توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الأداهم» والنصر القريب

  مصر اليوم -

«الأداهم» والنصر القريب

بقلم : د. محمود خليل

عاش الأداهم -خصوصاً من الشباب- أحاسيس مريرة خلال السنوات الثلاث الأولى من حكم «السادات»، تختلط فيها المعاناة المعيشية التى تكويهم بنارها، وليس أمامهم سوى الصبر عليها، احتراماً لحالة الحرب التى تستعد لها الأدهمية، بأحاسيس الحسرة على القرار السيادى المؤجل بالتحرّك لاسترداد الأرض الضائعة. كان «السادات» نفسه مضطراً لتأجيل القرار حتى يحسن الترتيب للخطوة الأهم التى ستُحدد مستقبل مصر، سواء على مستوى التخطيط أو التدريب أو التسليح أو التنسيق الإقليمى والدولى، فلما حان الحين اتخذ قرار العبور. تحفّظ «الأداهم» فى البداية وهم يستمعون إلى البيانات العسكرية التى يبثها الراديو والتليفزيون، بعد تجربتهم المحبطة مع إعلام 1967، لكن الأمور بدأت فى الاختلاف بعد أن بدأت عدسات التليفزيون وكاميرات الصحف تنقل صور طوابير الأسرى الإسرائيليين، فخرجوا يرفعون الصفحات التى تحمل هذه الصور فى أيديهم، ولصقوها على الحوائط والفتارين، ولكنّ إحساساً بالخوف لم يشأ أن يغادر قلوبهم. فالتجربة علمت «الأداهم» ألا يفرحوا فرحة كاملة، لأن عملهم يأتى منقوصاً فى بعض الأحوال.

بعد عدة أيام من الانتصارات، وقعت واقعة ثغرة الدفرسوار، وارتبكت الأمور بعض الشىء، قاوم جيشنا وأهالى السويس جنود العدو ببسالة، وحوصر الجيش الثانى بالقوات الصهيونية التى قامت بعملية العبور الارتدادى بقيادة السفاح «شارون». هدأت الأمور بعض الشىء بعد وقف إطلاق النار واستمرار الحال على ما هى عليه، لكن القلق كان يعتصر الأداهم نتيجة وجود أبناء لهم فى «الحصار». كانت الكلمة الأخيرة هى الأكثر شيوعاً على ألسنة الأداهم والموضوع الأكثر طرحاً فى أحاديثهم. آباء وأمهات يحلمون بعودة الأبناء، وزوجة تنتظر زوجها، وطفل ينتظر أباه، وخطيبة تنتظر خطيبها، ومحبة تنتظر حبيبها. قصص كثيرة كانت تتسكع على ألسنة الأداهم خلال فترة الحصار تحولت إلى حكاوى لا تنتهى عن صدمات تعرّض لها العائدون من الحصار نتيجة هروب خطيبة أو حبيبة أو زوجة إلى عش آخر بعد أن طال الانتظار، ولم يكن بمقدور أحد فى حينها تحديد مساحات الدقة والمبالغة فى هذه القصص، لكن فى كل الأحوال كانت فرحة المصريين بالنصر تغطى على أى حكاوى.

هدأت الأمور بعد مفاوضات الكيلو 101 الأولى والثانية وبدء التحضير لمؤتمر جنيف للسلام، وظهر وزير الخارجية هنرى كيسنجر على مسرح الأحداث، وقام بجولات مكوكية بين الطرفين المصرى والإسرائيلى للوصول إلى سلام بين الطرفين، ثم كانت زيارة الرئيس الأمريكى «نيكسون» إلى مصر عام 1974، وهى الزيارة التى قابلها «السادات» بحفاوة بالغة، وأخرج لها مسيرات شعبية نظمها رجال حكمه للترحيب بالزائر الفريد من نوعه، بعد سنوات طويلة قضاها «الأداهم» يتأفّفون من أمريكا والأمريكان رعاة الإمبريالية والدولة الصهيونية التوسّعية.

لم يتبنَّ الأداهم رأياً مشتركاً فى ما يتعلق بالخطوات والأحداث المدهشة التى خطط لها الرئيس «السادات»، فقد رحب الكبار كالعادة بما يحدث، لأنهم كانوا أميل إلى الهدوء والاستقرار بعد سنوات طويلة من الصراع مع العدو الصهيونى، أما الشباب من أبناء الجيل الذى تربّى فى أحضان التجربة الناصرية فى الستينات، فقد كان لهم رأى آخر، فقد نظروا إلى «السادات» كخصم لدود لميراث «عبدالناصر»، وأنه ينقلب على الدولة الناصرية وتوجّهاتها، وتعجّب بعضهم من أن يقترن حدث النصر على إسرائيل بـ«السادات»، وأن تقترن الهزيمة باسم «عبدالناصر»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الأداهم» والنصر القريب «الأداهم» والنصر القريب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon