إيطاليا تعود إلى الإغلاق الكامل فى مواجهة الموجة الثالثة من كورونا.
وفى فلسطين تتعالى الصرخات نتيجة ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس.
وفى الأردن، إقالة وزير الصحة بعد وفاة 6 حالات كورونا بمستشفى السلط نتيجة نقص الأكسجين.
وفى مصر، تشير البيانات الصادرة عن وزارة الصحة إلى معدلات ارتفاع طفيفة فى الإصابات والوفيات، تُعد على مستوى الإصابات على أصابع اليدين الاثنتين، وعلى مستوى الوفيات بأصابع اليد الواحدة.
فى مقابل بيانات «الصحة» أجرى مركز «بصيرة» مسحاً تقديرياً لمعدلات الإصابة بالفيروس خلال عام 2020، أشار إلى إصابة نحو 2.9 مليون مواطن بفيروس كورونا خلال العام المذكور.
رقم «بصيرة» يفارق رقم «الصحة» بمعدلات كبيرة.. فحتى اللحظة أعلنت الصحة أن مجموع الإصابات خلال عام 2020 والأشهر المنصرمة من 2021 تقل عن 186 ألف حالة.
فى ما يتصل بأوضاع كورونا لدينا نحن لا نعرف شيئاً، لكننا فقط نلاحظ عبر أخبار الإصابات أو الوفيات التى نتابعها على وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
مصدر مسئول بوازرة الصحة صرح -كما جاء على موقع «الوطن»- بأن الوزارة خايفة على المواطنين من شهر رمضان وما يقترن به من عادات وعزومات وتجمّعات، وتخشى أن يؤدى ذلك إلى دخول مصر الموجة الثالثة من الفيروس.
رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا أكد -كما نقل موقع «سكاى نيوز»- أن حدوث الموجة الثالثة للفيروس يرتبط بعدة عوامل، من بينها انخفاض الوعى المجتمعى، وتغيُّر المناخ، وعدم توخّى الحذر اللازم الذى يُعتبر أساس النجاة من ارتفاع الإصابات من جديد.
ببساطة «المسئول موش مسئول»، فدخول مصر إلى الموجة الثالثة أساسه أمور خارجة عن أيدى المسئولين عن الصحة أو مكافحة الفيروس.
فلا علاقة للمسئولين بانخفاض الوعى المجتمعى، فالشعب لا يرتدى الكمامات ولا يراعى شروط التباعد، وبالتالى يجعل نفسه عُرضة للإصابة، وعلينا ألا نسأل عن متابعة ارتداء الكمامات فى المؤسسات ووسائل النقل العام، الذى ذكرت الحكومة أنها ستقوم به وتُغرّم من لا يلتزم به.
ولا علاقة للمسئول بالتغيّر المناخى.. فتقلّب الفصول حاجة من عند ربنا.. وعلينا ألا نسأل عن استعدادات الحكومة لهذه التغيّرات والتجهيزات التى أعدّتها للزيادات المتوقعة فى عدد الإصابات.. فالحكومة توجّه وليس مطلوباً منها أن تفعل.
لست أختلف على أن بعض المواطنين لا يتوخّون الحذر المطلوب فى مواجهة الفيروس، لكن الحكومة أيضاً تقع فى المطب نفسه، ولا تتوخى الحذر الذى تنصح به المواطن.. وعلى المسئولين أن يحدّثونا فى هذا السياق عن مستويات الحذر فى مؤسسات التعليم وعلى مستوى توفير التطعيم وغير ذلك.
مسألة إلقاء الكرة فى ملعب الشعب وتحميله مسئولية الدخول فى الموجة الثالثة للجائحة لم تعد معقولة ولا مقبولة.
فانخفاض الوعى وعدم توخى الحذر والإهمال فى الإجراءات الاحترازية مسألة عامة بين شعوب العالم، يتشابه فيها الشعب المصرى مع غيره، لكن تحميل الشعب المسئولية كاملة ملمح مميّز للحكومة المصرية وبعض الحكومات العربية دون غيرها من حكومات العالم.
لن تنصلح الأحوال إلا بالتخلى عن معادلة «المسئول موش مسئول» لأن غياب الحساب يُفقد المجتمع بوصلة الصواب