توقيت القاهرة المحلي 20:29:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا في «العراء»

  مصر اليوم -

أمريكا في «العراء»

بقلم: د. محمود خليل

بدأت تداعيات عملية القرصنة الإلكترونية على عدد من المؤسسات الأمريكية شديدة الحساسية فى الظهور.

بعد الإعلان عن الهجوم بساعات توقفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عن تقديم الإحاطات المعتادة إلى فريق بايدن تمهيداً لعملية انتقال السلطة إلى الديمقراطيين يناير المقبل.

الخطوة أزعجت «بايدن» الذى سبق أن تعهد -عقب الهجوم الإلكترونى- باتخاذ إجراءات سريعة تجاه منفذى الهجمات السيبرانية ضد الحكومة الأمريكية بمجرد توليه منصبه الشهر المقبل. وأضاف أن فريقه سيجعل من الرد على عمليات الاختراق أولوية قصوى، وسيفرض «تكاليف كبيرة» على الأطراف المسئولة عن مثل هذه الهجمات.

وقعت أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 فى أجواء شبيهة، خلال فترة شد وجذب وشبه خناقة على نتائج الانتخابات الرئاسية بين جورج بوش الابن ومنافسه آل جور، وإن كان وضع آل جور مختلفاً كل الاختلاف عن «ترامب»، فقد استسلم الأول لمسألة فوز «بوش» بمجرد أن أكدت المحاكم الأمريكية ذلك، لكن «ترامب» ما زال يعاند ويكابر، وأيضاً يلاعب.

وإذا كانت أحداث سبتمبر 2001 قد كشفت عن ثغرات عديدة فى أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية وأكدت وجود نوع من التضارب بين أدوار هذه الأجهزة أدى إلى خلق فجوات تمكن تنظيم القاعدة من التسرب من خلالها لينفذ أكبر هجوم خارجى يقع على الأرض الأمريكية، فإن عملية القرصنة الإلكترونية التى تم الكشف عنها منذ أيام تؤكد إمكانية اختراق الولايات المتحدة فى العالم الافتراضى كما تم اختراقها فى العالم الواقعى.

ثمة تصريحات تتردد على ألسنة المسئولين الأمريكيين -من بينهم بومبيو وزير الخارجية- تؤكد أن روسيا هى الدولة التى تقف خلف هذا الهجوم.

وهناك تلميحات تخرج على ألسنة مسئولين آخرين تشير إلى وجود أصابع صينية أيضاً وراء الهجوم، وأن أعضاء مستترين من الحزب الشيوعى الصينى لعبوا دوراً فى ذلك خلال فترات وُجدوا فيها داخل الولايات المتحدة.

وقد سبق أن وجهت أمريكا اتهامات عديدة إلى الصين بقرصنة المعلومات، كان آخرها اتهام بكين بقرصنة أبحاث لقاح كورونا الذى تطوره الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن اللافت أن الولايات المتحدة أعلنت أوائل شهر ديسمبر الجارى عن وضع قيود صارمة على دخول أعضاء الحزب الشيوعى الصينى إلى الولايات المتحدة، بحيث لا يُسمح لهم بدخول أمريكا إلا لمرة واحدة ولمدة لا تزيد على الشهر.

عملية القرصنة الإلكترونية التى وقعت على الولايات المتحدة الأمريكية تمثل حدثاً كبيراً، كان له ما قبله أيام إدارة ترامب، وسيكون له ما بعده عندما يتسلم «بايدن» الحكم رسمياً.

عملية التعتيم على المعلومات التى تقوم بها وزارة الدفاع الأمريكية تعنى ببساطة أن هناك ترتيبات معينة تقوم إدارة ترامب بها لتجهيز ملف أزمة كبرى قد تتفجر فى وجه «بايدن» منذ اللحظة الأولى التى سيدخل فيها البيت الأبيض.

الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت كبرى فيما يتعلق بهذا الملف، والأشهر القادمة قد تحمل مفاجآت أكبر، فالهجمة الإلكترونية عرّت الولايات المتحدة ولابد لها من أن تبحث عن وسيلة لتستر بها نفسها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا في «العراء» أمريكا في «العراء»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:59 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند
  مصر اليوم - تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 15:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يختار نجمه المفضل لجائزة الكرة الذهبية 2024

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

اتفاق رباعي علي خارطة طريق لإيصال الغاز إلي بيروت

GMT 06:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الشكشوكة التونسية

GMT 19:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل العثور على "سوبرمان هوليوود" ميتاً في صندوق

GMT 04:38 2019 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تعرفي على 9 موديلات مميزة لتزيّني بها كاحلكِ

GMT 22:22 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

مستوى رمضان صبحي يثير غضب لاسارتي في الأهلي

GMT 04:46 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

إليكِ أفكار سهلة التطبيق خاصة بديكورات المطابخ الحديثة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon