمة والموعظة الحسنة. وقد كان طريق محمد كذلك: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ».

عاد محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى مكة الحبيبة فعفا عن أهلها الذين ناله وأصحابه منهم ما لا يوصف من الأذى، لكن الرابطة الإنسانية العميقة التى جمعت بينه وبين الأنصار دفعته إلى العودة فى رحالهم، ليقضى آخر أيامه فى رحابهم، ولينعموا بنبيهم الأكرم أكثر من غيرهم.

محمد، صلى الله عليه وسلم، عاش إنساناً حراً. والحر يعرف كيف يحفظ كرامة غيره ويحترم حريته، حتى لو كان منابذاً له أو مسيئاً إليه. كان الدعاء للآخرين بالهدى هو ما يقابل به خصومه وأعداءه، لأنه علم أن «الهدى هدى الله».

عاش النبى جزءاً لا يتجزّأ من نفوس المحيطين به، الصغار والكبار، الضعاف والأقوياء، الرجال والنساء، المهاجرين والأنصار. كان أكثر ما يشق على النبى هو المشقة على الناس، كيف لا وهو يشعر بأنه جزء منهم وأنهم جزء منه؟.

كانت البشرية أكثر ما يشغله، فعاش حياته حريصاً على نجاتهم فى الدنيا والآخرة، رؤوفاً رحيماً بهم.

ظل يفكر فى من حوله حتى اللحظة الأخيرة من حياته الشريفة التى عاشها إنساناً عرف كيف يبنى أمة ويؤسس لعقيدة يؤمن بها اليوم ما يقرب من 2 مليار إنسان، صنعتهم التجربة النبوية الفريدة التى تأسست على إنسان يأكل مما يأكله الناس، ويمشى مثلهم فى الأسواق، ويشتاق مثلهم إلى الأبناء، ويجد متعته فى الكبر فى مداعبة الأحفاد.

ولا أجد وصفاً أرقى للنبى الأعظم، صلى الله عليه وسلم، من قوله تعالى: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق محمد صلى الله عليه وسلم طريق محمد صلى الله عليه وسلم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon