توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللعب فى الوقت الضائع

  مصر اليوم -

اللعب فى الوقت الضائع

بقلم: د. محمود خليل

اللعب فى الوقت الضائع.. عادتنا ولّا هنشتريها؟

فى عالم كرة القدم تجد فرقنا الكروية كسولة متراخية تضيع الفرصة تلو الأخرى طوال التسعين دقيقة.. وما إن يبدأ الوقت الضائع حتى تنطلق إلى اللعب بشكل محموم فى محاولة لإصابة الهدف.

ربما تمكنت إحدى الفرق من تحقيق الفوز فى آخر ثانية، لكن الأمر بحال غير مضمون، واحتماليات الفشل فى مثل هذه الأحوال تتساوى مع محاولات النجاح، بل قل إن الفشل هو الأرجح، لأن من عجز عن فعل شىء طوال 90 دقيقة أعجز عن تنفيذه فى بضع دقائق.

مشكلة اللعب فى الوقت الضائع أن صاحبه يؤدى بشكل يمتزج فيه الحماس بالإحباط. فالحماس مرده الرغبة فى تحقيق الهدف، وقد تحكم الصدفة الأمر وينجح الإنسان فى نيل مبتغاه، لكن فى الأحوال الغالبة لا يتمكن من ذلك، لأن النجاح فى تحقيق الأهداف أساسه التخطيط المتأنى والمدروس.

أما شعور من يعمل فى اللحظة الأخيرة بالإحباط فيبدو طبيعياً إذا أخذنا فى الاعتبار ما يسيطر على الإنسان من توتر نفسى إذا طلب منه أن يؤدى عملاً يستغرق أياماً أو شهوراً فى بضع ساعات.

عادة اللعب فى الوقت الضائع تنطبق على نواحٍ شتى من حياتنا. تجدها حاضرة لدى الصغار والكبار.. فالصغير يترك الأشهر الطويلة دون أن يفتح فيها كتاباً، ثم يلتصق بالأوراق التى سيمتحن فيها ليلة الامتحان.. والكبار يتركون الأيام الطويلة التى تسبق المواسم والأعياد ويتحرّكون بشكل محموم ليلة الرؤية.

لو أنك استرجعت حدث نكسة 1967 وقلّبت فى أوراق ومذكرات القريبين من مراكز صناعة القرار فى هذه الفترة، فسوف تجد أن السر فى الهزيمة كان أساسه اللعب فى الوقت الضائع، وما يمكن أن يقترن به من آفات.

صانع القرار ذلك الوقت بدأ فى التلويح بالحرب دون أن يُخطط لها، وحشد المصريين فى سيناء كان فى الوقت الضائع، فأتى مرتبكاً مضطرباً يدفعه الحماس أكثر مما يسيره التخطيط.

الرئيس عبدالناصر -رحمه الله- توقع توقيت انفجار الوضع واندلاع الحرب قبل ساعات من الهجوم الإسرائيلى، لكنه اعتقد فى ما قاله له الروس بأن يستوعب الضربة الأولى من إسرائيل، ثم يتحرك بعدها.

وكان تحرك مصر بعد الضربة التى وجّهتها الدولة العبرية لطائراتنا، وهى ترقد على الأرض، تحركاً فى الوقت الضائع، وجاء بعد فوات الأون.

حاول المصريون التحرّك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن الوقت كان قد فات وعدّى النهار.

كذلك اللعب فى الوقت الضائع يغلب عليه الحماس، والحماس يعنى غياب التخطيط، وغياب التخطيط يؤدى إلى الارتجال، والاعتماد على الاجتهادات الفردية، والافتقار إلى فضيلة العمل الجماعى.

قرارات كثيرة يمكن أن يتخذها الفرد أو الجماعة أو المؤسسة تصبح بلا جدوى، لأنها تُتخذ فى اللحظة الأخيرة.. جهود كثيرة يمكن أن تبذل، لكنها تبيت معدومة القيمة لأنها تحدث فى الوقت الضائع.

تجارب كثيرة تتكرر أمامنا.. ولكن من يتعلم الدرس؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعب فى الوقت الضائع اللعب فى الوقت الضائع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon