توقيت القاهرة المحلي 07:44:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أداء غير مقنع

  مصر اليوم -

أداء غير مقنع

بقلم: د. محمود خليل

أحياناً ما يثير الشخص القلق لدى الناس من حيث أراد أن يطمئنهم. حدث ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى نظمته وزيرة الصحة أمس الأول، لطمأنة الناس حول ما تناثر على مواقع التواصل الاجتماعى من شائعات حول «فيروس كورونا». فقد ذكرت الوزيرة أن الوزارة تعاملت مع 1443 حالة اشتباه، وبالتحليل لم يثبت وجود الفيروس إلا لدى شخص واحد، لكن دون وجود أعراض، وقد ثبتت سلبية الشخص نفسه عند إجراء تحليل جديد بعد 48 ساعة.

المؤشر الأساسى لكفاءة أى مؤتمر صحفى يعقده وزير مختص يتحدّد فى قدرته على إطفاء الشائعات ووقف دائرة تداول المعلومات غير الدقيقة على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى الأحاديث اليومية للناس. عقب المؤتمر الصحفى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى وتكاثرت التدوينات والتعليقات حول بعض ما ذكرته وزيرة الصحة فى المؤتمر. وكان هناك تركيز على رقم الـ(1443 مشتبهاً). وسبب ذلك أن الوزيرة ألقته دون أى توضيحات لجنسيات هؤلاء، ولو كان بعضهم مصريين هل كانوا قادمين من دول معينة؟، ولماذا تم الاشتباه فى هؤلاء دون غيرهم؟، وهل لا يوجد مشتبه فيه من خارجهم، يعنى أشخاصاً آخرين خالطوهم؟. ثم حكاية الشخص الإيجابى الذى تحول بعد 48 ساعة إلى سلبى ثم تم عزله. هل العكس أيضاً صحيح، بمعنى أن يكون الفيروس كامناً، فيثبت التحليل سلبيته، لكن لو أجرى له تحليل بعد 48 ساعة قد يأتى إيجابياً لا سمح الله؟.

كان على الوزيرة أن تتفهّم أولاً الأسئلة التى دعت الناس إلى القلق والتساؤل، ثم تحاول الإجابة عنها. أول هذه الأسئلة يتعلق بما أعلنته بعض الدول مثل فرنسا عن وصول حالات لمواطنين قضوا بضعة أيام أو ساعات فى مصر خلال الفترة الأخيرة، وعند عودتهم اكتشفت إصابتهم بالفيروس، كان يجب على الوزيرة أن توضح بالبيانات الدقيقة خريطة تحركات هؤلاء إلى دول أخرى -غير مصر- من المحتمل أن يكونوا قد أصيبوا فيها. ربما ردّت الوزيرة أو ردّ البعض عنها بأن بيان منظمة الصحة العالمية حول هذا الموضوع لمّح إلى أن القادمين من مصر مروا على دول أخرى غيرها. وهذا الكلام مردود عليه بسؤال: ولماذا لم يتم اكتشاف هذه الحالات فى مصر؟ وأين إجراءات الحجر الصحى؟. وهل هناك علاقة بين هذه الحالات التى كشفت عنها دول أخرى ورقم الـ1443 مشتبهاً؟. كلام كثير متداول على مواقع التواصل يتهم «الصحة» وجهات الحجر الصحى بعدم امتلاك الأدوات التى تمكنها من الكشف عن الفيروس بسهولة. هذا الجانب كان من الضرورى أن تنشغل الوزيرة بتصحيحه خلال المؤتمر، لتفيد الرأى العام بما يطمئنه من معلومات حول توافر هذه الأدوات اللازمة فى المواجهة.

كان على وزيرة الصحة أن تتفهّم أمرين آخرين وهى تحاول تسكين قلق الناس: أولهما أن الناس تقرأ التقارير الإعلامية التى تتحدث حول ظهور الفيروس فى دول كثيرة قريبة منا، وأن الصين لم تعد الدولة الوحيدة المصدّرة له، بل هناك دول عديدة أخرى دخلت الدائرة، وبعض مواطنيها يأتون إلى مصر، كل هذه المعلومات تثير قلق الناس وتجعلهم نهباً للشائعات. أيضاً تابع الكثيرون التقارير التى أشارت إلى أن الصين كانت أول من نبّه إلى حالة لأحد مواطنيها كانت تحمل الفيروس أثناء وجودها فى مصر. كل هذه المعلومات كانت تفد إلى المواطن من الخارج وليس من وزارة الصحة المسئولة عنه، وهذا كفيل بإيجاد شلال من الشائعات. بصراحة الأداء غير مقنع!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أداء غير مقنع أداء غير مقنع



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon