توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النظام والفوضى

  مصر اليوم -

النظام والفوضى

بقلم: د. محمود خليل

على مدار 3 سنوات هى كل تاريخ الحملة الفرنسية على مصر ظل أهل المحروسة يحنون إلى العهد السابق لها، أسباب كثيرة كانت تدفعهم إلى ذلك، نتناول منها ما يخص حديثنا عن «أدهم المصرى» ويتعلق بـ«إدخال النظام على حياة فوضوية». فى البيت الكبير -كما يصف نجيب محفوظ- عاش «أدهم» حياة يفعل فيها ما يحلو له، ينام ويستيقظ حين يريد، يلهو ويلعب وقتما يحب، يتمدد على ظهره فى الحديقة الغنَّاء حين تهفو نفسه، يعزف الناى لحظة ما تريد روحه الانتشاء بالنغم. إنها حياة الفراغ التى تخلو من المسئولية التى راقت قطاعاً لا بأس به من المصريين خلال القرن الثامن عشر، حين كانوا يعملون وقتما يشعرون بالحاجة إلى العمل، ويسترخون ويتمددون ويجلسون على المقاهى ويلعبون النرد والشطرنج ويحتسون القهوة ويدخنون ويتعاطون ما تيسر لهم من صنوف المخدرات حين يرغبون.

أوجد الفرنسيون العديد من النظم والعادات الجديدة فى حياة المصريين، مثل النظم الصحية لمواجهة الأمراض المتوطنة خصوصاً الدوسنتاريا والطاعون، أو الإحصاءات السكانية وتسجيل السكان، أو تخطيط الطرق وغير ذلك. هذه النظم الجديدة شكلت نوعاً من الإزعاج للمواطن المصرى وأوجدت أدواراً للحكومة فى حياته لم تكن قائمة قبل ذلك. وقد امتازت الحكومات التى سبقت الفرنسيين بقدر أقل من التدخل فى حياة المواطن، كما يذهب محمد شفيق غربال فى كتابه «محمد على الكبير» ويضيف: «فلا ينبغى إذن أن ننتظر أن يرحب المصريون عام 1798 بالتدخل الحكومى وما يصحبه من النظم الدقيقة، ولا يعدوها ضماناً لحقوقهم، فكرهوا ضبط الدفاتر واعتبروه اشتطاطاً فى الطلب، ولم يروا فيما اتخذته الحكومة من الوسائل لمنع الأمراض إلا استبداداً لا يطاق وفضولاً لا يفهم».

فى سياق ذلك، كان من الطبيعى أن يبتهج «أدهم المصرى» بخروج الفرنسيين من دياره، فناهيك عن أنه تخلص من المحتل، فقد عاد إلى سيرته الأولى وتخلص من عبء النظم التى حاول الفرنسيون فرضها عليه، استقبل الرجال النبأ بالطبول والزمور، والنسوة بالزغاريد، كما يحكى «الجبرتى»، ويضيف: «وفى يوم الأربعاء ارتحل الفرنساوية وأخلوا قصر العينى والروضة والجيزة، فكانت مدة الفرنساوية وتحكمهم فى الديار المصرية ثلاث سنوات وواحداً وعشرين يوماً فإنهم ملكوا البر يوم السبت تاسع عشر صفر سنة 1213هـ، وكان انتقالهم ونزولهم من القلاع وخلو المدينة منهم وانخلاعهم عن التصرف والتحكم ليلة الجمعة الحادى والعشرين من شهر صفر سمة 1216هـ. فسبحان من لا يزول ملكه ولا يتحول سلطانه».

لكن «أدهم المصرى» لم يهنأ بحالة الفوضى التى ضربت مصر خلال الفترة من 1801-1805، إذ أدت حالة الاضطراب الأمنى والاقتصادى إلى خلق فجوة بين حنينه إلى الراحة والواقع المرهق الذى بات يعيش فى ظلاله بسبب ممارسات المماليك والعثمانلية، لكنه لم يكن يدرى أن القدر يخبئ له تحدياً نظامياً جديداً مع الوالى محمد على الذى أصعده الشعب المصرى إلى الحكم بيده وفرضه فرضاً على السلطنة.

التكتيك الإيرانى يواجه الجدول الزمنى الأمريكى للضغوط الاقتصادية بجدول زمنى مضاد برفع معدلات التخصيب وتجاوز ما جاء فى الاتفاقية النووية.

إذا وصلت لعبة التصعيد الإيرانية إلى نقطة الخطر الحمراء سوف تكون طهران قد قدمت لترامب والدول الموقعة على الاتفاقية النووية والعالم مبرراً للتدخل العسكرى! إنها لعبة شديدة الخطورة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظام والفوضى النظام والفوضى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon