توقيت القاهرة المحلي 06:19:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سؤال المؤامرة

  مصر اليوم -

سؤال المؤامرة

بقلم: د. محمود خليل

على مدار عدة أشهر، أصر «دونالد ترامب» رئيس الولايات المتحدة المنتهية ولايته، على وصف فيروس كورونا بـ«الفيروس الصينى»، وأظن أنه يقصد من وراء هذا الوصف دلالة معينة تتجاوز مسألة أن الصين كانت أولى بلاد العالم التى عرفت الفيروس، ومنها انتقل إلى دول العالم الأخرى.

البعض يتبنّى نظرية المؤامرة فى تفسير مسألة ظهور ومسارات تطور «كورونا»، وتستطيع أن تجد شرحاً لوجهة النظر تلك فى الحوار المتميّز الذى أجراه الأستاذ «طارق صلاح» مع الدكتور «أشرف حاتم»، وزير الصحة الأسبق، ونشره موقع «المصرى اليوم». وفيه جهد مهنى يستوجب تحية صاحبه.

يقول الدكتور «حاتم» إن كورونا فيروس قديم كان يصيب الإنسان بنزلة شبيهة بالبرد فى كل شىء، أما الآن فإن تحوّره أصبح قاتلاً، ويستطرد أن أصحاب نظرية المؤامرة يرون أن الفيروس اكتسب 4 صفات لا يمكن لأى فيروس أن يكتسبها إذا ما قُدر له وتحور بشكل عادى، الأولى أنه ينتشر بسرعة فائقة، والثانية أنه يشبه مرض الإيدز، لأنه يخفض المناعة بشكل قوى، والثالثة أنه يؤدى إلى تجلطات فى الدم والرئتين، كما يفعل مرض الإيبولا، أما الصفة الرابعة فتتمثل فى عدم إصابته الرئة فحسب، بل يضرب الجسم كله من أعصاب وجهاز هضمى والكبد وغيرها، وبالتالى يقول أصحاب نظرية المؤامرة إن صفات كورونا مكتسبة قام بها البشر، ليجعلوا منه فيروساً قاتلاً ومدمّراً.

لا يتبنّى الدكتور «حاتم» هذه النظرية بالطبع، لكنه شرحها ضمن حوار مفصّل أجاب فيه عن عدد من الأسئلة المحيّرة حول هذا الفيروس، من ضمنها سؤال المؤامرة.

وظنى أن هذا السؤال هو أكثر الأسئلة المحيرة فى موضوع «كورونا». فكيف لفيروس أن يتحور بهذه السرعة، ويطور نفسه بحيث يحمل أسباب قتل تنهض بها فيروسات أخرى غير فيروس الإنفلونزا، فتجده يفعل فى الجسم فعل فيروس الإيدز وفيروس إيبولا، ولا يكتفى بالإضرار بالجهاز التنفسى، مثل فيروسات الإنفلونزا العادية، بل يتجاوزها إلى الإضرار بكل أجهزة الجسم؟.

وتزداد الحيرة حين تربط ما بين هذا الشرح وإصرار «ترامب» على وصف الفيروس بـ«الصينى».

وتتضاعف الحيرة أكثر وأكثر عندما تتابع أمر انتشار الفيروس بتحوراته وسلالته الجديدة داخل الصين خلال الفترة الحالية. والمعلومات التى تخرج من بكين فى هذا السياق شحيحة للغاية.

فى يناير 2020، نشر موقع «بى بى سى» خبراً يقول إن العلماء فى أستراليا تمكنوا من تخليق فيروس كورونا داخل معاملهم، وذكروا أن هذه الخطوة سوف تساعد فى تشخيص الإصابة بالمرض والعلاج منه. معنى ذلك أن العلماء قادرون على تخليق الفيروسات.

وفى الصين، أعلن مجموعة من العلماء أنهم قاموا بتجربة شبيهة بما قام به علماء أستراليا وقاموا بتخليق فيروس كورونا فى المعامل، لكنهم رفضوا أن يطلع علماء دول أخرى على الفيروس نفسه. ولعلك تذكر ما كان يُكرّره «ترامب» بأن الصين ترفض منح العالم معلومات دقيقة حول فيروس كورونا، وأولى الحالات التى أصيبت به.

الحديث الذى يتبناه أصحاب نظرية المؤامرة لا يوجد أى دليل عليه، لكن التطورات التى عشناها مع الفيروس تمنحه نوعاً من المشروعية.

وحتى يتم حسم هذا الجدل، سوف يظل «كورونا» أكبر ابتلاء عرفته البشرية خلال العقدين الأول والثانى من الألفية الجديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سؤال المؤامرة سؤال المؤامرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon