توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عَالِم الغلابة

  مصر اليوم -

عَالِم الغلابة

بقلم: د. محمود خليل

الدكتور محمد مشالى، الملقب بـ«طبيب الغلابة» تحول إلى نجم من نجوم الإعلام والتواصل الاجتماعى. الرجل تبدو عليه أمارات الطيبة والإخلاص لما يؤمن به، والاحتفاء به يبدو أمراً طبيعياً بحكم النموذج الفريد الذى يقدمه. فمنذ أن قرأنا أو سمعنا عن حكايات الدكتور أنور المفتى وعطائه غير المحدود للمريض المصرى لم نسمع بتجارب شبيهة، حتى برز على الساحة نموذج الدكتور محمد مشالى. فسعر الكشف عنده لا يزيد على 10 جنيهات، وهو رقم زهيد للغاية قياساً إلى أسعار غيره من الأطباء، بمن فى ذلك الأطباء محدودو الشهرة أو الكفاءة. يكتفى «مشالى» بالكشف ووصف الدواء للغلبان، ثم يذهب المريض بعد ذلك إلى الصيدلية ويشتريه. من الحكايات التى كانت تروى عن الدكتور «المفتى» رحمه الله أنه كان يعيد ثمن «الفيزيتا» للمريض الذى يشعر أنه رقيق الحال، ويدفع من جيبه ثمن الدواء للمريض الذى يشعر أنه لا يملك ثمن العلاج. وقد كان الدكتور المفتى رحمه الله طبيباً شهيراً يعاود أكبر المسئولين داخل البلاد، لكنه كان يصر على مواصلة رسالته فى علاج الفقراء حتى ولو أتى ذلك عبر الإنفاق عليهم.

الدكتور محمد مشالى يتواضع فى الثمن الذى يتحصل عليه مقابل الكشف على المريض، وهو أمر يشهد على حسن خلقه وطيب معدنه، لكن علة المريض ليست فى التشخيص وفقط، بل تمتد إلى ثمن الدواء، وقد تكون المشكلة الأهون -بالنسبة لكثيرين- هى التشخيص ووصف العلاج، أما الأزمة الحقيقية فتظهر عند دفع ثمن العلاج، خصوصاً أن هذا الثمن يغلو يوماً بعد يوم، وهو شديد الحساسية لأى متغيرات تطرأ على الأسواق بصفة عامة. طبيب مثل الدكتور «مشالى» يفعل ما عليه، لكن ثمة أطرافاً أخرى لا بد أن تقوم بأدوار تتكامل مع دوره، لأن «طبيب الغلابة» ليس وحده الحل، وهناك أشياء أخرى لا تقل أهمية عن دقة التشخيص، مثل مصاريف التحاليل والأشعات و«مصاريف العلاج» وغير ذلك. وهى مصاريف يتواضع أمامها سعر الكشف لدى الطبيب مهما علا أو غلا. ولعلك تتفق معى أن التشخيصات العامة السريعة أحياناً ما يقوم بها الصيدلى بعد وصف الأعراض له، ما يعنى أن التشخيص فى الأمراض المعتادة غير مكلف، قد يقول قائل ولماذا لا يجتهد أهل الخير فيفعلون مثلما يفعل الدكتور «مشالى» ويعينون غيرهم على توفير الدواء؟. دعوة فى محلها بالطبع، لكن يبقى أن الاجتهادات الفردية قد تحل مشكلة فرد أو اثنين أو عشرة أو مائة، لكنها لا تحل مشكلة المجموع.

لقد أطلقت الحكومة أواخر العام الماضى مشروع التأمين الصحى الشامل، وهو مشروع يتكون من 6 مراحل، ينتهى آخرها فى عام 2032. والمفترض أن تنتهى المرحلة الأولى منه (تشمل 5 محافظات) أواخر العام الحالى، ومن الواجب أن تخضع لتقييم دقيق. فهذا التقييم سيمنحنا مؤشراً على المسارات الأكثر واقعية التى يجب أن تتخذها المراحل التالية، وسيحفظ كرامة المواطن وحقه فى العلاج، بعيداً عن تنازلات وعطايا الخيرين.. وأحاديث الغلابة والمساكين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عَالِم الغلابة عَالِم الغلابة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon