توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شرعية «الصندوق».. وشرعية «الشارع»

  مصر اليوم -

شرعية «الصندوق» وشرعية «الشارع»

بقلم: د. محمود خليل

تمت الانتخابات الرئاسية فى الجزائر وفاز بها «عبدالمجيد تبون»، وحصل على ما يقرب من 58% من أصوات الناخبين. رسمياً أعلنت الجهات المسئولة فى الجزائر أن نسبة المشاركة فى الانتخابات بلغت 40% ممن لهم حق التصويت. وبهذه النتيجة يكون «تبون» قد حصل على «شرعية الصندوق»، لكنها وحدها لا تكفى. فمن يتابع المشهد فى الجزائر يدرك أن ثمة شرعية أخرى أصبح لزاماً عليه أن يسعى لتحصيلها، وهى «شرعية الشارع» أو الشرعية الشعبية، سمها ما شئت.

شرعية الشارع هى الهم الأكبر الذى يواجه أى رئيس جديد داخل أى دولة. فالتجربة العربية تقول إن شرعية الصندوق وحدها لم تعد تكفى، وإنها مجرد «هم أصغر» يلف الساعين إلى كراسى الرئاسة حتى يفوز أحدهم بها، ليواجه بعد ذلك «الهم الأكبر». الشارع الجزائرى منتفض منذ أكثر من عام، بعد أن أبى على نفسه أن تحكمه «صورة» لرئيس يمثل مجرد واجهة تتخفى وراءها مجموعة من المنتفعين والفاسدين الذين تسببوا فى إرباك المشهد الاقتصادى والسياسى فى الجزائر بصورة غير مسبوقة. عام كامل والشعب الجزائرى دائب على التظاهر، صابر على المطالبة بتغيير مجمل المشهد «البوتفليقى» والتخلص من كل رموز النظام السابق. يوم الخميس الماضى -الذى أجريت فيه الانتخابات الرئاسية- واصل قطاع من الجزائريين التظاهر، وعزف عن المشاركة، وظهرت بعض المقار الانتخابية خاوية على عروشها، ونقلت كاميرات القنوات الإخبارية مشاهد عديدة تؤكد عدم اكتراث المتظاهرين بالانتخابات. هذا الشارع سيواجهه «تبون» منذ اللحظة الأولى لتسلمه الحكم، وسيصبح مطالباً بتهدئته وتبريده سعياً للحصول على رضائه، وتمهيداً لتثبيت أقدامه فى حكم البلاد.

ولكى يواجه «تبون» التحدى ويحقق «شرعية الشارع» لا بد بداية أن يثبت للمتظاهرين الذين احتشدوا منذ إعلان فوزه بالرئاسة معلنين رفضهم له أنه ورغم انتمائه إلى النظام السابق، فإنه يملك تفكيراً مختلفاً ورؤية مخالفة، خصوصاً أنه مناضل سابق. عليه أن يتحرك بسرعة ويجرى محاكمات جادة لرموز الفساد فى عصر بوتفليقة. عليه أيضاً أن يسعى -وهو رجل اقتصاد ومالية- إلى تنشيط الاقتصاد الجزائرى وإحداث تغيير شامل فيما يتعلق بعدالة توزيع ثروات البلاد بحيث يستفيد منها المواطن. وإصرار المتظاهرين على مواصلة الاحتجاج -دون كلل أو ملل- لمدة عام يؤكد أن الشارع يرفض أى طرح تلفيقى يمكّن النظام القديم من خداع الشعب ليبقى فى سدة الحكم ولو من وراء حجاب. الشعب الجزائرى يريد صياغة عقد اجتماعى جديد بشروط واضحة تحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولا تسمح بأى حال بعودة الأوضاع بالبلاد إلى ما كانت عليه فى عصر «بوتفليقة».

تلك هى التحديات التى تواجه عبدالمجيد تبون، الرئيس الجديد لدولة الجزائر، وعليه أن يواجهها بشجاعة منذ اللحظة الأولى إذا كان يريد الاستمرار، وعليه أن يستمع جيداً إلى مطالب الشارع الثائر ويحذر من أى محاولة للالتفاف عليها، ويستجيب لفكرة إعادة بناء الدولة من جديد بعيداً عن أى هواجس أو أوهام «بوتفليقية». ذلك إذا أراد أن يحصل على شرعية الشارع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرعية «الصندوق» وشرعية «الشارع» شرعية «الصندوق» وشرعية «الشارع»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon