توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حسابات «الباب المفتوح»

  مصر اليوم -

حسابات «الباب المفتوح»

بقلم: د. محمود خليل

رحلة التقارب المصرى - الأمريكى فى عصر الرئيس السادات -رحمه الله- بدأت عقب حرب أكتوبر المجيدة. استقبلت مصر وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر فى مفاوضات فض الاشتباك. واستقبلت الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون استقبالاً حاشداً، وأخذت العلاقات بين البلدين فى التحسن.

فتح «السادات» باب الاقتصاد عام 1974 بصدور قانون الانفتاح الاقتصادى، وتأخر فى فتح باب السياسة إلى عام 1976. لا تستطيع أن تعتمد سياسة الباب المفتوح فى الاقتصاد لجلب الاستثمارات ومنح رأس المال الخاص حرية التحرك والعمل، دون أن يسندها فتح المجال العام «السياسى».

تأخر السادات ما يقرب من سنتين حتى اعتمد سياسة الباب المفتوح فى السياسة، فحول منابر الاتحاد الاشتراكى إلى أحزاب، وسمح بوجود صحف حزبية معارضة، وبدأت الأقلام تنتقد لأول مرة أداء مؤسسات الدولة وتوجهاتها الانفتاحية وخياراتها الخارجية.

لم يسمح السادات -رحمه الله- فى الراديو والتليفزيون بما سمح به فى الصحافة، فظل الإعلام الإذاعى والتليفزيونى أحادى الاتجاه، يعبر عن توجهات السلطة، فى حين تحقق نوع من «التعددية» النسبية داخل المحتوى الصحفى، فتنوعت وجهات النظر المتاحة على سطوره.

السادات كان لديه «حسبة» معينة وهو يتمسك بأحادية الخطاب الإذاعى والتليفزيونى ويتيح فرص التعددية فى الصحافة. فقد كان ثمة قناعة واضحة لدى صانع القرار بأن الصحف لا يقرأها سوى القليل من المصريين، وبالتالى فلا يوجد خوف منها بسبب ضعف التأثير، على عكس الوسيطين الإذاعى والتليفزيونى القادرين على الوصول إلى كل قطاعات المجتمع، بمن فى ذلك الأميون.

ولعلك تعلم أن ثمة «حسبة تاريخية» لدى صناع القرار فى مصر ترى أن المواطن الأمى يمكن تضليله عبر الدعايات الموجهة والأفكار المغرضة، مما لا يؤهله لحياة ديمقراطية سليمة. ورغم تاريخيتها، تتناقض هذه الحسبة مع واقع التجربة التاريخية للمواطن المصرى الذى أدى بأعلى درجات الوعى أيام ثورة 1919 وما بعدها، رغم أنه كان أقل تعليماً مما كان عليه فيما بعد. والوعى يتفوق فى أهميته على التعليم.

بعد تحول المنابر إلى أحزاب سياسية (نوفمبر 1976) فوجئ السادات فى يناير 1977 بمظاهرات الخبز الشهيرة. لحظتها أحس السادات بخطورة فتح -أو مواربة إذا شئت الدقة- باب السياسة، لكنه لم يكن يملك العودة إلى الإغلاق، فحسب «حسبة» جديدة قرر معها فتح المجال العام لجماعة الإخوان لكى تلعب دوراً فى ابتلاع التيارات اليسارية والناصرية التى حمَّلها «السادات» مسئولية ما حدث فى يناير 1977.

«الحسبة» كانت متسرعة هذه المرة. فطالب الخبز أو العدالة أو الكرامة غير طالب الحكم. وقد كان الإخوان -ولا يزالون- طلاب حكم، وقد سارعوا فى السعى نحو هذا الهدف، بمجرد أن فتح لهم المجال.

لا بأس أن يسعى حزب سياسى إلى الحكم فتلك طبائع الأمور فى أية ديمقراطية، بشرط أن يكون حزباً سياسياً حقيقياً وليس جماعة دينية تتخذ من المقدس الدينى وسيلة لتحقيق مآرب دنيوية، حتى إذا وصلت إلى الحكم سارعت إلى الاستبداد بالأمر.

اتهم «السادات» الإخوان بالخلط بين الدين والسياسة، والمشكلة أنه كان هو الآخر يخلط بينهما حينما كان يجد مصلحة فى ذلك.

«السادات» -رحمه الله- كان حائراً بين رغبته فى إحداث التحول الديمقراطى وخوفه من أن يؤدى ذلك إلى تهديد سلطته فكان يقدم قدماً ويؤخر أخرى، يرحب بوجود فصيل ثم يطارده، لذا فقد كانت حساباته «ملخبطة».

صعب للغاية أن يفلح رجل فى إقناع امرأة بـ«زواج دون إنجاب».. باب الإنجاب لا بد أن يبقى مفتوحاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسابات «الباب المفتوح» حسابات «الباب المفتوح»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon