توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شركات «الإرهاب»

  مصر اليوم -

شركات «الإرهاب»

بقلم : محمود خليل


19 عاماً كاملة تمر هذا الشهر على حدث الحادى عشر من سبتمبر 2001، وتفجير برج التجارة العالمى بنيويورك. ذلك الحدث الذى وظَّفته أطراف عدة بأشكال مختلفة فى إعادة رسم خرائط العالم. عقدان من الزمان مرَّا على الحدث، ولا تزال التنظيمات الإرهابية قائمة وموجودة سواء داخل المنطقة العربية أو خارجها. فالإرهاب ظاهرة إذا توافرت شروط وجودها فى الواقع فلا بد أن تصبح جزءاً منه وتعمل عملها فيه.

منذ اللحظة الأولى للحدث وجَّه الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش (الابن) أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة، ومن جهته اعترف تنظيم القاعدة بالعملية، وأعلن أسامة بن لادن أن أفراداً من التنظيم قاموا بالتفجير الكبير الذى هز العالم بأسره، وأطلق على العملية «غزوة نيويورك ومانهاتن»، وهو ما أكده أيضاً نائبه الدكتور أيمن الظواهرى فى العديد من المرات.

لم تكن عواصف التفجير قد هدأت بعد، حين سارعت جهات التحقيق بالولايات المتحدة الأمريكية إلى تتبع تفاصيل الخطوات التى خطاها تنظيم القاعدة، حتى تمكن من الوصول إلى لحظة اصطدام الطائرات المخطوفة ببرجى التجارة ومبنى وزارة الدفاع الأمريكى. التحقيقات كشفت عن مستوى التضارب فى عمل الأجهزة الاستخباراتية والأمنية بالولايات المتحدة، فقد توافرت معلومات حول نشاط عدد من عناصر تنظيم القاعدة وسعيهم لتنفيذ عملية كبرى بالولايات المتحدة الأمريكية، لكن التنافس وعدم التنسيق ما بين الأجهزة أدى إلى تأخر رد الفعل، فتمت العملية بسلاسة بالغة وتحت سمع وبصر أجهزة الدولة الأمريكية.

ولو أنك قرأت كتاب «البروج المشيدة» لمؤلفه «لورانس رايت» فستشعر أن تحركات عناصر القاعدة فى الولايات المتحدة كانت مرصودة من جانب الأجهزة الأمنية، لكن تعمد بعض جهات جمع المعلومات إخفاء ما لديها عن الجهات المسئولة عن التحرك على الأرض لمواجهة المخاطر كان السبب المباشر فى وقوع الواقعة.

الإرهاب فكر منحرف يدفع صاحبه إلى الشطط والمغالاة، والتماس أشد الطرق عنفاً لإملاء أفكاره على الآخرين. وقد ظهر فوق أرض الله منذ اللحظة التى طوعت فيها النفس الأمارة بالسوء لقابيل قتل أخيه هابيل، وما زالت حلقاته تتواصل حتى اللحظة، لكن إلى جانب «البعد الطبيعى» فى هذه الظاهرة يوجد بُعد آخر «مصنوع». تستطيع أن تستدل على ذلك بسهولة من مراجعة تفاصيل المراحل والخطوات التى استغرقت العديد من السنوات ووظفت عشرات الأحداث وصولاً إلى زلزال الحادى عشر من سبتمبر 2001. البعد المصنوع فى «الإرهاب» هو وحده الكفيل بضبط فهم الناس لهذا الحدث الإرهابى الكبير، وكذلك غيره من الأحداث الأقل شأناً.

جانب الصناعة فى الإرهاب كان قائماً قبل أحداث 11 سبتمبر، لكن أساليبه وأدواته تطورت بشكل ملحوظ عقب الغزو الأمريكى، حين تحول إلى شركة عابرة للجنسيات على يد تنظيم داعش، الذى تم تأسيسه طبقاً لمفاهيم العصر -ومن بينها مفهوم الشركات المتعدية للجنسيات- ليمثل ذروة التطور فى الصناعة.

ومؤكد أن الأطراف الراعية لهذه الصناعة هى المستفيد الأول من منتجاتها، تستطيع أن تستدل على ذلك بسهولة من مراجعة حجم المكاسب التى حصدتها الولايات المتحدة الأمريكية من وراء أحداث سبتمبر 2001، لكن تبقى قصة طويلة ومثيرة وراء هذه الصناعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شركات «الإرهاب» شركات «الإرهاب»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon