توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صمت الحملان

  مصر اليوم -

صمت الحملان

بقلم: د. محمود خليل

بكلمات صريحة لا تحتمل التأويل خرج المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى مؤكداً ضرورة أن تبادر الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات الاقتصادية التى فرضها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب على بلاده حتى تعود حكومته إلى الالتزام ببنود الاتفاق النووى المبرم بين الدولتين.

من ناحيته أكد جو بايدن أن على إيران العودة أولاً إلى الالتزام ببنود الاتفاق والتوقف عن تخصيب اليورانيوم بنسب معينة حتى ترفع الإدارة الأمريكية العقوبات وتعود إلى الاتفاق.

إنها مناوشات ما قبل العودة.. هذا الطرف يشد.. فيظهر الطرف المقابل له وكأنه يتشدد.. ثم يتصالح الطرفان على عودة المياه إلى مجاريها.

النظام الإيرانى لا يملك التراجع.. التجربة تقول ذلك.. إدارة ترامب ضغطت كثيراً على حكومة طهران، فرضت عقوبات اقتصادية عليها، وخططت ونفذت عمليات اغتيال كبرى، فاغتالت قاسم سليمانى قائد الحرس الثورى الإيرانى والعالم النووى محسن فخرى زادة، ولم تبدِ إيران رد فعل ذا بال على ذلك، بل مدت فى حبال الصبر، انتظاراً للحظة التى سوف تملى فيها إرادتها.

لا تملك حكومة طهران أن تتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بأى نوع من المرونة. فالنظام الإيرانى بطبيعته نظام مؤدلج يستند إلى مجموعة من الأفكار والتوجهات القطعية، وطريقة فى الحساب السياسى لا تعرف سوى إملاء الإرادة.

وعلى الجهة المقابلة تعلم الإدارة الأمريكية الجديدة أن العودة إلى الاتفاق النووى هى الأنفع والأجدى بالنسبة لها، لأن ترك الأمور على ما هى عليه الآن سوف يزيد الطين بلة ويمنح إيران الذريعة الأدبية لمواصلة تخصيب اليورانيوم. وهناك تقارير صحفية تتحدث عن أن طهران توشك بالفعل على تصنيع قنبلة نووية.

وترتيباً على ذلك، فإن العودة إلى الاتفاق تمثل المسار الأكثر معقولية بالنسبة للأمريكان حتى لا تتفاقم الأمور أكثر من ذلك.

وبالتالى فأى حديث عن تعديل بنود الاتفاق أو إضافة أطراف أخرى -عربية على وجه التحديد- إليه يفتقر إلى الواقعية.

كل ما ستناله الأطراف الخليجية من الموقف الحالى يتمثل فى مساعدتها على الخروج الآمن من مستنقع اليمن.

والضغوط الأمريكية المعلنة التى تشترط عودة إيران إلى الالتزام ببنود الاتفاق مجرد مناورة من جانب الأمريكان للضغط على حكومة طهران فى ملف الحوثيين. فالولايات المتحدة تريد من طهران الضغط على الحوثيين لإيقاف الحرب المستعرة فى اليمن منذ عدة سنوات، وضمان الخروج الآمن للأطراف الخليجية التى تورطت فيها.

إذا نجحت إيران فى دفع الولايات المتحدة إلى العودة إلى الاتفاق النووى ورفع العقوبات الاقتصادية عنها فستكون قد أعطت درساً فريداً لإملاء الإرادة السياسية على المجتمع الدولى.

ليس هناك خلاف على أن إيران دفعت ثمناً باهظاً كى تفلح فى الوصول إلى هدفها، لكنها فى النهاية نجحت، وقد يكون فى مقدورها فى المستقبل ترميم الآثار المترتبة على الفترة التى قضتها فى الحصار الاقتصادى.

إنه درس قد يستفيد منه العرب والدول العربية كثيراً لو تأملوه. فالعالم الذى نعيش فيه لا يفهم سوى لغة التحدى وفرض الإرادة.. وخير للحملان الوديعة أن تصمت وتتقبل أقدارها إذا كانت عاجزة عن إملاء إرادتها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صمت الحملان صمت الحملان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon