توقيت القاهرة المحلي 23:20:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نادي "الميليشيات"

  مصر اليوم -

نادي الميليشيات

بقلم: د. محمود خليل

أمست الميليشيات ملمحاً أساسياً من ملامح وأدوات الصراعات السياسية داخل الكثير من دول العالم.

والميليشيات كما تعلم هى تنظيمات مدنية مسلحة لها حضورها فى الصراعات السياسية داخل الدول، وقد تقوم ببعض الأدوار الخارجية لخدمة أهداف محدّدة. لو أنك تأملت خريطة العالم العربى على سبيل المثال، فيمكنك أن تعثر على أسماء كثيرة لميليشيات، تمكن بعضها من ابتلاع دول بأكملها، وبعضها الآخر يلعب دوراً قد يفوق فى أحوال دور الحكومات والمسئولين داخل الدول.

أمامك على سبيل المثال ميليشيا حزب الله فى لبنان، وميليشيا الحشد الشعبى فى العراق. ويتكرر الوضع فى سوريا أيضاً، كما هو الحال بالنسبة لميليشيا الجيش الحر، وأيضاً فى ليبيا، حيث يتعارك على أرضها الكثير من الميليشيات، التى تفرق بينها أيديولوجيات مختلفة.

المسألة ليست مغلقة على العالم العربى، بل تتجاوزه إلى ما وراءه. فى روسيا على سبيل المثال ظهرت ميليشيا «فاجنر»، وهى تقوم بأعمال خارجية لصالح النظام الروسى، كما هو الحال فى ليبيا. وعندك أيضاً فى إيران الحرس الثورى.

مؤخراً انضمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى نادى الميليشيات، فظهرت فيها عدة ميليشيات مسلحة، من بينها ميليشيا «براود بويز»، التى قامت بعملية اقتحام الكونجرس الأمريكى (6 يناير)، وكانت تخبئ كمية كبيرة من الأسلحة التى تم اكتشافها فى ما بعد للقيام بعمليات عنف ممنهج يخدم أهداف «ترامب» فى الاستمرار بالحكم.

ثمة ميليشيات مسلحة أخرى تتنامى فى الولايات المتحدة، من بينها ميليشيا أنتيفا والميليشيا التابعة لحركة «حياة السود مهمة».

أحياناً ما تعمل هذه الميليشيات لصالح فاعلين معينين داخل السلطة السياسية، وفى أحيان تعمل لحساب قوى خارجية، وقد تعمل تبعاً لحسابات أخرى خاصة، لكن الميليشيا لا بد أن تعمل لحساب طرف ما، هو على الأقل الطرف الذى يقوم بتمويلها.

نحن إذاً بصدد مشهد تتمدّد فيه أعداد وأدوار الميليشيات على مستوى العالم، وحالة التمدّد تلك يتوازى معها ضمور فى أدوار الدولة، وتآكل فى معالم صورتها التاريخية. الأخطر أن الأدوار المتنامية لهذه التنظيمات تمثل المقدمة الأساسية للصراعات الأهلية، والصراعات الأهلية بدورها يمكن أن تكون سبباً فى انقسام الدول.

فتآكل أدوار مؤسسات الدولة يهز صورتها أمام الرأى العام ويطرح أسئلة كثيرة حول جدواها. كما أن التجربة تقول إن الميليشيات عادة ما تتحلق حول أيديولوجية معينة تجمع المنتمين إليها تحت مظلتها.

فثمة ميليشيات تتحلق حول الانتصار لفكرة مثل «استعادة الخلافة»، أو مذهب «سنى/ شيعى»، أو حول التمييز العرقى مثل «أنصار العرق الأبيض» أو «أنصار العرق الأسود»، كما يمكن أن تتحلق حول فكرة «الارتزاق» وجمع الأموال، كما هو الحال بالنسبة لبعض التنظيمات التى تتحرك هنا وهناك وتمنح مجهودها لمن يدفع أكثر.

الميليشيا فى الأساس تتمحور حول أفكار «التفكيك» و«الانفصال» و«الانغلاق على الذات» و«معاداة الآخر» و«محاولة فرض الرأى بالقوة والعنف». وعندما تصبح الميليشيا دولة داخل الدولة، فمن الطبيعى أن تطمع فى السيطرة الكاملة، فإذا لم تستطع فقد تبحث عن دولتها الخاصة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نادي الميليشيات نادي الميليشيات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon