توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من «الشورى» إلى «القدرية»من «الشورى» إلى «القدرية»

  مصر اليوم -

من «الشورى» إلى «القدرية»من «الشورى» إلى «القدرية»

بقلم: د. محمود خليل

«معاوية» كان رجل سياسة يعرف كيف يورط عليّاً، ويفهم متى يلعب بورقة الشورى، ومتى يلقى بها فى أقرب سلة مهملات. «معاوية» هو الذى وضع القاعدة التى تذهب إلى أن «الشورى لعبة المعارضة.. والاستفراد بالحكم لعبة الخليفة» فى تاريخ الحكم الإسلامى، لذلك تجده قد ناور بورقة الشورى وحق المسلمين فى اختيار من يرضون لحكمهم فى صراعه مع على بن أبى طالب. يظهر ذلك فى تلك الرسالة التى بعث بها إلى علىّ.

يقول «ابن الأثير» فى تاريخه: «بعث معاوية إلى علىّ حبيب بن مسلمة الفهرى وشرحبيل بن السمط ومعن بن يزيد بن الأخنس، فدخلوا عليه، فحمد الله حبيبٌ وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإن عثمان كان خليفة مهدياً يعمل بكتاب الله وينيب أمره إليه، فاستثقلتم حياته واستبطأتم وفاته فعدوتم عليه فقتلتموه، فادفع إلينا قتلة عثمان إن زعمت أنك لم تقتله نقتلهم به، ثم اعتزل أمر الناس فيكون أمرهم شورى بينهم، يولونه من أجمعوا عليه. فقال له علىّ: ما أنت لا أم لك والعزل وهذا الأمر؟ اسكت فإنك لست هناك ولا بأهل له».

كان على بن أبى طالب يؤدى كحاكم بيده أمر التولية والعزل، فى حين تعامل «معاوية» كرجل سياسة يفهم كيف يناور على خصمه، ويعرف التوقيت الأمثل الذى يمكنه فيه اللعب بورقة الشورى. الأحداث التى تلاحقت بعد الرسالة السابقة تؤكد نجاح «معاوية» الذى ما انفك يتحدث عن الشورى وحق المسلمين فى اختيار من يحكمهم، حتى إذا وصل إلى الحكم، نحّى هذه المسألة جانباً، وأخذ البيعة لولده «يزيد» من بعده والسيف على رقاب العباد، بلا شورى ولا يحزنون!. وقد أضاف يزيد بن معاوية مفهوماً بديلاً للشورى حين أصبح خليفة، وهو مفهوم «قدرية الحكم» وأن الوصول إلى الحكم يحدث بأقدار الله، وليس بإرادة البشر أو أفضلية بعضهم على بعض. ويمكننا أن نستدل على ذلك مما يحكيه «ابن كثير»، وهو من كبار مؤيدى نظرية «قدرية الحكم»، ويرى أن المُلك يصل إلى صاحبه بأمر الله، وينزع منه بأمر الله أيضاً. يقول صاحب «البداية والنهاية»: «وقيل إن يزيد لما رأى رأس الحسين، قال أتدرون من أين أُتى ابن فاطمة؟ وما الحامل له على ما فعل؟ وما الذى أوقعه فيما وقع فيه؟، قالوا: لا!، قال: يزعم أن أباه خير من أبى، وأمه فاطمة، بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خير من أمى، وجده رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خير من جدى، وأنه خير منى وأحق بهذا الأمر منى، فأما قوله أبوه خير من أبى فقد حاج أبى أباه إلى الله عز وجل، وعلم الناس أيهما حُكم له، وأما قوله أمه خير من أمى فلعمرى إن فاطمة بنت رسول الله خير من أمى، وأما قوله جده رسول الله خير من جدى، فلعمرى ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يرى أن لرسول الله فينا عدلاً ولا نداً، ولكنه إنما أتى من قلة فقهه، لم يقرأ: (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء)».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «الشورى» إلى «القدرية»من «الشورى» إلى «القدرية» من «الشورى» إلى «القدرية»من «الشورى» إلى «القدرية»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon