توقيت القاهرة المحلي 07:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدعوة والثروة والتطرف

  مصر اليوم -

الدعوة والثروة والتطرف

بقلم : محمود خليل

أوائل الثمانينات تأسس تيار جماعاتى يتحلق حول فكرة عبدالله عزام المتمثلة فى «جهاد العدو البعيد» والتفَّ حول شعار «جهاد السوفيت فى أفغانستان». وفى المقابل برز تيار جماعاتى آخر يرفض الفكرة، بل ويتهم الشعب الأفغانى بالحيود عن مبدأ التوحيد والتشوش العقائدى، وذهبوا إلى أن تصحيح المفاهيم الإيمانية للأفغان أوْلى بالسعى وبذل الجهد من تحرير أرضهم، وأكد بعضهم أن الجهاد فى أفغانستان يعنى وضع دماء المسلمين فى خدمة المصالح الأمريكية.

لم يقنع هذا الطرح رجل الأعمال السعودى «أسامة بن لادن» بل كان أميل إلى رأى الشيخ عبدالله عزام ويرى أن الجهاد فى أفغانستان ينطوى على أهمية كبرى، ونظر إلى المعارك التى تدور هناك كساحة إعداد وتدريب للعرب حتى إذا عادوا إلى بلادهم تمكنوا من النيل من عدوهم القريب. كان «بن لادن» قد سافر مع من سافروا إلى أفغانستان استجابة لدعوة «عزام» وبدأ يسخر ثروته الكبيرة فى خدمة أهداف الفكرة التى آمن بها، واستقل «بن لادن» بعد ذلك بمجموعة من الأتباع أسس بهم جماعة أطلق عليها «مأسدة الأنصار»، وبدأ يتنقل من دولة إلى أخرى -وكان مسموحاً له حينها بذلك- يلقى المحاضرات التى تحرض شباب الدول الإسلامية على الاصطفاف وراء فكرة الجهاد الأفغانى، ونجح فى إقناع البعض بذلك. وعندما أوشكت الحرب فى أفغانستان على الانتهاء وبدأت القوات السوفيتية فى الانسحاب عام 1988 كان أسامة بن لادن قد وضع اللبنة الأولى فى إنشاء تنظيم القاعدة الذى رفع شعار «جعل كلمة الله هى العليا ونصرة الدين».

وفى مصر وعلى الشاطئ الشرقى للبحر الأحمر تبنت التنظيمات الجهادية فكرة أن جهاد العدو البعيد مؤجلة حتى يتم الانتهاء من جهاد العدو القريب (الأنظمة)، وقدموا هذا الطرح كإجابة عن سؤال: لماذا لا تتحركون لتحرير أرض فلسطين؟. وكان أيمن الظواهرى يردد «لن نفتح القدس إلا إذا حسمت المعركة وفتحت العواصم العربية»!. لكن تحولاً لافتاً وقع بعد ذلك فى عام 1998 -أى بعد عقد كامل من انتهاء الحرب ضد السوفيت- عندما تأسست «الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد» وبدأ التحريض الواضح ضد المصالح الأمريكية وضربها بالفعل، كما حدث فى تفجير السفارتين الأمريكيتين فى نيروبى (كينيا) ودار السلام (تنزانيا) وذلك فى عام 1998، ثم تفجير المدمرة الأمريكية «كول» فى اليمن عام 2000.

وقد كان لفشل النظرية التقليدية التى اعتمدت عليها التنظيمات المتطرفة فى تصفية رموز السلطة الحاكمة داخل البلدان العربية توجيه إرهابها إلى خارج البلاد، حيث أثبتت التجربة أن تغيير أوضاع الحكم ليس بالبساطة أو السذاجة التى تصورها هذا الطابور الطويل العريض الذى بدأ بسيد قطب ومر بصالح سرية ومحمد عبدالسلام فرج وعصام القمرى وكوادر الجماعة الإسلامية التى وجهت رصاصاتها منذ منتصف الثمانينات وحتى منتصف التسعينات إلى صدور الوزراء ورئيس مجلس الشعب وبعض الرموز الفكرية والسياسية التى تكشف ألاعيبهم وتفضح خفايا أفكارهم أمام الرأى العام.

a

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدعوة والثروة والتطرف الدعوة والثروة والتطرف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon