توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العجز والفساد

  مصر اليوم -

العجز والفساد

بقلم : محمود خليل

بالتزامن مع إعلان عبدالله حمدوك عن تشكيلته الوزارية الجديدة شهدت مدينة الأُبيّض جنوب السودان مظاهرات منددة بتردى الأوضاع الاقتصادية للمواطن، وقام المتظاهرون بحرق سيارتين حكوميتين.

أحد تعابير تردى الأداء فى عالمنا العربى لجوء السلطة عند تردى أحوال الناس وصراخهم بالشكوى إلى إجراء تعديلات وزارية، فيتم سحب مجموعة من الوزراء وإحلال آخرين محلهم.

ذلك تفسير الخطوة الأخيرة التى اتخذها المجلس الانتقالى فى السودان بإجراء التعديل الوزارى الأخير. فالمسألة لا تزيد على محاولة لإسكات الأصوات الشاكية من الأزمات المعيشية. الشعوب لا تريد تغييراً فى الوجوه قدر ما هى بحاجة إلى تغيير السياسات.

يأتى الوزير الجديد بحقيبة وعود سرعان ما تتلاشى وتذروها رياح الواقع. وزير المالية السودانى المكلف جبريل إبراهيم - على سبيل المثال - غرد للمواطن السودانى بوعد يقول فيه إنه لن يغمض له جفن حتى تختفى صفوف الخبز والمحروقات وتوفير الدواء المنقذ للحياة بسعر مقدور عليه.

الوعود وليس الصفوف هى التى ستختفى بمرور الوقت، وسوف يسمع المواطن أحاديث مغايرة عن دوره المفقود فى حل مشكلات بلاده كسبب رئيسى لما يعانيه.. ستسقط الكرة سريعاً فى حجر الشعب ما لم تتغير السياسات.

ثمة علتان أساسيتان تحولان دون حل مشكلات الشعوب مهما تغيرت وجوه المسئولين عن صناعة القرار.. هما الفساد والعجز.

منذ ما يقرب من أسبوعين أعلنت منظمة الشفافية العالمية ترتيب الدول على مؤشر الفساد، فظهرت السودان ضمن الدول الست الأكثر فساداً على مستوى العالم.

الفساد كما يتردد على اللسان العربى موجود فى كل مكان وزمان. لكن السؤال ما نسبته وما ترتيب الدولة على سلم الفساد العالمى؟.

الفساد فى دولة مثل العراق أضاع على الشعب مليارات ممليرة من الدولارات بعد أن تفشى فى كل مفاصل الدولة عقب الغزو الأمريكى واحتلال بغداد عام 2003. هذه المليارات كانت كفيلة بحل كل المشكلات المعيشية التى يعانى منها المواطن العراقى والتى تدفعه إلى الخروج والتظاهر حالياً.

السودان يعانى من فساد مُستشرٍ فى قطاعات عديدة.. وهو فساد تراكم واستفحل عبر العقود الثلاثة الماضية. بعدها ثار السودانيون مطالبين بحياة أفضل.. فماذا كانت النتيجة؟.. الفساد ما زال الأقوى.

أما العجز فحدّث عنه فى الواقع العربى دون حرج.

معايير اختيار المسئولين فى دولة مثل السودان - شأنها شأن العديد من الدول العربية الأخرى - أبعد ما تكون عن اختيار الأكفأ، وأميل إلى اختيار أصحاب الولاءات.

الشخص معدوم الكفاءة لا يميل إلى التفكير أو إعمال العقل أو الاجتهاد فى حل المشكلات، ولا يجد غضاضة فى أن يحس بالعجز وعدم القدرة على حل المشكلات.. كيف تطلب من عاجز عن التفكير أن يجتهد فى حل مشكلة؟ وإذا اقترن عدم الكفاءة بالعجز - وكثيراً ما يقترنان - نصبح أمام مشكلة مزدوجة يتحول فيها الشخص إلى آلة تحقيق مكتسبات وجنى مغانم. وتتفاقم المشكلة أكثر وأكثر عندما تغيب الرقابة.

معاناة المواطن السودانى وغيره من مواطنى الدول العربية سوف تتوقف فى اللحظة التى يدرك فيها أن هاتين العلتين «العجز والفساد» سر أزمته، ويعلم أن الثورة الحقيقية لا بد أن تكون عليهما.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العجز والفساد العجز والفساد



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon