توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مارادونا.. بطل قومى

  مصر اليوم -

مارادونا بطل قومى

بقلم: د. محمود خليل

شعوب أمريكا اللاتينية هى أشبه شعوب الأرض بالعرب عامة وبالمصريين خاصة.. وجوهر التشابه يتمثل فى فكرة «الولع بالبطل القومى».

الظرف يخلق التركيبة الإنسانية. فالإنسان ابن ظروفه. وعندما تتشابه الظروف فما أسهل أن تتشابه شخصيات البشر.

ذلك ما تحكيه ببساطة مظاهرة الحزن التى قابل بها العرب والمصريون وفاة لاعب الكرة الملهم «دييجو أرماندو مارادونا» الذى اعتبره الكثيرون بطلاً قومياً احتفوا بموقفه الداعم للقضايا العربية، خصوصاً القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دفاعه المخلص عن الفقراء والمهمشين فى بلاده وفى دول العالم المختلفة.

مارادونا جزء من ذاكرة جيل الثمانينات الذى عشق فنه فى لعب كرة القدم. من عاصر هذه الحقبة يتذكر جيداً النقاشات التى لم تكن تصل إلى نتيجة حاسمة حول من منهما الجدير بتاج الملك على عرش الكرة العالمية: بيليه جوهرة البرازيل السوداء، أم مارادونا فتى الأرجنتين المدلل؟.

فى البرازيل كان الشعب ينظر إلى بيليه كملك متوج على عرش الكرة العالمية، فهو الذى شارك فى فوز البرازيل بكأس العالم لثلاث مرات، فى إنجاز غير مسبوق.

وعندما زار «بيليه» مصر مع فريق «سانتوس» أوائل السبعينات للعب مباراة ودية مع فريق الأهلى استقبله المصريون استقبال الفاتحين وانقلبت مصر كلها يوم المباراة، وقبلها انخرط الجميع فى أحاديث لا تنتهى عن قدرات «بيليه»، تختلط فيها الحقائق بالأساطير.

فى الأرجنتين توج البسطاء «مارادونا» ملكاً على عرش الكرة العالمية، وأميراً على قلوبهم التى داعبتها آراؤه السياسية المدافعة عن حق الإنسان فى حياة كريمة، ليس فى الأرجنتين، أو أمريكا اللاتينية وحدها، بل فى دول العالم ككل.

شعوب أمريكا اللاتينية -مثلنا- تبحث عن بطل قومى تتحلق حوله. وهى -مثلنا- أيضاً قادرة على الصفح عن كل زلات وأخطاء البطل الذى تحبه، مثلما فعلت مع مارادونا.

فالحكمة التاريخية علمتها أن الأخطاء والعثرات جزء من حركة الإنسان على الأرض، وعلمتها أيضاً ألا تتعامل مع الإنسان بالقطعة، بل مع تجربته الحياتية ككل.

لقد وصل الأمر بشعب لاتينى مثل الشعب الكولومبى إلى حد تمجيد أكبر تاجر مخدرات عرفته البشرية، وهو بابلو إسكوبار. وهو بالمناسبة واحد من كبار عشاق كرة القدم وكان ذلك يقربه من الجماهير ويقرب الجماهير منه. كما وظف الأعمال الخيرية السخية التى كان يقوم بها لصالح الفقراء لمد مظلة شعبيته إلى المزيد من الأنحاء.

وخلافاً لمارادونا الذى نادى بأفكار سياسية وإنسانية من خلال سفراته ورحلاته عبر العالم، انخرط بابلو فى عالم السياسة بشكل عملى وواقعى، وتمكن من شغل مقعد داخل مجلس النواب الكولومبى، ثم طرد منه، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة عطائه للفقراء الذين تحلقوا حوله أو عملوا معه.

لقد بلغ الأمر ببابلو إسكوبار حد تحول البسطاء فى كولومبيا إلى أعضاء عاملين أو متعاطفين مع عصابته.

ظلت عصابة الفقراء تلك تدافع عن «إسكوبار» خلال حياته وحتى مقتله على يد الشرطة الأمريكية المتعاونة مع شرطة كولومبيا.

وحتى اللحظة ما زال «إسكوبار» -إمبراطور المخدرات- ملكاً متوجاً على قلوب البسطاء فى أمريكا اللاتينية، تلك القلوب التى لم تجد أبطالاً تستطيع التحلق حولها فى دنيا السياسة، فاتجهت إلى عالم المخدرات والكرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مارادونا بطل قومى مارادونا بطل قومى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon