توقيت القاهرة المحلي 20:12:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حافظ رضوان.. و«فراويلة»

  مصر اليوم -

حافظ رضوان و«فراويلة»

بقلم: د. محمود خليل

يوسف شعبان رحمه الله فنان له فى الدراما علامات.

أكثر ما يستهوينى فيها علامتان.. الأولى دور «حافظ رضوان» فى رائعة أسامة أنور عكاشة «الشهد والدموع».. والثانية دور «سلامة فراويلة» فى رائعة محمد جلال عبدالقوى «المال والبنون».

شخصية «حافظ رضوان» فى «الشهد والدموع» هى أكثر شخصيات العمل تركيباً. فهى شخصية تتراوح ما بين الطمع الكامل فى كل ما حوله ومن حوله، والإحساس بالذنب مما اقترفت يداه.

استولى على خبيئة أبيه بعد وفاته، وطمع فى ميراث أخيه، وكان استيلاؤه عليه سبباً فى وفاته، وعاش بعقدة ذنب نحو شقيقه «شوقى»، لكنه لم يرحم أولاده.

ظل «حافظ» يحصد المال والمكاسب ويتوسّع فى أعماله ويربح المزيد وترك أبناء شقيقه نهباً للجوع والحرمان، وربى داخلهم حقداً غذّته أرملة شقيقه حتى جاء يوم الحساب، ليجد أبناءه يدفعون ثمن طمعه.

ظل حافظ رضوان يجرى ويجرى إلى أن أكل الزمن عمره وصحته وأصبح ألعوبة فى يد زوجته «دولت»، وشرع ابنه الأكبر «سمير» فى التخطيط لتكرار لعبة أبيه نفسها مع إخوته.

رأى «حافظ» رأى العين بشاعة ما فعله مع شقيقه، حين طمع ابنه الأكبر فى الثروة ورغب فى الاستئثار بها لنفسه دون إخوته.

عاش لحظة صدق مع نفسه وهو يجلس إلى جوار الأسطى «جعفر» الذى طعن فى العمر وبلغ من الكبر عتياً.

كشف له الشيخ الفانى اللعنة التى أكلت عمره، وأذلته لزوجته، وصغّرته أمام أبنائه، وربّت الحقد فى نفوس أبناء شقيقه.

إنه «المال اللى اتربى فى حضن الطمع.. وبقى حتة منه».

قرر «حافظ» أن يلقى لعنته ويمنع تكرار جريمته من جديد على يد ابنه الأكبر، فباع أملاكه لصبيه «حجازى».. ومشى فى طريق الله.

كم كان يوسف شعبان رائعاً وهو يجسّد هذه الشخصية وتناقضاتها وتأرجح مشاعرها وقدرتها على رؤية نفسه بعدسة مستوية لا تزيد من حجمها ولا تنقص.

أما «سلامة فراويلة» فشخصية تلامس وتراً شديد العمق داخل الشخصية المصرية عموماً. وهو وتر الرغبة فى اللعب من الدنيا بالحق وبالباطل.

أقام عزه على خبيئة أثرية عثر عليه مجموعة من «بلدياته»، وعليها أقام مجده داخل «خان يوسف».

عاش متحيّراً فى شخصية «عباس الضو»، رفيقه وشريك رحلته. الرجل الذى اعتبر مال الخبيئة حراماً بيّناً، وأنه حق لكل الناس، فى وقت زيّن فيه «فراويلة» لنفسه أنه: «رزق وجاله من باب الله».

عبّر «فراويلة» فى طرحه هذا عن نوعية من البشر ترفع شعار «رزق وجالى من باب الله»، حتى لو كان من مصدر غير مشروع، وتستحل لنفسها مال المجموع، لأنها لم تأخذه من شخص بعينه.

تابع المصريون رحلة الصراع بين شخصيتى «فراويلة» و«عباس الضو»، فمال بعضهم إلى هذه، ومال آخرون إلى تلك. ولا أستطيع أن أحدد على وجه الدقة أيهما رجح الآخر، لكن كليهما كان له جمهوره.

إنها الثنائية العجيبة التى يتبنّى طرفها الأول «المال الذى يأتى من باب السماء»، ويتبنى طرفها الثانى «التربية الصالحة للأبناء من المال الحلال».

الثنائية التى جسّد فيها يوسف شعبان شخصية «سلامة فراويلة» التى أقنعت قطاعاً من المشاهدين بنهجها فى الحياة.

رحم الله الفنان القدير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حافظ رضوان و«فراويلة» حافظ رضوان و«فراويلة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon