توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كله بـ«التجربة»

  مصر اليوم -

كله بـ«التجربة»

بقلم: د. محمود خليل

بعيداً عن الجدل المثار حالياً حول موضوع «زواج التجربة»، أجد من المهم أن يتنبه المجتمع إلى خطر قادم يتعلق بموقف الأجيال الجديدة من فكرة الزواج نفسها واتجاههم نحو مؤسسة الأسرة.

ربط الزواج بـ«مبدأ التجربة» يمنحنا مؤشراً على وجود حالة توجس من جانب الطرفين من إمكانية نجاح الزواج، لذا يتم ربطه بفترة زمنية معينة، ويتراضى الطرفان على وضع شروط معينة لاستمرارها.

قبل طرح فكرة «زواج التجربة» ظهرت أفكار أخرى عديدة قد تكون أشد خطورة منها، مثل فكرة «السنجل مازر» ولعلك تذكر الجدل الذى أثير أوائل 2017 حول إحدى الفتيات التى أعلنت أنها حملت بطفل خارج مؤسسة الزواج الرسمى، وطالبت باستخراج شهادة ميلاد له حتى لو نسب إليها إذا لم يعترف به الأب.

واقعة تداول قطع الجاتوه الخادشة للحياء فى حفل عيد الميلاد الذى شهده نادى الجزيرة مؤخراً قد يراها البعض بعيدة عن موضوع «زواج التجربة»، لكننى أظن أنها تشكل جزءاً من كلٍّ كبير يتعلق بالتحول الحاصل فى النظر إلى الأفكار المحلية حول العلاقة بين الرجل والمرأة.

الأجيال الجديدة لها فكرها الخاص. وهو فكر تراكم واختمر فى سياقات تختلف كل الاختلاف عن السياقات التى تشكل فيها فكر الجيل القديم حول مسألة الزواج.

نحن أمام جيل تسهم فى تكوين ذهنية قطاع منه روافد لا علاقة لها بالثقافة والقيم المحلية. قطاع يتعلم فى مدارس تنعت بـ«الأجنبية»، ويستمع إلى أغانٍ أجنبية، ويتميز فى العمل بما لديه من لغات أجنبية، ويفضل مشاهدة الأفلام الأجنبية.

يتشرب الشباب من هذه المصادر الأجنبية أفكاراً مغايرة، أو قيماً تدعوه إلى إعادة النظر فى الأفكار التقليدية التى تربى عليها، مثل فكرة العلاقة بين الشاب والفتاة ومؤسسة الزواج.

وفى ظل الإمكانيات التى تتيحها مواقع التواصل الاجتماعى للتفاعل ما بين القطاعات المختلفة للشباب يتم تداول العديد من الأفكار التى تضعها الأجيال الأقدم فى خانة «الشذوذ» والخروج على القيم المألوفة والسائدة داخل المجتمع، من نوع زواج التجربة والسنجل مازر وزواج الدم وخلافه.

خلال الفترة الحالية يتوقف التعاطى مع هذه الأفكار عند مرحلة الطرح وإثارة الجدل الاجتماعى حولها، ثم تتلاشى وتختفى، ويتوقف الأمر عند هذا الحد، حتى تظهر فكرة جديدة أخرى.

الأمر مستقبلاً قد يتجاوز عتبة الطرح وإثارة الجدل إلى منصة التفعيل، بغض النظر عن مسألة رفض أو قبول المجتمع لهذه الأفكار. ومع انتشار فكرة معينة من الممكن أن يتقبلها المجتمع كأمر واقع حتى إذا كان غير مؤمن بها.

مسألة الرفض المندفع للأفكار، دون تقديم البديل المناسب، يضر أكثر مما ينفع.

الدنيا ومعطياتها تتغير والشباب يتفاعل بصورة أسرع مع الجديد، وإذا كان المجتمع جاداً فى حماية قيمه وثوابته، فعليه أن يتغير هو الآخر.

على سبيل المثال: العديد من الطقوس الحالية المرتبطة بمؤسسة الزواج، مثل الشبكة والمهور، ونوع السكن ومستواه، وغير ذلك من أمور لا بد أن تتغير، وأن يتعامل الناس بنظرة أكثر عملية إلى مسألة الارتباط.

على المجتمع أن يبادر ويتغير حتى لا نفاجأ بالأشد قسوة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كله بـ«التجربة» كله بـ«التجربة»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon