توقيت القاهرة المحلي 07:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خريطة بلع بلاد العرب

  مصر اليوم -

خريطة بلع بلاد العرب

بقلم : محمود خليل

خريطة «بلع بلاد العرب»، أصبحت واضحة الملامح خلال الفترة الأخيرة. دولة الرجل العربى المريض أصبحت قسمين: يضم الأول عرب آسيا، ويضم الثانى عرب أفريقيا. القسم الأول أصبح منطقة نفوذ إيرانى بيّن، أما الثانى فقد بات ساحة واضحة للعربدة التركية. اللعب الإيرانى فى آسيا قديم، وقد آتى أكله، ما ينبغى أن نركز فيه الآن هو اللعب التركى على الخريطة العربية الأفريقية.

قبل يومين، أعلن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، عشية عودته من مؤتمر برلين المنعقد لبحث المشكلة الليبية، أن الصومال دعت تركيا للتنقيب عن البترول فى مياهها الإقليمية. يشير العديد من المحللين إلى أن النفوذ التركى فى الصومال قديم، وخصوصاً فيما يتعلق بمجال الموانئ، حيث تتزايد باستمرار معدلات الاستثمار التركى فيها، وأن تركيا تخطط منذ عام 2015 لإنشاء قاعدة عسكرية فى الصومال. ولعلك تذكر أن تركيا سبق وعقدت اتفاقاً مع السودان لإعادة تأهيل جزيرة سواكن، وهو الاتفاق الذى أبرم مع حكومة الرئيس عمر البشير، الذى أطيح به فى ثورة شعبية. ولا يخفى عليك أيضاً أن هناك اتفاقات متبادلة بين الحكومة السودانية وبعض شركات البترول التركية، تمنح الأخيرة حق التنقيب عن البترول فى السودان. وإذا ربطت بين التغلغل التركى فى كل من السودان والصومال فسوف تخلص إلى أن «أردوغان» يضع عينه على البترول من ناحية، وعلى البحر الأحمر من ناحية أخرى. وفى تقديرى أن التحرك التركى نحو الصومال يأتى كرد على التكتل الجديد للدول المشاطئة للبحر الأحمر، الذى أعلن عن تشكيله أوائل الشهر الحالى والذى يتصدره كل من مصر والمملكة العربية السعودية. ولو أنك أضفت التحرك التركى فى ليبيا إلى تحركها السابق فى السودان والحالى فى الصومال، فسوف تتضح أمامك صورة السعى التركى الحثيث للتغلغل فى منطقة عرب أفريقيا.

علينا أن نعترف بأن الأوضاع الهشة السائدة فى العديد من الدول العربية جعلتها عرضة للخضوع لنفوذ الطامعين من الإيرانيين والأتراك. ولست أجد تفسيراً لذلك سوى مسألة الصراع على الحكم. فى سوريا استدعى بشار الأسد إيران من أجل حماية عرشه، وفى ليبيا استدعت حكومة فائز السراج تركيا لتساندها فى مواجهة «حفتر»، ولا يختلف الطرف الآخر للصراع (المعارضة) عن الحكومات، فالمعارضون لا يجدون غضاضة فى الاستعانة بغريب فى صراعهم مع الحكومات. وقد تسبب هذا التوجه فى دخول ظاهرة جديدة إلى مربع الصراع على الحكم فى عالمنا العربى، وهى ظاهرة الميليشيات المسلحة، مثل الميليشيات السورية التى يدفع «أردوغان» حالياً بمجموعة من عناصرها إلى ليبيا لمساندة حكومة «السراج».

حال العرب اليوم من حال جامعتهم، فمنذ غزو صدام حسين للكويت عام 1990 والنظام العربى آخذ فى التفكك والتآكل، وقد مثل الاجتياح الأمريكى للعراق عام 2003 المسمار الأخير فى نعش هذا النظام، فقد انفسح المجال بعد هذا التاريخ لكل طامع فى السيطرة على الدول العربية الآسيوية والأفريقية. ولن يستطيع العرب مواجهة تحديات اللحظة سوى بإعادة اكتشاف مكامن قوتهم، وهى عديدة، والتحرك فى كتلة واحدة موحدة من أجل دفع الخطر الذى يتهدد الجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريطة بلع بلاد العرب خريطة بلع بلاد العرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon