من المحتمل أن يكون رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون قد أصيب بـ«كورونا» للمرة الثانية فى غضون عدة أشهر. فقد اتخذت السلطات البريطانية منذ يومين قراراً بحجره بعد مخالطته مصاباً بـ«كورونا».
مسألة تكرار الإصابة بالفيروس بعد الشفاء منه تحيِّر!.
الخبرة البشرية السابقة بالنسبة لبعض الأوبئة تقول إن مَن يصاب بها مرة يتمتع بنوع من الحصانة أو التحصين ضدها، لأن جسمه اكتسب مناعة تحولُ دون الفيروس والعبث بخلاياه مرة ثانية.. فما بال كورونا؟!
تكرار الإصابة يثير قدراً أكبر من الحيرة حول اللقاحات المختلفة التى أعلنت بعض الدول والشركات عن التوصل إليها. «ترامب» أعلن منذ عدة أيام عن توصل الولايات المتحدة الأمريكية للقاح ضد فيروس كورونا حقق نتائج مدهشة تبلغ نسبتها 90%.
طيب وبالنسبة لـ10% المتبقية.. هل هم عرضة للإصابة بالفيروس حتى بعد الحقن باللقاح؟.. حاجة تحير.
وسوف تحتار أكثر إذا فكرت معى فى النظرية التى يتأسس عليها إنتاج اللقاح. إنها ترتكز على فكرة تنشيط جهاز المناعة وتدريبه على مقاومة مرض أو فيروس معين، بحيث يتدرب على مواجهته إذا باغت الجسم. وقد يتم اللجوء فى مثل هذه الأحوال إلى أشكال ضعيفة أو مخففة من الفيروس.
والمفترض أنه بمجرد حقن الإنسان باللقاح يستفز جهاز المناعة ويبدأ فى العمل والمقاومة وإفراز الأجسام المضادة التى تؤدى إلى القضاء على الفيروس، وبالتالى يكون الجسم مستعداً ومدرباً لمواجهة الفيروس.
طيب.. إذا كان ذلك كذلك بالنسبة للجسم الذى نشط جهاز المناعة فيه نتيجة الحقن بأشكال ضعيفة أو مخففة من فيروس كورونا (بعد تناول اللقاح).. فما بالنا بجسم إنسان سكنه الفيروس بطاقته العادية لعدة أيام وانطلق جهاز المناعة يقاوم فيه حتى شفى الشخص منه تماماً وأكدت المسحة سلبيته؟
المفترض أن جهاز المناعة لدى الشخص الذى سبق أن أصيب أقوى وأنشط من جهاز المناعة لدى الشخص الذى تم حقنه بالفيروس المخفف عبر اللقاح.
مع تكرار إصابة من سبق له الإصابة من الطبيعى أن نسأل: ما جدوى اللقاح.. وما قيمته مع احتمالية تكرار الإصابة وفرضية أن جهاز المناعة النشط والمدرب لا يحول دون إصابة صاحبه بكورونا؟
بصراحة المسألة محيرة. هل نعود إلى نسبة الـ10% التى تحدث عنها «ترامب» ونقول إن هذه المسألة ترتبط بعدد محدود من البشر فقط؟
منذ ظهور الفيروس ودول وشركات عديدة تتحدث عن التوصل إلى لقاح يقوى جهاز المناعة ويمكنه من مواجهة المرض.
فى أوروبا والصين وروسيا والولايات المتحدة تكررت الأحاديث فى هذا السياق. ورغم ذلك فما زال عدد الإصابات يتزايد بصورة لافتة، خصوصاً فى أوروبا والولايات المتحدة (يوشك أن يقترب من 200 ألف إصابة يومياً فى أمريكا).
المسئولون داخل هذه الدول يتحدثون عن لقاحات يتم تجريبها، ويخرجون معلنين عن نجاحات مبهرة ومدهشة تم التوصل إليها، ورغم ذلك فعداد الإصابة لا يتوقف بل تزيد سرعته.
إذن ما حكاية اللقاحات التى نسمع عنها؟ وما جدواها؟
أتراها «اشتغالة»؟!