توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة جامعية

  مصر اليوم -

مأساة جامعية

بقلم: د. محمود خليل

وجّه وزير التعليم العالى التحية لشهداء الأطقم الطبية من أساتذة الجامعات تحت قبة مجلس النواب، فخاطبته النائبة غادة على قائلة: «أنت وجّهت التحية لشهداء الأطقم الطبية من دكاترة الجامعات، فهل تُدرك أن معاشهم من 500 جنيه إلى 1200 جنيه، فهل التحية كافية لهم؟!».

أوضاع معاشات أعضاء هيئة التدريس تمثل واحدة من كبرى مآسى الجامعات المصرية.

كما تعلم فإن نظام المعاشات فى مصر يرتبط بعدد سنوات الخدمة، فإذا حدث وتوفى عضو هيئة التدريس وهو على درجة مدرس، فإن المعاش الذى ترثه زوجته وأولاده قد لا يزيد على 700 جنيه.

ودرجة المدرس لا يبلغها عضو هيئة التدريس إلا بعد الحصول على الماجستير والدكتوراه.

أما الأستاذ الذى يترقّى ببحوث مبتكرة فى مجال تخصّصه -بعد الماجستير والدكتوراه- إلى درجة أستاذ مساعد، ثم أستاذ دكتور فإن معاشه عندما يبلغ الستين من عمره يصل إلى نحو 1500 جنيه.

تخيّل إنساناً عمل فى الجامعة منذ كان معيداً عمره 22 عاماً وقضى سنوات خدمة تصل إلى 38 عاماً تحصل أسرته على 1500 جنيه إذا توفاه الله.

فهل هذا الوضع منطقى أو طبيعى؟

أستاذ الجامعة يُبلى سنوات عمره فى البحث والتدريس والإشراف العلمى وأعمال الامتحانات والأعمال الإدارية وغيرها مقابل مرتب شديد التدنى، لو قُورن بالمرتبات التى يحصل عليها بعض شباب الخريجين من العاملين فى قطاعات معينة لأثار الرثاء.

يشرف على رسالة الماجستير والدكتوراه ويقرأ مئات الصفحات ويُصحّح ويُنقّح ويطور ويُعلّم باحثاً جديداً، فتكافئه الجامعة بعد مجهود قد يمتد إلى خمس سنوات بـ270 جنيهاً.

يشارك فى مناقشة رسالة ماجستير أو دكتوراه فيقرأ صفحاتها، وقد يقضى ساعات طويلة فى العودة إلى مراجع وبحوث حتى يُحسن أداء مهمته، ويفيد الباحث والعلم فتكافئه الجامعة بـ80 جنيهاً.

أشكال كثيرة من البهدلة فى الحياة الدنيا يتحمّلها أستاذ الجامعة قناعة منه فى العلم، وإيماناً بدوره فى تطوير المجتمعات، وأن متعة العالم فى البحث والاكتشاف، وليس فى حصد الأموال، وهو عندما يطلب تحسين أوضاعه المالية فإنه يستهدف الحد الأدنى الذى يحفظ كرامته وكرامة أسرته.

الأساتذة الذين يقابلون وجه ربهم يذهبون إلى حياة أفضل عند رحمن رحيم، لكن هل يليق بعد بهدلة أستاذ الجامعة فى حياته بهدلة أسرته بعد وفاته بهذه المعاشات الكاريكاتيرية؟

أظن أن هذا الوضع لا يُرضى أحداً.

نحن ننتمى إلى مجتمع لا يوجد فيه طلب على العلم، فى حين يوجد طلب على غيره، وبالتالى فالحديث عن الأدوار العلمية لأساتذة الجامعات فى تطوير المجتمع لن يُجدى، بل نقول إنهم يمثلون فى النهاية قطاعاً من المصريين يريد أن يعيش وأن يضمن لذويه حياة آدمية بعد لقاء الله.

زيادة مرتبات ومعاشات أعضاء هيئة التدريس يمكن تمويلها بسهولة من الصناديق الخاصة داخل الجامعات المصرية، التى تعد مدخولاتها بالمليارات، وبالتالى لن يشكل الأمر عبئاً على وزارة المالية.

التدخل لتعديل أوضاع مرتبات ومعاشات هذا القطاع من المصريين ضرورة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة جامعية مأساة جامعية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon