توقيت القاهرة المحلي 16:02:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارحموا الناس يرحمكم الله

  مصر اليوم -

ارحموا الناس يرحمكم الله

بقلم: د. محمود خليل

بعض حالات الإصابة تبقى فى البيوت لتناول بروتوكول العلاج، وتعزل نفسها، إن توافرت إمكانية لذلك، عن المحيطين بها، وتمكث فى انتظار عفو الله وعافيته.

هناك حالات أخرى حاجتها إلى الرعاية الطبية داخل المستشفيات عاجلة وملحة. وليس ثمة خلاف على أن ارتفاع أرقام الإصابة سوف يؤدى إلى فقد قدرة المستشفيات الحكومية على الاستيعاب.

بعض مَن اضطرتهم الظروف للجوء إلى المستشفيات الخاصة يصرخون من ارتفاع فواتير تكلفة الإقامة والرعاية بها.. والتى تُعد بآلاف الجنيهات فى اليوم الواحد.

تكلفة اليوم تختلف من مستشفى خاص إلى آخر، وأياً كان المبلغ المدفوع فى اليوم فلك أن تحسب إجماليه كيف تشاء بضربه فى 14 يوماً، وهو عدد الأيام المفترض أن يتم فيها عزل المريض واستشفاؤه.

فى الأردن تدخلت الحكومة من أجل كبح جماح طمع المستشفيات الخاصة فى استغلال حاجة مرضى كورونا للاحتجاز، فوضع وزير الصحة سقفاً لتكلفة الإقامة فى غرف الدرجة الثانية وكذلك للإقامة فى الغرف المنفردة، وأصدر رئيس الوزراء الأردنى، أواخر نوفمبر الماضى، تعليمات يفوِّض من خلالها وزارة الصحة سلطة وضع اليد على أى مستشفى كلياً أو جزئياً وتكليف إدارته والعاملين فيه بالاستمرار فى تشغيله لاستقبال المصابين، ويعنى بهذه التعليمات المستشفيات الخاصة.

وزارة الصحة المصرية سبق أن أصدرت أسعاراً محددة لرعاية مرضى كورونا بالمستشفيات الخاصة، بعدها اشتكى بعض المصابين من أن هذه المستشفيات ترفض استقبالهم، لأن الأسعار التى حددتها «الصحة» غير مقنعة بالنسبة لها، وأنها تريد فرض أسعارها السياحية على المريض. وقد نفى المتحدث باسم وزارة الصحة ذلك وأكد التزام هذه المستشفيات بأسعار الحكومة.

التجارب المؤلمة التى يحكيها بعض مرضى كورونا ممن توجهوا إلى المستشفيات الخاصة تقول عكس ذلك، وتؤكد أنها مصرة على استحلاب المريض وأهله حتى آخر جنيه فى جيبهم.

لا أحد يمانع فى أن يتربح ملاك المستشفيات الخاصة، فهى فى الأول والآخر مشروعات استثمارية، ولا بد أن تحقق دخلاً حتى توفر الرعاية المطلوبة، لكن ذلك أمر والطمع فى المزيد من الأرباح أو استغلال الظروف العصيبة التى وضعنا فيها وباء مثل كورونا من أجل مراكمة المال أمر آخر.

واجب على المستشفيات الخاصة أن تكتفى بتحميل المريض فاتورة التكلفة -دون البحث عن أرباح- تقديراً من أصحابها لظروف الجائحة التى لا تفرق بين غنى وفقير أو طفل وشاب وشيخ أو رجل وامرأة.

ثمة نوع من المسئولية يمكن أن نصفها بـ«المسئولية الإنسانية» لا بد أن يلتفت إليها ملاك المستشفيات الخاصة. المسئولية الإنسانية لا بد أن تتقدم فى هذا الظرف على الرغبة فى الربح.

عليهم أن ينظروا إلى أطباء وزارة الصحة الذين تحملوا عبئاً ضخماً طيلة الشهور الماضية، وما زالوا يواصلون العمل دون كلل أو ملل، وربحهم الأكبر دعوة مريض جعل الله هذا الطبيب أو ذاك سبباً فى شفائه.

عليهم أن يتفهموا معنى العدد الكبير من أطباء وزارة الصحة الذين استشهدوا بسبب العدوى وهم يقاومون نهش الفيروس اللعين فى أجساد المرضى.

عليهم أن يستوعبوا أن كورونا لا يفرق بين الإنسان المهم والأقل أهمية، بين الغنى والفقير، بين الوزير والغفير، وأن كل إنسان على سطح الكوكب يرجو -فى مثل هذه الظروف- رحمة الله تعالى، فعليهم أن يرحموا الناس حتى تظللهم رحمة السماء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارحموا الناس يرحمكم الله ارحموا الناس يرحمكم الله



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon