توقيت القاهرة المحلي 08:32:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نادي "الميليشيات"

  مصر اليوم -

نادي الميليشيات

بقلم: د. محمود خليل

أمست الميليشيات ملمحاً أساسياً من ملامح وأدوات الصراعات السياسية داخل الكثير من دول العالم.

والميليشيات كما تعلم هى تنظيمات مدنية مسلحة لها حضورها فى الصراعات السياسية داخل الدول، وقد تقوم ببعض الأدوار الخارجية لخدمة أهداف محدّدة. لو أنك تأملت خريطة العالم العربى على سبيل المثال، فيمكنك أن تعثر على أسماء كثيرة لميليشيات، تمكن بعضها من ابتلاع دول بأكملها، وبعضها الآخر يلعب دوراً قد يفوق فى أحوال دور الحكومات والمسئولين داخل الدول.

أمامك على سبيل المثال ميليشيا حزب الله فى لبنان، وميليشيا الحشد الشعبى فى العراق. ويتكرر الوضع فى سوريا أيضاً، كما هو الحال بالنسبة لميليشيا الجيش الحر، وأيضاً فى ليبيا، حيث يتعارك على أرضها الكثير من الميليشيات، التى تفرق بينها أيديولوجيات مختلفة.

المسألة ليست مغلقة على العالم العربى، بل تتجاوزه إلى ما وراءه. فى روسيا على سبيل المثال ظهرت ميليشيا «فاجنر»، وهى تقوم بأعمال خارجية لصالح النظام الروسى، كما هو الحال فى ليبيا. وعندك أيضاً فى إيران الحرس الثورى.

مؤخراً انضمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى نادى الميليشيات، فظهرت فيها عدة ميليشيات مسلحة، من بينها ميليشيا «براود بويز»، التى قامت بعملية اقتحام الكونجرس الأمريكى (6 يناير)، وكانت تخبئ كمية كبيرة من الأسلحة التى تم اكتشافها فى ما بعد للقيام بعمليات عنف ممنهج يخدم أهداف «ترامب» فى الاستمرار بالحكم.

ثمة ميليشيات مسلحة أخرى تتنامى فى الولايات المتحدة، من بينها ميليشيا أنتيفا والميليشيا التابعة لحركة «حياة السود مهمة».

أحياناً ما تعمل هذه الميليشيات لصالح فاعلين معينين داخل السلطة السياسية، وفى أحيان تعمل لحساب قوى خارجية، وقد تعمل تبعاً لحسابات أخرى خاصة، لكن الميليشيا لا بد أن تعمل لحساب طرف ما، هو على الأقل الطرف الذى يقوم بتمويلها.

نحن إذاً بصدد مشهد تتمدّد فيه أعداد وأدوار الميليشيات على مستوى العالم، وحالة التمدّد تلك يتوازى معها ضمور فى أدوار الدولة، وتآكل فى معالم صورتها التاريخية. الأخطر أن الأدوار المتنامية لهذه التنظيمات تمثل المقدمة الأساسية للصراعات الأهلية، والصراعات الأهلية بدورها يمكن أن تكون سبباً فى انقسام الدول.

فتآكل أدوار مؤسسات الدولة يهز صورتها أمام الرأى العام ويطرح أسئلة كثيرة حول جدواها. كما أن التجربة تقول إن الميليشيات عادة ما تتحلق حول أيديولوجية معينة تجمع المنتمين إليها تحت مظلتها.

فثمة ميليشيات تتحلق حول الانتصار لفكرة مثل «استعادة الخلافة»، أو مذهب «سنى/ شيعى»، أو حول التمييز العرقى مثل «أنصار العرق الأبيض» أو «أنصار العرق الأسود»، كما يمكن أن تتحلق حول فكرة «الارتزاق» وجمع الأموال، كما هو الحال بالنسبة لبعض التنظيمات التى تتحرك هنا وهناك وتمنح مجهودها لمن يدفع أكثر.

الميليشيا فى الأساس تتمحور حول أفكار «التفكيك» و«الانفصال» و«الانغلاق على الذات» و«معاداة الآخر» و«محاولة فرض الرأى بالقوة والعنف». وعندما تصبح الميليشيا دولة داخل الدولة، فمن الطبيعى أن تطمع فى السيطرة الكاملة، فإذا لم تستطع فقد تبحث عن دولتها الخاصة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نادي الميليشيات نادي الميليشيات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon