توقيت القاهرة المحلي 18:52:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ترامب».. وخطة «إرباك الدولة»

  مصر اليوم -

«ترامب» وخطة «إرباك الدولة»

بقلم : محمود خليل

دونالد ترامب يقول إن نتائج الانتخابات لم تعلَن رسمياً بعد، وإن انعقاد المجمع الانتخابى وإعلان الفائز هو الأساس وليس وسائل الإعلام، ويردد أن القضاء لم يحسم بعد الاتهامات التى وجهها الجمهوريون إلى العملية الانتخابية، وفوق ذلك يصر على أنه فاز فى الانتخابات، ويؤكد وزير خارجيته «بومبيو» أنه لا يوجد أى مشكلة فى الولايات المتحدة، وأن السلطة سوف تنتقل بشكل سلس إلى الرئيس «ترامب» لولاية ثانية.

فى المقابل، يؤكد «بايدن» أنه الرئيس المقبل للولايات المتحدة، وأن العرف جرى على أن يتعاون الرئيس الخاسر مع فريق الرئيس الجديد لنقل السلطة بشكل سلس وطبيعى، وأن العرف فى الانتخابات الأمريكية أن تعلن وسائل الإعلام نتائجها، وبعدها مباشرة تبدأ إجراءات نقل السلطة، والعرف أيضاً يقول إن الرئيس الخاسر لا يحق له اتخاذ قرارات كبرى تتعلق بإقالات وتعيينات لمسئولين فى مواقع حساسة.

«ترامب» يتمسك بالقانون.. و«بايدن» يتمسك بالعرف.. وسوف تظل الأمور عالقة على هذا النحو حتى 14 ديسمبر حين ينعقد المجمع الانتخابى ويعلن رسمياً اسم الفائز فى الانتخابات.

ولكن هل يمكن أن يقبل «ترامب» النتيجة إذا كانت لغير صالحه ويُسلم السلطة إلى بايدن والديمقراطيين؟

العقل والمنطق يقولان إنه سيفعل. فليس فى مقدور شخص أو حزب أن يواجه مؤسسات دولة، حسم قضاؤها المنازعات الانتخابية، وأقر مجمعها الانتخابى بفوز اسم معين بكرسى الرئاسة.

«ترامب» يحاول حالياً إحداث نوع من اللخبطة والارتباك فى مؤسسات الدولة الأمريكية من خلال إقالات وتعيينات لمسئولين رفيعى المستوى، ويسرب عبر أدواته الإعلامية أن بإمكانه اتخاذ قرارات خطيرة لتفجير المشهد برمته، من بينها الهجوم العسكرى على إحدى الدول، البعض حددها فى إيران. وليس هناك خلاف على أن الحرب سوف تُربك المشهد أكثر.

حتى هذه اللحظة يعتمد «ترامب» على خطة ترتكز على فكرة «إرباك الدولة» للتهرب من استحقاق تسليم السلطة، لكن ظنى أنه سوف يدرك بعد حين أن هذه الخطة لن تُجدى، لأن الدول أصلب من أى فرد أو جماعة أو حزب، مهما كانت قوته.

الشىء الذى يمكن القلق منه حقيقة هو أن ينتقل «ترامب» إلى خطة إرباك «من خارج مؤسسات الدولة»، سواء توجه هذا الإرباك إلى الداخل أو الخارج.

فى الداخل الأمريكى يمتلك «ترامب» سيطرة كاملة على الحزب الجمهورى، ووراءه كتلة تصويتية ضخمة تزيد على 71 مليوناً، وتعمل فى خدمته عشرات الجماعات اليمينية المتطرفة التى تملك السلاح وتملك مهارة استخدامه. ورصاصة واحدة فى مثل هذه المواقف تكفى جداً لإشعال المشهد برمته.

هذا السيناريو شديد الخطورة على مستقبل الولايات المتحدة، ولا يقل عنه خطورة أيضاً سيناريو الإرباك الخارجى بشن حرب أمريكية على إيران أو غيرها. فكيف ستبرر الولايات المتحدة ودول العالم المختلفة حرباً يشنها رئيس خاسر دون سبب موضوعى، بل لمجرد الاحتفاظ بالكرسى لأطول فرصة ممكنة؟

أمام «ترامب» طريق ثالث يتمثل فى إعداد العدة لخوض انتخابات 2024 والفوز بها، وهو يمتلك الأدوات التى تمكنه من ذلك، وبإمكانه خلال السنوات الأربع المقبلة أن يزعج «بايدن» والديمقراطيين كثيراً وألا يجعلهم يستريحون على مقاعدهم.

أظن أن المعركة الحالية فى الولايات المتحدة ستنتهى على هذا النحو. فإذا كان «ترامب» لا يدرك مخاطر أفكاره حول «إرباك الدولة»، فالكثير من أفراد ومؤسسات الدولة الأمريكية يدركون عواقبها الوخيمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ترامب» وخطة «إرباك الدولة» «ترامب» وخطة «إرباك الدولة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon