توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته»

  مصر اليوم -

أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته»

بقلم: د. محمود خليل

بعد الانفصال عن الأسرة، يبدأ العضو فى الانفصال عن المؤسسة التعليمية، تمهيداً للانفصال الكامل عن المجتمع وفكرة الوطن. وربما تناقضت مسألة انفصال الإخوان عن المؤسسة التعليمية مع عدد الأطباء والمهندسين المنتمين إلى جماعة الإخوان، ما يشهد على كفاءتهم الدراسية، وسوف أوضح لك سر هذا التناقض فى ما بعد. لكن فى سياق ما نتناوله الآن، نستطيع القول إن العضو الداخل إلى الجماعة كان ينخرط -خلال فترة السبعينات وحتى الآن- فى ما يشبه المدرسة التى تشتمل على مقررات تعليمية ومعلمين وأساليب تقويم، وساحة التعليم ليست الفصل، بل «الجلسة»، حيث تدرس المقررات التنظيمية المطلوب من العضو الإلمام بها. وثمة مجموعة محدّدة من الكتابات يتم تناولها داخل الجلسات، من بينها كتابات فتحى يكن، وهو كاتب لبنانى، ومن أبرز كتبه: «ماذا يعنى انتمائى للإسلام؟»، وكتب «سعيد حوى»، وهو كاتب سورى إخوانى معروف، وأبرزها كتب الأصول (الله - الرسول - الإسلام)، بالإضافة إلى كتابه «جند الله ثقافة وأخلاقاً».

وأبرز ما يستوقف المستعرض لهذه الكتب أنها مكتوبة بأقلام غير مصرية، تجد ذلك واضحاً فى النماذج السابقة، وفى مؤلفات الهندى أبوالحسن الندوى، وأبرزها كتاب «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟»، والباكستانى أبوالأعلى المودودى، وأبرزها كتاب «المصطلحات الأربعة»، واللبنانى شكيب أرسلان، وأهمها كتاب «لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟». وكل هذه الكتب وغيرها تعكس سياقات المجتمعات التى عاش فيها كتابها. والهدف من ذلك يتحدّد فى ترسيخ مفهوم الأمة داخل العضو، وإعلائه على مفهوم الدولة الوطنية.

وعادة ما يستغل المسئولون داخل الجماعة سمة «فهم الإسلام بأقلام غير مصرية»، لتأكيد عدم وجود حدود فاصلة بين الدول والمجتمعات الإسلامية، وأن المسلمين نسيج واحد مترابط، وأن هذه الحدود هى اختراع استعمارى بحت استهدف تفتيت العالم الإسلامى، بعد أن ظل قروناً طويلة يعيش تحت راية الخلافة، وأنه لا يوجد شىء اسمه مسلم مصرى، ومسلم صينى، ومسلم سورى، ومسلم أمريكى. فكل مسلم مهما بعدت المسافة هو أقرب للعضو من غير المسلم، مهما قربت المسافات بينهما، وأن رسالة الجماعة هى أن تؤسس الأسرة المسلمة، ومن الأسرة المسلمة يتشكل المجتمع المسلم، ثم الدولة الإسلامية، ثم الخلافة التى تجمع المسلمين فى العالم تحت مظلة واحدة، ثم أستاذية العالم!.

ومن اللافت أن جماعة الإخوان تسعى إلى النفى الممنهج لفكرة «الوطنية المصرية» داخل عقل ونفس وتكوين من ينخرط فى عضويتها. وقد كان هذا الأمر محسوماً منذ اللحظة التى أطلق فيها الأستاذ حسن البنا وصف «المسلمين» على «إخوانه»، فسمى جماعته «الإخوان المسلمين»، ليستبعد كل مصرى غير مسلم من دائرته، بالإضافة بالطبع إلى المسلمين غير المؤمنين بتصور الجماعة وفهمها الخاص للإسلام. وقد بلور الأستاذ «سيد قطب» هذا الأمر بصورة صريحة فى عبارته الشهيرة «جنسية المسلم عقيدته»، إذ كان يرى أن فكرة الجنسية المصرية، لا تنهض أمام الرابطة الإسلامية القائمة على أساس الدين. وهى مقولة شديدة الغرابة لا تستطيع أن تجد لها صدى فى سيرة وحياة النبى، صلى الله عليه وسلم، الذى كان يؤمن بفكرة الانتماء إلى الأرض التى أنبتته (مكة)، ويرى أن «حب الوطن من الإيمان»، يضاف إلى ذلك أن هذه الفكرة لا يمكن أن تظفر بتفسير لها فى تاريخ الوطنية المصرية التى تستوعب أن مصر يصعب أن تذوب فى كيان أكبر، لأنها كيان كبير بطبيعته، وحتى فى الثقافة الشعبية التى تؤمن بأن «مصر أم الدنيا»، وأن أى وافد عليها يمكن أن يذوب فيها، أما هى فتستعصى على الذوبان فى أى كيان، لأنها ببساطة كيان مستقل بذاته، أو قُل بالتعبير الشهير للأستاذ عباس العقاد: «نسيج وحدها»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته» أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 23:00 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بشراء الملابس

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:18 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

أشهر مميزات وعيوب مواليد برج العذراء

GMT 23:49 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon