توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الأدهم" لا ينزل النهر مرتين

  مصر اليوم -

الأدهم لا ينزل النهر مرتين

بقلم : محمود خليل

كما هرولت النخبة الأدهمية من قبل اندفعت «أداهم الشعب» هى الأخرى إلى تأييد الحركة المباركة، واستجابت للفكرة التى اعتمدها طه حسين أو سيد قطب أو كلاهما لتوصيف ما حدث بالثورة.

وكانت هناك 3 عوامل أساسية تقف وراء هذا الاندفاع: الأول ما رآه الشعبيون من اندفاع كبارهم إلى تأييد ما حدث، والثانى وجود جماعة الإخوان كطرف من الأطراف المشاركة مع الضباط فى الثورة، والثالث وجود شخصية اللواء محمد نجيب على رأس الحركة.

كان من الطبيعى جداً أن يتأثر صغار الأداهم بكبارهم الذين باركوا الحركة والقائمين بها وهرولوا إلى مجلس قيادة الثورة لتقديم التهانى والأمانى والتعبير عن الأشواق. الأدهم الصغير لا يتوقف كثيراً أمام مسألة «تغيير الجلد»، فذاكرته مثقوبة ومن النادر أن يسترجع مواقف وقعت بالأمس وجد فيها هؤلاء الكبار أنفسهم يُهنّون ويتمنون خير الدنيا والدين لملك مصر والسودان وولى عهده الأمين، وإذا تذكر فإنه يتعامل مع ذكرياته بالمثل الأدهمى الشهير: «لكل عصر أدان» وأن «الأدهمية لمن غلب».

كان لتحرك الإخوان فى الأوساط الشعبية أيضاً دور مهم فى دفع الأداهم إلى تأييد الثورة، فطيلة شهور عديدة كانت العلاقة بين الإخوان والضباط الأحرار على خير ما يرام، وعندما تم حل الأحزاب السياسية تم استثناء الجماعة من القرار. كان الإخوان كلمة السر فى حركة الشارع، وكان المجلس واعياً أنهم يشكلون الظهير الشعبى لهم لحين تبدأ الثورة فى بناء ظهيرها بعيداً عن الجماعة.

وقد صدم «عبدالناصر» ورفاقه من مشهد الجموع البشرية التى تكاثرت فى ميدان عابدين للمطالبة بعودة اللواء محمد نجيب إلى الحكم فى المرة الأولى التى استقال فيها، وكان المحرك الأول لها عبدالقادر عودة أحد أبرز رموز الجماعة.

أما اللواء محمد نجيب فقد سد فراغ الأب الذى عاشه الأداهم بعد أن اعتلى مُلك البلاد شاب يافع هو الملك فاروق لم يكن عمره يوم بلغ العرش سوى 16 عاماً. كان «نجيب» أيضاً يجيد ملاغاة الأداهم. ومن يستمع إلى الخطاب الأول له بعد تولِّى السلطة سيجد أنه أجاد استدعاء المفردات الأكثر تأثيراً فى المزاج الأدهمى. فتحدث عن التطهير والتطهر من الفساد على مستوى الفرد والمؤسسة، ودعا كل «أدهم» إلى البدء بإصلاح نفسه، مع مراعاة الخلود إلى الهدوء والسكينة، دعماً للاستقرار.

ولست بحاجة إلى تذكيرك بولع «أدهم» بالاسترخاء وغرامه العنيف به. ولا بد أن «أداهم» كثراً قتلهم الحنين إلى التمدد فوق الأرض والاستماع إلى أنغام الناى وهم يتابعون الأخبار المتواترة حول فدادين الإقطاع التى ستوزعها سلطة الحركة المباركة على صغار الفلاحين، ليتحولوا من أُجراء إلى ملاك.

باختصار تمكن محمد نجيب من مغازلة أحلام «أدهم» فى التطهر ومحاربة الفساد وتحقيق الاستقرار وحمايته من قهر الأبالسة والتمدد تحت ظلال الأشجار، فاكتسب شعبية كبيرة لجأ إلى المراهنة عليها ذات مرة فأعانته، لكنها خذلته فى الثانية، لأن الأدهم لا ينزل النهر مرتين لأن الماء يتجدد باستمرار!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأدهم لا ينزل النهر مرتين الأدهم لا ينزل النهر مرتين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon