توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرور.. وقطع الطريق

  مصر اليوم -

المرور وقطع الطريق

بقلم: د. محمود خليل

موقف عجيب تعيشه دول العالم هذه الأيام مع فيروس كورونا.

فبعد فترة توافق فيها البشر جميعاً على فكرة «الإغلاق» كوسيلة وحيدة لمحاصرة الفيروس، انقسمت دول العالم إلى فريقين: الفريق الأول يتعامل مع الفيروس بشعار «دعه يعمل.. دعه يمر».. والفريق الثانى يرفع شعار «استمر فى قطع الطريق على الفيروس بالإغلاق».

الدول التى ترفع شعار «دعه يعمل.. دعه يمر»، يعلم أهلها أن الفيروس موجود، وأن حالات الإصابة متواترة، وأن الوفيات تسقط بفعل الفيروس يومياً، لكنهم آلوا على أنفسهم ألا يوقفوا عجلة الحياة مرة أخرى إلا فى حدود ضيقة للغاية.

المسئولون داخل بعض الدول صاحبة هذا الشعار لا يجدون غضاضة فى فتح الباب ما دام الناس يلتزمون بالإجراءات الاحترازية، رغم أن لهم تصريحات تنعى على المواطنين عدم الالتزام، ولدينا فى مصر نماذج عديدة على ذلك.

على الجهة الأخرى تظهر الدول التى ترفع شعار «استمر فى قطع الطريق على الفيروس»، ويتوقف مسئولوها أمام أى زيادة فى أعداد المصابين أو الوفيات، ويبادرون إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية.

فى الكويت على سبيل المثال تم فرض حظر التجول من الخامسة مساءً إلى الخامسة صباحاً لمدة شهر، بدءاً من 7 مارس الجارى، بسبب زيادة عدد الإصابات بالفيروس.

وفى ألمانيا تم تمديد الإغلاق المفروض بسبب «كورونا» إلى 28 مارس الجارى. وتوافقت أنجيلا ميركل مع مسئولى الولايات على أن يتم التحرر من إجراءات الإغلاق بسياسة الخطوة خطوة، تبعاً للحالة داخل كل ولاية، على أن تتم العودة إلى الإغلاق فوراً فى حالة زيادة الإصابات.

لا نستطيع أن نرجّح أسلوباً على أسلوب، أو شعاراً على شعار.. فكل دولة أعلم بظروفها، لكن التجربة تقول إن الاحتياط واجب.

ولو أننا نظرنا إلى دولة مثل البرازيل فسنجد أن أرقام الوفيات بـ«كورونا» بين مواطنيها سجلت أعلى منسوب لها على مدار اليومين الأخيرين، حيث وصلت إلى 1910 وفيات. وهى حصيلة يومية قياسية لعدد الوفيات منذ يوليو الماضى. ووصف معهد الصحة الحكومى الوضع هناك بـ«المقلق».

لعلك تذكر أن كبار المسئولين داخل البرازيل كانوا الأكثر استخفافاً بالفيروس عندما ضرب العالم أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020. وقتها صرح الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو بأنه لا يستطيع إغلاق البلاد بسبب الفيروس وأنه إذا فعل ذلك سيكون أشبه بمن يغلق مصنع سيارات لمجرد أن سيارة واجهت حادثة سير. وعندما ارتفعت أعداد الإصابات بالفيروس أواخر عام 2020 خرج الرئيس البرازيلى وقتها وخاطب شعبه قائلاً: «الجميع سيموت فى النهاية». المسئول الأول فى البرازيل كان معذوراً وهو يطلق هذه التصريحات، فالأوضاع الاقتصادية هناك لم تكن تحتمل الإغلاق، لكن المشكلة أن «بولسونارو» خرج على البرازيليين أوائل يناير الماضى معلناً أن «البرازيل مفلسة.. وليس هناك ما يمكننى القيام به»، وعزا الأزمة إلى هذا الفيروس الذى غذّاه الإعلام. فى هذه اللحظة بدأ «بولسونارو» يتمحك بالفيروس ويعلّق فى رقبته طوق الإفلاس.

بعد مرور شهرين على هذا الإعلان بلغت أعداد الوفيات بالفيروس رقماً قياسياً، ووصل عدد المصابين بالفيروس فى البرازيل إلى ما يقرب من 11 مليون مصاب، وعدد الوفيات ما يزيد على ربع مليون.

المسألة معقدة جداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرور وقطع الطريق المرور وقطع الطريق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon