توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المواطن والحكومة و«كورونا»

  مصر اليوم -

المواطن والحكومة و«كورونا»

بقلم: د. محمود خليل

أسلوب إدارة مسئولى «الصحة» فى مصر لأعداد الإصابات والوفيات بكورونا يثير العجب.. ويضع المتابع للواقع فى مفارقة مثيرة بين ملاحظته الشخصية وما يسمعه من أرقام.

على سبيل المثال شهدت الأرقام المعلنة من جانب وزارة الصحة نوعاً من التراجع خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر يناير والأسبوع الأول من فبراير، فى وقت كانت مسيرة تحول حسابات «الفيس بوك» إلى صفحات عزاء لمن توفاهم الله بالمرض أو الدعاء بالشفاء لمن ابتلاهم الله تعالى به على أشدها.

ثم فجأة بدأت الأرقام المعلنة من «الصحة» فى الارتفاع من جديد -سواء الإصابات أو الوفيات- خلال الأيام الأخيرة حتى وصلت يوم الأربعاء الماضى إلى 610 إصابات و53 وفاة، فى وقت كان المتابعون لمنصة الفيس بوك يرددون أن الصفحات بدأت تخلع ثوب الحداد.

الناس معذورة فى المقارنة بين ما تلاحظه فى الواقع وما تسمعه من أرقام. ولعلك تابعت تصريحات الدكتور عوض تاج الدين، مستشار الرئيس لشئون الصحة، التى أكد فيها أن عدد الإصابات المعلن ليس حقيقياً من الناحية الفنية، وأن هناك فروقاً بين العدوى والمرض، والأعداد المسجلة تعبر عن الحالات التى تم فحصها وإبلاغها للصحة.

كلام أمين ويفسر ببساطة حالة المفارقة بين المعلن والمشاهد، لكنه يطرح سؤالاً حول سياسة وزارة الصحة فى فحص الحالات واكتفائها بتسجيل من يأتيها دون تحرك للفحص الخارجى والسيطرة على الحالات المصابة.

والمشكلة أن بعض الحالات المصابة بالعدوى والتى تغرد خارج السيطرة وبعيداً عن أرقام وزارة الصحة تتحرك فى الواقع فتنقل العدوى إلى غيرها بشكل يثير القلق.

ومشكلتنا كمصريين أننا نميل إلى عدم الاعتراف بالمرض. وبعض المصابين بكورونا يرفضون وكذلك بعض من حولهم تصديق ذلك، ويرددون أن الأمر لا يزيد عن «إنفلونزا عادية».. وبناء عليه فإنهم يستمرون فى حركتهم المعتادة بما تحمله من مخاطر على غيرهم.

عموماً المقارنة بين المشاهد على مواقع التواصل والمعلن من وزارة الصحة خلال الأيام الأخيرة تؤكد المفارقة نفسها، ويبدو أن الحالات التى تسجل فى وزارة الصحة بدأت تزيد وبالتالى زادت الأرقام المعلنة.

فى تصريح لها مؤخراً خلال المؤتمر الصحفى حول مستجدات كورونا فى أفريقيا، قالت وزيرة الصحة إنها تتوقع ارتفاع الإصابات بكورونا خلال الأسابيع القادمة لتصل إلى ذروتها خلال شهر أبريل، وإنها ستأخذ فى الانخفاض خلال شهر مايو.

ويعنى ذلك ببساطة أن علينا أن نتوقع زيادة الأرقام المعلنة من وزارة الصحة خلال الأسابيع القادمة وحتى نهاية أبريل وهى الفترة التى ستشهد انطلاق الفصل الدراسى الثانى عقب الانتهاء من امتحانات الفصل الدراسى الأول. والبعض يردد أنه طبقاً لأرقام وزارة الصحة نفسها فإن الأسابيع الثلاثة التى شهدت تراجعاً تزامنت مع قرار تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات!

مشكلة الحكومة هى نفس مشكلة المواطن.. فالطرفان يراوغان.. وزارة الصحة تراوغ المواطن بالأرقام.. والمواطن يراوغ بالاستخفاف وعدم الالتزام رغم صراخه بالخوف من العدوى.

ومثل المراوغ كمثل المنبَتّ.. فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواطن والحكومة و«كورونا» المواطن والحكومة و«كورونا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon