توقيت القاهرة المحلي 12:30:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى تختفي «الإخوان»؟

  مصر اليوم -

متى تختفي «الإخوان»

بقلم : محمود خليل

تراجع أو تلاشى جماعات الإسلام السياسى، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، لن يتأتى بمجرد ضربة سياسية أو أمنية توجه إليهم. هذه الجماعات ستظل قائمة ما بقيت شروط استمراريتها.

جماعة الإخوان موجودة فى الشارع المصرى منذ عام 1928، ورغم ذلك فقد ظلت بلا تأثير سياسى يذكر حتى الأربعينات من القرن الماضى، وكان السر فى ذلك سيطرة التيار الليبرالى بزعامة حزب الوفد على الشارع.

اهتزت صورة الوفد فى الشارع بعد حادثة فبراير 1942 وتولى النحاس باشا رئاسة الحكومة بدعم من سلطة الاحتلال البريطانى. عقب هذا التاريخ لم يعل صوت جماعة الإخوان وحدها، بل صوتها وأصوات غيرها من الحركات الراديكالية مثل «مصر الفتاة» والحركات الشيوعية.

ورغم الصعود الملحوظ لهذه الحركات، فإن حزب الوفد ظل صلباً وبقيت الفكرة الليبرالية التى يحملها متماسكة حول مفاهيم الديمقراطية والدولة المدنية حتى قامت حركة الضباط الأحرار فى يوليو 1952.

توافقت القوى السياسية فى ذلك الوقت على رفض الحكم الديكتاتورى ودعت إلى نظام حكم يرتكز على ديمقراطية حقيقية. كان ذلك فى أقل تقدير هو توجه الوفد وغيره من الأحزاب الليبرالية التى حكمت قبل 1952، وشاركها فى ذلك بعض الأصوات اليسارية.

الإخوان وحدهم وقفوا داعمين لسلطة 1952 حتى وقعت المواجهة الدامية بينهم وبين «عبدالناصر» عام 1954، وتمكن الأخير من ركوب المشهد على حساب كل خصومه ومنافسيه.

منذ هذا التاريخ تبلور مشهد الحكم والمعارضة بين من تبقى من تنظيم الضباط الأحرار ومن تبقى من تنظيم الإخوان، لكن اللافت أن قطاعاً لا بأس به من المصريين لم يكن يلتفت إلى أى من الطرفين، فمكث يحلم بعودة الديمقراطية الضائعة والزعامة الحقيقية المبنية على كفاءة الحكم ورصانة الأداء.

وجد هذا القطاع من المصريين مساحة للتعبير عن مكنون نفسه عندما توفى مصطفى النحاس، زعيم الوفد، عام 1965، حين خرج آلاف المصريين مشيعين له وهاتفين بزعامته الحقيقية، رغم أن الرجل كان غائباً عن المشهد ومحدد الإقامة فى بيته منذ عام 1954.

لم يكن تشييع النحاس باشا عام 65 مجرد تشييع لزعيم أحبه الشعب، بل كان تشييعاً أيضاً للفكرة الليرالية، وإيذاناً بخلو الشارع السياسى من أى فكرة يمكن أن تحتشد حولها الجماهير، إلا الأفكار التى تطرحها جماعات الإسلام السياسى.

وقد استغلت هذه الجماعات، وعلى رأسها الإخوان، حالة الفراغ تلك وملأت الشارع والإعلام والثقافة الشعبية بأفكارها طيلة فترة السبعينات، وأفلحت فى تدجين الشباب والفتيات والأطفال وراء مجموعة من الشعارات الدينية العامة والسماوية التى تعجز عن حل أى مشكلة عندما تهبط إلى أرض الواقع.

قدمت جماعات الإسلام السياسى نفسها كقوة معارضة قادرة على حشد الشارع طيلة فترة حكم السادات، وتواصل الأمر خلال حكم مبارك، عاد حزب الوفد إلى الصورة لكنه عجز عن إحياء الفكرة الليبرالية الميتة، والأكثر من ذلك أنه بات متناغماً مع توجهات السلطة، خصوصاً خلال فترة حكم مبارك.

فى كل المراحل التى مرت بها عجزت سلطة «يوليو 1952» عن خلق أيديولوجية قادرة على منافسة أو هز أوضاع الإخوان والإسلام السياسى فى الشارع السياسى المصرى.

والحقيقة أن كل من حكم مصر بعد 52 كان يأبى منح أى فرصة لبلورة خط ليبرالى معارض، لأنهم كانوا يخافون الليبراليين أكثر من الإسلاميين، على أساس أن الأخيرين ديتهم معروفة، إما التصافق أو المطاردة، أما الليبراليون فمنافس ليس من السهل ترويضه.

لذلك كان من الطبيعى أن يسير المشهد فى الاتجاهات التى سار فيها بعد ثورة يناير 2011، والتى تشهد على تكاثر جميع الأطراف التى كانت تستهدف الحكم على الملايين التى خرجت داعية للحكم الديمقراطى ولدولة مدنية حقيقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تختفي «الإخوان» متى تختفي «الإخوان»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon