توقيت القاهرة المحلي 16:02:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوقات حرجة

  مصر اليوم -

أوقات حرجة

بقلم: د. محمود خليل

بمجرد اغتيال محسن فخرى زاده العالم النووى الإيرانى، وجه المسئولون الإيرانيون أصابع الاتهام إلى إسرائيل وتوعدوا بالرد.

تاريخ تل أبيب فى اغتيال علماء ذرة عرب ومسلمين معروف، ودعم الولايات المتحدة للعمليات التى تقوم بها فى هذا السياق معروف أيضاً.

هل يمكن أن ترد إيران على الضربة الموجعة التى وقعت بالقرب من العاصمة طهران؟ لا أظن أن إيران ستفعل، على الأقل فى الوقت الحاضر. فالمسئولون هناك يعلمون أن ثمة تنسيقاً ما بين إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ورئيس وزراء إسرائيل من أجل جر المنطقة إلى حرب كبرى.

تقارير أمريكية عديدة تحدثت عن رغبة «ترامب» فى إشعال حرب مع إيران خلال الأسابيع القليلة المتبقية من مدة رئاسته كعمل انتقامى من «بايدن»، الذى سيحل محله فى البيت الأبيض، فهو يريد أن يترك له مشكلة كبرى تحول بينه وبين العودة إلى اتفاق 2015.

اللافت حتى كتابة هذه السطور أن «بايدن» لم يعلق على العملية التى وقعت فى إيران، ولم يعلق أيضاً على تحرك القطع الحربية الأمريكية إلى المنطقة، ولم يلتفت إلى تغريدات «ترامب»، التى أعقبت واقعة الاغتيال، وقال فيها إن أى عملية إيرانية ستُنفّذ ضد جندى أمريكى واحد ستواجه برد مدمر ضد طهران.

«بايدن» صامت.. وكذلك نائبته «كمالا هاريس»، فهل ينتهجان النهج نفسه الذى تبنّته طهران بابتلاع ما حدث حتى يغادر «ترامب» البيت الأبيض، وبعدها لكل حدث حديث؟

من الخطأ تصور أن موقف «بايدن» من المشروع النووى الإيرانى يختلف نوعياً عن موقف «ترامب»، إنه فقط يختلف كمياً، بمعنى أن «بايدن» يرفض أن تطور إيران سلاحاً نووياً، ولا يطمئن إلى ما تعلنه طهران حول الطابع السلمى للأنشطة النووية التى تقوم بها، قد يبدى فقط نوعاً من التساهل المحسوب مع برنامج الصواريخ الإيرانى.

«بايدن» أيضاً ليس أقل دعماً لإسرائيل من «ترامب». والاثنان يعلمان -كما يعلم نتنياهو- أن إيران التى توعّدت بالرد على اغتيال «زاده» لن تجعل إسرائيل هدفاً لردها. فالكل يعلم أن مثل هذه الخطوة كفيل بإشعال المنطقة لتقع فى آتون حرب لا يعلم أحد مداها أو نتائجها.

التوقيت الذى تمت فيه الضربة حرج للغاية بالنسبة لكل الأطراف، حرج لطهران، كما هو حرج لكل من «بايدن» و«ترامب». ربما كانت إسرائيل الطرف الوحيد الذى يملك مرونة أكبر فى الحركة فى مثل هذه الأجواء.

ويبقى أن ثمة مجموعة من الأمور تستحق التفكير على هامش هذا الحدث: يتعلق أولها بإيران التى أثبتت الواقعة مدى هشاشة جهازها الأمنى وعجزه عن منع تنفيذ عمليات تتم داخل عاصمتها طهران.

والثانى يتصل بقدرة فرد واحد مثل «ترامب» على إشعال العالم حين يريد لأهداف انتقامية من غريم سياسى تمكن من انتزاع السلطة منه فى ماراثون انتخابى تابعه العالم كله، فيكفى جداً أن يهاجم الإيرانيون بضعة جنود أمريكيين ليحرك «ترامب» عدته وعتاده دون انتظار موافقة الكونجرس الأمريكى.

أما الأمر الثالث فيرتبط بالملف النووى الإسرائيلى، وقفز «تل أبيب» على كل الدعوات التى تنادى بشرق أوسط خالٍ من السلاح النووى، وعدم استدعاء أحد لهذا الملف وهو يتحدث عن الملف النووى الإيرانى.

الأمور الثلاثة تؤكد منطق القوة الذى يحكم العالم.. القوة التى أحياناً ما تتحول إلى نوع من البلطجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوقات حرجة أوقات حرجة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon