توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب.. أبناء اللحظة

  مصر اليوم -

العرب أبناء اللحظة

بقلم: د. محمود خليل

لا يوجد فى السياسة عداوات دائمة أو صداقات دائمة.. يوجد فقط مصالح دائمة.

ثمة اتفاق على هذه القاعدة التى قرأ الكثيرون فى ضوئها تحركات بعض الدول العربية للتصالح أو التوافق مع دول أخرى سبق وعادتها أو خاصمتها على مدار السنوات الماضية.

قمة العلا التى عُقدت فى المملكة العربية السعودية أوائل العام الحالى أعادت العلاقات بين الدوحة والعواصم العربية الأربع التى سبق وقاطعتها.

طيلة سنوات المقاطعة كانت الملاسنات بين أطراف الخصومة على أشدها، وبعدها وجدنا لغة أخرى فى الخطاب وفى حديث الأطراف عن بعضها البعض.

الأمر نفسه ينطبق على تركيا التى تتردد إشارات من هنا وهناك على أن بعض الدول العربية التى خاصمتها عبر السنوات الماضية توشك على إعادة هيكلة علاقتها بها.

أداء العرب على هذا المستوى يقول إنهم يعانون من مشكلتين أساسيتين: أولاهما «التفكير الحنجورى»، وثانيتهما «اللعب على المصالح المؤقتة».

العرب يفكرون بحناجرهم أكثر من أى شىء آخر.. وقت الخصومة تنطلق الحناجر باللعن والاتهام دون أى توازن.. وفى حالة الوفاق تنطلق قصائد الإطراء ومواويل المديح بلا توقف.

منطق «العلاقات المتأرجحة» هو الذى يحكم علاقة الدول العربية ببعضها البعض وكذلك علاقتها بغيرها.

قد يبدو ذلك طبيعياً فى ظل مبدأ تأرجح العداوات والصداقات، لكن هل نستطيع أن نقول إن الالتقاء أو التوافق على مصالح معينة هو الذى يؤدى إلى خروج الخصوم العرب من دائرة العداوة إلى دائرة الصداقة وتصفية الأجواء؟.

التجربة تقول إن دولتين مثل قطر وتركيا كان لهما العديد من الاستثمارات التى تواصلت بل وزادت فى بعض الأحوال داخل عدد من الدول العربية التى كانت تقاطعهما وتعيش فترات خصومة معهما.

المصالح عادة ما تتواصل وتتدفق من تحت لتحت، بعيداً عما يطفر على السطح من ملاسنات فى حال الخصام، أو مواويل إطراء فى حال الوفاق.

العديد من الدول العربية التى طبّعت علاقاتها مؤخراً مع إسرائيل كانت تربطها مصالح تحتية بالدولة العبرية منذ عدة سنوات، أما على السطح، فكان الخطاب المتبادل مكللاً بالعداء ويعبّر عن حالة خلاف.

يفكر العربى فى المصلحة بمنطق التجار. المنطق الذى يقول «اللى تغلب به العب به».. لذلك فالبحث عن المصالح هو فى الأغلب بحث مؤقت.. فكل ما فى حياتنا العربية هو مؤقت بلحظة المكسب أو الخسارة.. العداوات مؤقتة.. والصداقات مؤقتة.. بل والمصالح نفسها مؤقتة. لا يكترث العربى كثيراً بفكرة «المصالح الاستراتيجية» التى تتميز بالامتداد، فهو يتحرك بضغط اللحظة وتبعاً لمتطلباتها ولا يعتنى كثيراً بالتخطيط للمستقبل أو يفكر بمنطق «اللى ما تحتاجش وشه النهارده بكره تحتاج قفاه» كما نردد فى مصر. بإمكانك على سبيل المثال أن تراجع علاقة بعض الدول العربية بأفريقيا، وسوف تجد أنها محكومة بمنطق «المصلحة المؤقتة»، وبعيدة كل البعد عن بناء علاقات استراتيجية ممتدة ترتكز على مصالح مشتركة حقيقية. والمشكلة أننا ندفع ثمن ذلك غالياً فيما بعد.

إذا وجدت دولة عربية فى حالة عداء وخصام مع غيرها فاعلم أنه الوضع المؤقت.. وإذا وجدتها عكس ذلك فتوقع ألا يدوم الوفاق بينها وبين غيرها إلا لفترة من الوقت.. وإذا وجدتها تتحدث عن مصالح فتأكد من أنها «مصالح لحظوية» ما أسهل أن تذروها أى رياح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب أبناء اللحظة العرب أبناء اللحظة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon