توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مارادونا.. بطل قومى

  مصر اليوم -

مارادونا بطل قومى

بقلم: د. محمود خليل

شعوب أمريكا اللاتينية هى أشبه شعوب الأرض بالعرب عامة وبالمصريين خاصة.. وجوهر التشابه يتمثل فى فكرة «الولع بالبطل القومى».

الظرف يخلق التركيبة الإنسانية. فالإنسان ابن ظروفه. وعندما تتشابه الظروف فما أسهل أن تتشابه شخصيات البشر.

ذلك ما تحكيه ببساطة مظاهرة الحزن التى قابل بها العرب والمصريون وفاة لاعب الكرة الملهم «دييجو أرماندو مارادونا» الذى اعتبره الكثيرون بطلاً قومياً احتفوا بموقفه الداعم للقضايا العربية، خصوصاً القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دفاعه المخلص عن الفقراء والمهمشين فى بلاده وفى دول العالم المختلفة.

مارادونا جزء من ذاكرة جيل الثمانينات الذى عشق فنه فى لعب كرة القدم. من عاصر هذه الحقبة يتذكر جيداً النقاشات التى لم تكن تصل إلى نتيجة حاسمة حول من منهما الجدير بتاج الملك على عرش الكرة العالمية: بيليه جوهرة البرازيل السوداء، أم مارادونا فتى الأرجنتين المدلل؟.

فى البرازيل كان الشعب ينظر إلى بيليه كملك متوج على عرش الكرة العالمية، فهو الذى شارك فى فوز البرازيل بكأس العالم لثلاث مرات، فى إنجاز غير مسبوق.

وعندما زار «بيليه» مصر مع فريق «سانتوس» أوائل السبعينات للعب مباراة ودية مع فريق الأهلى استقبله المصريون استقبال الفاتحين وانقلبت مصر كلها يوم المباراة، وقبلها انخرط الجميع فى أحاديث لا تنتهى عن قدرات «بيليه»، تختلط فيها الحقائق بالأساطير.

فى الأرجنتين توج البسطاء «مارادونا» ملكاً على عرش الكرة العالمية، وأميراً على قلوبهم التى داعبتها آراؤه السياسية المدافعة عن حق الإنسان فى حياة كريمة، ليس فى الأرجنتين، أو أمريكا اللاتينية وحدها، بل فى دول العالم ككل.

شعوب أمريكا اللاتينية -مثلنا- تبحث عن بطل قومى تتحلق حوله. وهى -مثلنا- أيضاً قادرة على الصفح عن كل زلات وأخطاء البطل الذى تحبه، مثلما فعلت مع مارادونا.

فالحكمة التاريخية علمتها أن الأخطاء والعثرات جزء من حركة الإنسان على الأرض، وعلمتها أيضاً ألا تتعامل مع الإنسان بالقطعة، بل مع تجربته الحياتية ككل.

لقد وصل الأمر بشعب لاتينى مثل الشعب الكولومبى إلى حد تمجيد أكبر تاجر مخدرات عرفته البشرية، وهو بابلو إسكوبار. وهو بالمناسبة واحد من كبار عشاق كرة القدم وكان ذلك يقربه من الجماهير ويقرب الجماهير منه. كما وظف الأعمال الخيرية السخية التى كان يقوم بها لصالح الفقراء لمد مظلة شعبيته إلى المزيد من الأنحاء.

وخلافاً لمارادونا الذى نادى بأفكار سياسية وإنسانية من خلال سفراته ورحلاته عبر العالم، انخرط بابلو فى عالم السياسة بشكل عملى وواقعى، وتمكن من شغل مقعد داخل مجلس النواب الكولومبى، ثم طرد منه، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة عطائه للفقراء الذين تحلقوا حوله أو عملوا معه.

لقد بلغ الأمر ببابلو إسكوبار حد تحول البسطاء فى كولومبيا إلى أعضاء عاملين أو متعاطفين مع عصابته.

ظلت عصابة الفقراء تلك تدافع عن «إسكوبار» خلال حياته وحتى مقتله على يد الشرطة الأمريكية المتعاونة مع شرطة كولومبيا.

وحتى اللحظة ما زال «إسكوبار» -إمبراطور المخدرات- ملكاً متوجاً على قلوب البسطاء فى أمريكا اللاتينية، تلك القلوب التى لم تجد أبطالاً تستطيع التحلق حولها فى دنيا السياسة، فاتجهت إلى عالم المخدرات والكرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مارادونا بطل قومى مارادونا بطل قومى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon