توقيت القاهرة المحلي 19:18:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرور.. وقطع الطريق

  مصر اليوم -

المرور وقطع الطريق

بقلم: د. محمود خليل

موقف عجيب تعيشه دول العالم هذه الأيام مع فيروس كورونا.

فبعد فترة توافق فيها البشر جميعاً على فكرة «الإغلاق» كوسيلة وحيدة لمحاصرة الفيروس، انقسمت دول العالم إلى فريقين: الفريق الأول يتعامل مع الفيروس بشعار «دعه يعمل.. دعه يمر».. والفريق الثانى يرفع شعار «استمر فى قطع الطريق على الفيروس بالإغلاق».

الدول التى ترفع شعار «دعه يعمل.. دعه يمر»، يعلم أهلها أن الفيروس موجود، وأن حالات الإصابة متواترة، وأن الوفيات تسقط بفعل الفيروس يومياً، لكنهم آلوا على أنفسهم ألا يوقفوا عجلة الحياة مرة أخرى إلا فى حدود ضيقة للغاية.

المسئولون داخل بعض الدول صاحبة هذا الشعار لا يجدون غضاضة فى فتح الباب ما دام الناس يلتزمون بالإجراءات الاحترازية، رغم أن لهم تصريحات تنعى على المواطنين عدم الالتزام، ولدينا فى مصر نماذج عديدة على ذلك.

على الجهة الأخرى تظهر الدول التى ترفع شعار «استمر فى قطع الطريق على الفيروس»، ويتوقف مسئولوها أمام أى زيادة فى أعداد المصابين أو الوفيات، ويبادرون إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية.

فى الكويت على سبيل المثال تم فرض حظر التجول من الخامسة مساءً إلى الخامسة صباحاً لمدة شهر، بدءاً من 7 مارس الجارى، بسبب زيادة عدد الإصابات بالفيروس.

وفى ألمانيا تم تمديد الإغلاق المفروض بسبب «كورونا» إلى 28 مارس الجارى. وتوافقت أنجيلا ميركل مع مسئولى الولايات على أن يتم التحرر من إجراءات الإغلاق بسياسة الخطوة خطوة، تبعاً للحالة داخل كل ولاية، على أن تتم العودة إلى الإغلاق فوراً فى حالة زيادة الإصابات.

لا نستطيع أن نرجّح أسلوباً على أسلوب، أو شعاراً على شعار.. فكل دولة أعلم بظروفها، لكن التجربة تقول إن الاحتياط واجب.

ولو أننا نظرنا إلى دولة مثل البرازيل فسنجد أن أرقام الوفيات بـ«كورونا» بين مواطنيها سجلت أعلى منسوب لها على مدار اليومين الأخيرين، حيث وصلت إلى 1910 وفيات. وهى حصيلة يومية قياسية لعدد الوفيات منذ يوليو الماضى. ووصف معهد الصحة الحكومى الوضع هناك بـ«المقلق».

لعلك تذكر أن كبار المسئولين داخل البرازيل كانوا الأكثر استخفافاً بالفيروس عندما ضرب العالم أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020. وقتها صرح الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو بأنه لا يستطيع إغلاق البلاد بسبب الفيروس وأنه إذا فعل ذلك سيكون أشبه بمن يغلق مصنع سيارات لمجرد أن سيارة واجهت حادثة سير. وعندما ارتفعت أعداد الإصابات بالفيروس أواخر عام 2020 خرج الرئيس البرازيلى وقتها وخاطب شعبه قائلاً: «الجميع سيموت فى النهاية». المسئول الأول فى البرازيل كان معذوراً وهو يطلق هذه التصريحات، فالأوضاع الاقتصادية هناك لم تكن تحتمل الإغلاق، لكن المشكلة أن «بولسونارو» خرج على البرازيليين أوائل يناير الماضى معلناً أن «البرازيل مفلسة.. وليس هناك ما يمكننى القيام به»، وعزا الأزمة إلى هذا الفيروس الذى غذّاه الإعلام. فى هذه اللحظة بدأ «بولسونارو» يتمحك بالفيروس ويعلّق فى رقبته طوق الإفلاس.

بعد مرور شهرين على هذا الإعلان بلغت أعداد الوفيات بالفيروس رقماً قياسياً، ووصل عدد المصابين بالفيروس فى البرازيل إلى ما يقرب من 11 مليون مصاب، وعدد الوفيات ما يزيد على ربع مليون.

المسألة معقدة جداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرور وقطع الطريق المرور وقطع الطريق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon