توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإمامة العظمى» لـ«الأدهمية»

  مصر اليوم -

«الإمامة العظمى» لـ«الأدهمية»

بقلم : محمود خليل

أولى خطوط الطريقة التى قرر «مبارك» أن يسوس بها «الأدهمية» ظهرت بعد 3 أعوام من توليه السلطة، وبالتحديد فى انتخابات مجلس الشعب 1984. يوثق محمد حسنين هيكل -على لسان اللواء حسن أبوباشا وزير الداخلية حينذاك- أن مبارك رسم بنفسه خريطة العضوية داخل أول مجلس شعب منتخب خلال فترة حكمه، فقام فى البداية «أخصائيو تكييف القانون» باختراع نظام القائمة النسبية المشروطة، وأعطى الرئيس توجيهاته بأن تمنح نسبة محدودة من المقاعد للمعارضة لتجد لنفسها مساحة للتعبير داخل المجلس الموقر، وحدد قائمة من الأسماء التى قرر استبعادها من الترشح، سواء على مستوى الحزب الوطنى الحاكم أو على مستوى المعارضة، وألزم وزير الداخلية بالعمل بها. ومن المثير أنه كما قفز «عصمت» شقيق «السادات» إلى سطح الأحزاب عام 1982، قفز اسم «سامى» شقيق «مبارك» إلى المشهد العام عام 1984، حين قرر الترشح فى الانتخابات، وقوبل قراره برفض عنيف وشديد من جانب الرئيس، لكن الشقيق وكذلك الظروف عاندت «مبارك» وفاز «سامى» فى الانتخابات على قوائم حزب الوفد!. وتجد تفاصيل هذه الواقعة فى كتاب هيكل «من المنصة إلى الميدان».

ولأول مرة -بعد ثورة يوليو 1952- ظهرت جماعة الإخوان كجزء من المشهد الانتخابى، فقد سُمح لها بترشيح عدد من الأعضاء على قوائم حزب الوفد. وقد رحب الحزب الذى زرع شعار «الدين لله والوطن للجميع» فى الأدهمية بترشح أعضاء الإخوان فى صفوفه حتى يستغل شعبية الجماعة فى الحصول على نسبة الـ8% من الأصوات المطلوبة لتمرير القائمة إلى مجلس الشعب. وقد تم حل مجلس 1984 عام 1987 وأجريت انتخابات جديدة ترشح فيها أعضاء الإخوان على قائمة تحالف جمع بينهم وبين كل من حزب العمل والأحرار الاشتراكيين. ومَن كان يسير فى بعض شوارع القاهرة وعدد من المحافظات الأخرى -خلال ذلك العام- كان يرى زحام الصور التى تظهر فيها صور المرشحين الإخوان بذقونهم الكبيرة الكثة. كان المشهد جديداً بعد ثورة يوليو. ومن اللافت أيضاً أن ابن حسن البنا ترشح فى هذه الانتخابات عن دائرة السيدة زينب، واحتشدت حوائط الأبنية بالحى العريق بصور أحمد سيف الإسلام ومعه صورة أبيه حسن البنا، فشاهدت أجيال جديدة صورة أول مرشد لجماعة الإخوان وربما لم تكن قد شاهدتها من قبل. وبعد انتهاء الانتخابات ظهر الشيخ يوسف البدرى -بزيه ولحيته الشهيرة- وكان قد نجح عن دائرة المعادى وحلوان وهو يدعو أهل الأدهمية إلى مبايعة الرئيس على «الإمامة العظمى»!.

وخلال انتخابات 1987 سمح «مبارك» للإخوان بتنظيم مسيرات طافوا بها شوارع القاهرة والمحافظات، رفعوا فيها شعاراتهم التى ورثوها عن تجربتهم مع البنا والهضيبى ثم مع سيد قطب وعمر التلمسانى. وظهر إلى جوار الشعارات التقليدية شعار جديد، شعار «الإسلام هو الحل»، فلأول مرة تطرق الجماعة مسامع المصريين بهذه العبارة، بل وحولتها إلى نشيد ركيك كانوا يرددون فى كلماته: «الإسلام هو الحل.. ناس فى العز وناس فى الذل.. والخير ماله شح وقل.. شرع الله عز وجل.. الإسلام هو الحل». وعندما كان يطالب أحد الإخوان بترجمة الشعار إلى برنامج عمل يطرح تصورات لكيفية التعامل مع وحل مشكلات الأدهمية كانوا يقدمون مجموعة من العموميات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، لكن يبقى أن «مبارك» كان سعيداً بوجود الإخوان، والجماعة كانت سعيدة بإمامته العظمى للأدهمية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإمامة العظمى» لـ«الأدهمية» «الإمامة العظمى» لـ«الأدهمية»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon