توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الفوريجى» وثقافة الرداءة

  مصر اليوم -

«الفوريجى» وثقافة الرداءة

بقلم - محمود خليل

الثقافة السائدة لدى المجموع تعد من أهم العوامل المؤثرة على جودة أو رداءة الأداء.. والأصل فيها هو «الفريجة والفوريجية»، وعذراً للتعبير.فى أحد مواسم عرض «مفيش مشكلة خالص» لمحمد صبحى، جاء على لسان الموظف المثالى: «تشتغل كتير تغلط كتير تترفد.. تشتغل نُص نُص تغلط نُص نُص تتجازى.. ما تشتغلش خالص ما تغلطش خالص تترقى».

ذلك هو فكر الموظف المثالى، فكثرة الشغل مجلبة للمشاكل، أما الإهمال والتسيب فقد يؤدى إلى التنقل على سلم الترقية بسلاسة، طبعاً لا تنتظر من أية مؤسسة يحكم «الشغيلة» فيها هذا الفكر أى أداء جيد، بل توقع منها كل ردىء.

الموظف المصرى متهم بأنه يرفع هذا الشعار، وهو اتهام لا يخلو من تعميم، لأن من بين الموظفين من يعمل فى بيئات غير مواتية، وبمرتبات لا تذكر، ورغم ذلك يؤدى على أكمل وجه، وقد يكون من المثالية بحيث لا يلتفت إلى الفرص التى يحظى بها من هم أقل منه إخلاصاً وأداءً، ويرضى بما قسم الله له، لكن يبقى أن الأغلبية ليست كذلك.فارتفاع حظوظ الموظف «الفوريجى» تدفع المخلصين إلى اتخاذ العديد من الخطوات إلى الوراء.

والموظف «الفوريجى» يعتمد على «التنطيط» بين مكاتب القيادات، ويكتفى بدور «المشهلاتى» القادر على ترجمة أحلام القيادة إلى واقع عملى، ويلاغى ويكادى هذا وذاك، وليس مهماً بعد ذلك أن يعمل أو ينتج أو يضيف، لأن مؤهلات «الفريجة» تساعده على الصعود الوظيفى بصورة أفضل وأوقع.الثقافة الوظيفية التى لا تحتكم إلى مبدأ «الثواب والعقاب»، وتميل إلى اعتماد «الفريجة» كمنهجية عمل، هى الأصل فى انتشار الرداءة.

فالمحسن لا يجد جزاءً لإحسانه، بل قد يقابل الكثير من العنت. فمن يعمل بإخلاص لا يكافأ، بل تُلقى عليه المزيد من الأعباء، لا لشىء إلا لأنه «شغال». ومن يكسل ويهمل يبتعد رؤساؤه عن تكليفه بأية أعمال، دون أى عقاب.فى الواقع الذى تسوده هذه «الفريجة» يتم توجيه نصيحة إلى الكفء أو صاحب القدرات اللامعة بألا يظهر قدراته داخل البيئة التى يعمل فيها، لأن ذلك قد يتسبب له فى مشكلات لا يستطيع تحملها. من منطلق أن ثقافة الرداءة ترتكز على ركن العملات الجيدة على الرف، والدفع بالعملات الرديئة إلى الأمام. فمجتمعات الرداءة طاردة للمبدعين، إنها تريد فقط الشغيلة الذين يسلقون، وليس من يبدع ويجيد.

المبدع داخل المجتمعات الرديئة قد يعاقب على إبداعه، ويدعو للأسى على هذه المجتمعات أن تجد المطلوب من المتميز أن يقدم نفسه فى مجال عمله كشخص جاهل أو ساذج، حتى لا يثير حنق الرؤساء عليه، لأنهم ميالون إلى توظيف من هم أقل، وماذا يمكن أن ننتظر من مسئول ردىء فى مكان إلا أن يكون ميالاً إلى الاستعانة بمن هو أردأ منه؟!

هذه الثقافة لا بد أن تتخلص منها المجتمعات التى تريد الخروج من دائرة السوء، بحيث تعتمد ثقافة جديدة، أساسها الاحتكام إلى مبدأ الثواب والعقاب، والدفع بالمجيدين إلى الأمام، ومنح المبدعين كل فرص التنفس والتمدد داخل مجالات عملهم، حتى يتمكنوا من محاصرة الرداءة التى يتنفس «الفوريجية» هواءها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الفوريجى» وثقافة الرداءة «الفوريجى» وثقافة الرداءة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon