توقيت القاهرة المحلي 18:25:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوقات حرجة

  مصر اليوم -

أوقات حرجة

بقلم: د. محمود خليل

بمجرد اغتيال محسن فخرى زاده العالم النووى الإيرانى، وجه المسئولون الإيرانيون أصابع الاتهام إلى إسرائيل وتوعدوا بالرد.

تاريخ تل أبيب فى اغتيال علماء ذرة عرب ومسلمين معروف، ودعم الولايات المتحدة للعمليات التى تقوم بها فى هذا السياق معروف أيضاً.

هل يمكن أن ترد إيران على الضربة الموجعة التى وقعت بالقرب من العاصمة طهران؟ لا أظن أن إيران ستفعل، على الأقل فى الوقت الحاضر. فالمسئولون هناك يعلمون أن ثمة تنسيقاً ما بين إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ورئيس وزراء إسرائيل من أجل جر المنطقة إلى حرب كبرى.

تقارير أمريكية عديدة تحدثت عن رغبة «ترامب» فى إشعال حرب مع إيران خلال الأسابيع القليلة المتبقية من مدة رئاسته كعمل انتقامى من «بايدن»، الذى سيحل محله فى البيت الأبيض، فهو يريد أن يترك له مشكلة كبرى تحول بينه وبين العودة إلى اتفاق 2015.

اللافت حتى كتابة هذه السطور أن «بايدن» لم يعلق على العملية التى وقعت فى إيران، ولم يعلق أيضاً على تحرك القطع الحربية الأمريكية إلى المنطقة، ولم يلتفت إلى تغريدات «ترامب»، التى أعقبت واقعة الاغتيال، وقال فيها إن أى عملية إيرانية ستُنفّذ ضد جندى أمريكى واحد ستواجه برد مدمر ضد طهران.

«بايدن» صامت.. وكذلك نائبته «كمالا هاريس»، فهل ينتهجان النهج نفسه الذى تبنّته طهران بابتلاع ما حدث حتى يغادر «ترامب» البيت الأبيض، وبعدها لكل حدث حديث؟

من الخطأ تصور أن موقف «بايدن» من المشروع النووى الإيرانى يختلف نوعياً عن موقف «ترامب»، إنه فقط يختلف كمياً، بمعنى أن «بايدن» يرفض أن تطور إيران سلاحاً نووياً، ولا يطمئن إلى ما تعلنه طهران حول الطابع السلمى للأنشطة النووية التى تقوم بها، قد يبدى فقط نوعاً من التساهل المحسوب مع برنامج الصواريخ الإيرانى.

«بايدن» أيضاً ليس أقل دعماً لإسرائيل من «ترامب». والاثنان يعلمان -كما يعلم نتنياهو- أن إيران التى توعّدت بالرد على اغتيال «زاده» لن تجعل إسرائيل هدفاً لردها. فالكل يعلم أن مثل هذه الخطوة كفيل بإشعال المنطقة لتقع فى آتون حرب لا يعلم أحد مداها أو نتائجها.

التوقيت الذى تمت فيه الضربة حرج للغاية بالنسبة لكل الأطراف، حرج لطهران، كما هو حرج لكل من «بايدن» و«ترامب». ربما كانت إسرائيل الطرف الوحيد الذى يملك مرونة أكبر فى الحركة فى مثل هذه الأجواء.

ويبقى أن ثمة مجموعة من الأمور تستحق التفكير على هامش هذا الحدث: يتعلق أولها بإيران التى أثبتت الواقعة مدى هشاشة جهازها الأمنى وعجزه عن منع تنفيذ عمليات تتم داخل عاصمتها طهران.

والثانى يتصل بقدرة فرد واحد مثل «ترامب» على إشعال العالم حين يريد لأهداف انتقامية من غريم سياسى تمكن من انتزاع السلطة منه فى ماراثون انتخابى تابعه العالم كله، فيكفى جداً أن يهاجم الإيرانيون بضعة جنود أمريكيين ليحرك «ترامب» عدته وعتاده دون انتظار موافقة الكونجرس الأمريكى.

أما الأمر الثالث فيرتبط بالملف النووى الإسرائيلى، وقفز «تل أبيب» على كل الدعوات التى تنادى بشرق أوسط خالٍ من السلاح النووى، وعدم استدعاء أحد لهذا الملف وهو يتحدث عن الملف النووى الإيرانى.

الأمور الثلاثة تؤكد منطق القوة الذى يحكم العالم.. القوة التى أحياناً ما تتحول إلى نوع من البلطجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوقات حرجة أوقات حرجة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon