توقيت القاهرة المحلي 19:28:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهمية الناس.. يا ناس

  مصر اليوم -

أهمية الناس يا ناس

بقلم: د. محمود خليل

لغط كبير أُثير حول «تعديل قانون الشهر العقارى» فى البند المتعلق بتسجيل الوحدات السكنية والأراضى.

بإمكانك أن تخرج بمؤشرات جيّدة حول رد الفعل على هذا التعديل من مراجعة تعليقات الجمهور على الأخبار ذات الصلة به على أى موقع من مواقع التواصل الاجتماعى.

رد الفعل الشعبى يبدو طبيعياً فى ظل الضغوط المعيشية التى يعانى منها المواطن.

خلال السنوات الأخيرة، ومع تطبيق ما وصفته الحكومات المتعاقبة بـ«إجراءات الإصلاح الاقتصادى»، تحمّل المواطن كثيراً وصبر أكثر.

ارتفاعات هائلة فى أسعار السلع والخدمات، يقابلها بطء فى نمو الدخول والمعاشات، يُضاف إليه ركود فى الأنشطة الاقتصادية داخل بعض المجالات، بصورة عرقلت قدرة المواطن على تحسين دخله بسبب «وقف الحال» الناتج عن الأوضاع التى أفرزتها جائحة كورونا، بالإضافة إلى عوامل أخرى.

لن أقدم مزيداً من الاجتهادات على ما كتبه غيرى حول التوقيت غير المناسب لاتخاذ القرار، أو المبالغ التى فرض القانون على من يريد تسجيل شقته أن يتحمّلها، أو تعقّد الإجراءات الخاصة بالتسجيل.. فكل هذه الأمور مفهومة ومعلومة بالضرورة.

كل ما أريده هو تسجيل بعض الانطباعات على تعليقات القراء على بعض الأخبار ذات الصلة بالموضوع.

أول ما يلفت النظر فى التعليقات التى ظهرت مع الأخبار ذات الصلة بالإجراء القانونى الجديد النبرة العالية والزاعقة التى استخدمها المعلقون، وهى تقول إن منسوب الغضب العام بلغ حداً يستوجب التوقف أمامه.

هناك غضب من وسائل الإعلام تجده حاضراً فى الألفاظ الحادة والخشنة التى وظّفها المعلقون فى وصف بعض الإعلاميين الذين يحاولون تبرير الإجراء وغمز ولمز فى ما يحصّله هؤلاء من مكاسب مقابل القيام بمهمتهم.

هناك غضب أيضاً من أعضاء مجلس النواب السابق الذين وافقوا على هذا القانون، وكذا من أعضاء مجلس النواب الحالى الذين بادر بعضهم إلى الحديث عن أنهم سيُطالبون بتعديل القانون، فى وقت تعلن فيه الشركة القابضة للكهرباء أن التعديل الجديد للقانون سيتم تطبيقه فعلياً بدءاً من يوم 6 مارس الحالى.

هناك غضب من المسئولين الحكوميين الذين تباطأوا فى البداية فى شرح الكلفة المالية والقانونية لتسجيل الوحدات السكنية، ثم خرجوا يؤكدون أن المبالغ المطلوبة ليست كما يشيع البعض، بل تقل عن ذلك.

ثمة أيضاً اتجاه أحادى يسيطر على محتوى التعليقات يرفض أى نوع من التفاهم بشأنها، سواء على مستوى المبلغ الذى يتحمله صاحب الوحدة السكنية مقابل تسجيلها، أو على مستوى الإجراءات القانونية للتسجيل، بمعنى أنك يندر أن تجد شخصاً يؤيد الإجراء أو يتحمل تبعاته، بل تعارضه الأغلبية الكاسحة من المعلقين.

رد الفعل الشعبى على كل من المؤسسة الإعلامية أو النيابية أو الحكومية يقول إن جسور الصلة بين المواطن وهذه المؤسسات الثلاث توشك على الانقطاع، وهو أمر يستحق أن نتنبه إليه.

من المهم بمكان أن تدرس وتفهم المؤسسات التى تتعامل مع البشر كيف يفكر هؤلاء البشر، وأن تأخذ فى الاعتبار ظروفهم وأوضاعهم ورد فعلهم المتوقع على كل إجراء أو قرار يتم اتخاذه، أو اتجاههم نحو أساليب معالجتها للقرارات والإجراءات التى تمس صميم معيشتهم.

الحذر واجب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهمية الناس يا ناس أهمية الناس يا ناس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon