توقيت القاهرة المحلي 21:03:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أدهم» يبحث عن «مخلص»

  مصر اليوم -

«أدهم» يبحث عن «مخلص»

بقلم: د. محمود خليل

المشهد شديد الارتباك الذى ضرب مصر بعد خروج الحملة الفرنسية سبب انزعاجاً شديداً لـ«آدم المصرى». فأول والٍ اعتلى السلطة بعد خروج الفرنسيين (خسرو باشا) لم يمكث فى الحكم أكثر من عام، ثم لاذ بدمياط هرباً من المشكلات الاقتصادية التى وجد نفسه عاجزاً عن حلها، وتولى السلطة من بعده طاهر باشا ولم يدُم حكمه أكثر من 26 يوماً، انتهت بقطع رأسه على يد اثنين من الانكشارية، أما على باشا الجزايرلى الذى تولى الحكم بعد «طاهر» فقد استدرجه المملوك عثمان البرديسى وقتله، ليثب على ولاية مصر من بعده خورشيد باشا. وقد بالغ الأخير فى الضغط على الرعية بالفرض والمغارم، والسلب والنهب والمطاردة، وإزهاق الأرواح.

أمام هذا الانزعاج لم يجد «أدهم المصرى» مفراً من التحرك وترك التمدد على الأرائك والأسرَّة وفوق الأرض. أدرك أن مشكلته الجوهرية تتحدد فى ترك المشهد لأمراء المماليك والترك والأرنؤوط ليقرروا مصيره، وأن الحل أن يتدخل هو كفاعل ليقرر مصيره بيدَيه. وكانت المفاجأة. فى زمن «خورشيد» هرع الأهالى إلى المشايخ -وعلى رأسهم نقيب الأشراف عمر مكرم- والتفوا حولهم ووضعوا أنفسهم تحت إمرتهم حتى يضعوا حداً لحالة السوء التى وصلت إليها البلاد والعباد. فى هذا التوقيت كان الضابط الألبانى محمد على يعرب عن أسفه وحزنه للحال التى وصل إليها الأهالى، والظلم الذى يتعرضون له من جميع الأطراف المتصارعة على الحكم فى البلاد. وأمام هذا العطف والتعاطف كان من الطبيعى أن تشير الأصابع إلى الرجل كوالٍ مثالى للبلاد يستطيع أن يُقيل عثرتها ويحقق لـ«أدهم المصرى» حلمه القديم المتجدد فى «الحديقة والناى». ولست بحاجة إلى سرد تفاصيل تعرفها عن الكيفية التى تولى بها محمد على الحكم والدور الذى لعبه الأهالى فى حمايته، والدفاع عنه ضد محاولات الباب العالى الإطاحة به وتعيينه والياً على أى بقعة أخرى غير الأرض المصرية.

تسلم محمد على البلاد فى وقت كانت أوضاع الشعب فيه يرثى لها، وكان خلافاً لغيره من الولاة الذين سبقوه يمتلك رؤية لشكل مصر التى يحلم بها، ومشروعاً يحدد أدوارها فى المنطقة، وأدوات تمكنه من الوصول إلى هدفه، لكن حسبة الرعية من المصريين حينذاك كانت بعيدة كل البعد عما يجول فى رأس محمد على، فقد كان تركز حلمها فى والٍ عادل يقلل المغارم والضرائب المفروضة عليهم ويقيم الأمن فى البلاد ويمنع عمليات السلب والنهب الممنهج التى يمارسها أمراء المماليك عليهم. ذلك هو الحلم الذى كان يسيطر على عقل وخيال «أدهم المصرى» بعد أن ذاق الأمرَّين طيلة أربع سنوات تفصل بين خروج الحملة الفرنسية وولاية محمد على، وتراكمت ظروف أدت إلى حرمانه من تحقيق الرزق الذى يساعده على الخلود إلى الراحة والتمتع بالحمامات العمومية والجلوس على المقاهى والتدخين، أو تمنعه من الحياة الحقيقية كما سمَّاها أدهم بطل الحكاية الأولى فى رواية «أولاد حارتنا»، حياة الاسترخاء والتمدد على عشب الحديقة وسماع الناى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أدهم» يبحث عن «مخلص» «أدهم» يبحث عن «مخلص»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon