توقيت القاهرة المحلي 07:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإنسان أصله «جنيه»

  مصر اليوم -

الإنسان أصله «جنيه»

بقلم : محمود خليل

عندما تهتز صورة الأسرة فى نظر جيل فصورة جميع المؤسسات الأخرى تزلزَل زلزالاً شديداً. تراجعت هيبة الآباء على الأبناء، وبالتوازى معها تراجعت هيبة المعلم والأستاذ داخل المؤسسة التعليمية. وكان السر فى المدرسة هو الدروس الخصوصية، التى أصبح معها التلميذ مصدر «أكل عيش المعلم»، وكان السر فى الجامعة ضعف الأساتذة أمام الرغبة فى الحصول على المال، ما دفع بعضهم إلى تحويل الجامعة إلى سوق رائجة لبيع الكتب وأشياء أخرى، سوق تحوَّل فيها الطالب إلى مجرد زبون. أغلب المؤسسات التعليمية فى مصر حالياً محكومة بدستور أو عقد اجتماعى ينص على أن الطرفين «التلميذ والأستاذ» لا يريدان بذل أى جهد. فالأستاذ داخل الحصة أو المحاضرة لا يريد أن يُعلم، والطالب لا يريد أن يتعلم. الطرفان تصالحا على فكرة الشهادة واتفقا على أن العلم والتعليم لا يُسمنان ولا يغنيان من جوع!.

لا تطلب من المشترِى أن يحترم مَن يبيع له، لكن من يبيع مطالَب دائماً بتعامُل رفيع مع زبونه، لأن الزبون على حق، لذا كان من الصعوبة بمكان أن يحترم الجيل الجديد المدرسة أو الجامعة بعد أن تحول التعليم إلى سوق شهادات كبيرة يحكمها مبدأ البيع والشراء. وأياً كان مجموعك فبإمكانك أن تحصل على الشهادة التى ترتضيها ما دمت تملك السعر. فى إطار تخصص مثل الإعلام هناك عدة كليات إعلام حكومية وعدد أكبر من الكليات التابعة للجامعات الخاصة ومعاهد إعلام خاص وأقسام إعلام بالعشرات فى الجامعات الحكومية. يحدث هذا فى وقت تنكمش فيه سوق العمل وتتمدد سوق التعليم، ولا تهم جودة الخدمة المقدمة، فالجودة غير مطلوبة أصلاً فى مجتمع فقد الطلب على العلم. شباب اليوم يعلمون أن المال هو أصل الأشياء، وأن أصل الإنسان جنيه أو قُل دولار!.

ومع سقوط مؤسسة التعليم فى عقل ووجدان الجيل الجديد من الشباب، سقطت بالتبعية العديد من المؤسسات الأخرى التى كانت تحمل نوعاً من القيمة تصل فى أحوال إلى درجة القداسة لدى الأجيال السابقة!. نتيجة طبيعية إذا أخذنا فى الاعتبار مسئولية المؤسسة التعليمية عن تربية الفكر والوجدان الاجتماعى والوطنى. ومع تهاوى صور المؤسسة من بعد الأخرى استيقظنا على جيل أكثر جرأة من كل الأجيال التى سبقته. فسقوط القيمة وتشوه الصورة يتبعهما سقوط الهيبة. وسقوط الهيبة يتبعه التجرؤ. فهيبة الأب الذى كان يقبِّل يد مَن أنجبه سقطت عندما أصبح هو الذى يقبِّل يد أبنائه، وهيبة المعلم والأستاذ سقطت فى اللحظة التى مد يده فيها إلى تلامذته وطلابه ليحصل على «الأجرة»، مبرراً الأمر لنفسه بأنه -وهو صاحب العلم- لا ينعم بما ينعم به اللصوص والفسدة والجهلاء، وكأن العلم سبيل للغنى والرخاء!. وهيبة المسئول سقطت وهو ينافق ويخادع ويرسم الأحلام للجيل الجديد الذى تحطَّم رأسه على صخرة الواقع ولم يعلمه أحد أن حل المشكلات المزمنة يحتاج جهداً مريراً ووقتاً طويلاً. فى اللحظة المعيشة نحن نقف أمام جيل شاب من أكثر الأجيال التى عرفتها مصر جرأة وتجرؤاً

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنسان أصله «جنيه» الإنسان أصله «جنيه»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon