توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شرعية «الصندوق».. وشرعية «الشارع»

  مصر اليوم -

شرعية «الصندوق» وشرعية «الشارع»

بقلم: د. محمود خليل

تمت الانتخابات الرئاسية فى الجزائر وفاز بها «عبدالمجيد تبون»، وحصل على ما يقرب من 58% من أصوات الناخبين. رسمياً أعلنت الجهات المسئولة فى الجزائر أن نسبة المشاركة فى الانتخابات بلغت 40% ممن لهم حق التصويت. وبهذه النتيجة يكون «تبون» قد حصل على «شرعية الصندوق»، لكنها وحدها لا تكفى. فمن يتابع المشهد فى الجزائر يدرك أن ثمة شرعية أخرى أصبح لزاماً عليه أن يسعى لتحصيلها، وهى «شرعية الشارع» أو الشرعية الشعبية، سمها ما شئت.

شرعية الشارع هى الهم الأكبر الذى يواجه أى رئيس جديد داخل أى دولة. فالتجربة العربية تقول إن شرعية الصندوق وحدها لم تعد تكفى، وإنها مجرد «هم أصغر» يلف الساعين إلى كراسى الرئاسة حتى يفوز أحدهم بها، ليواجه بعد ذلك «الهم الأكبر». الشارع الجزائرى منتفض منذ أكثر من عام، بعد أن أبى على نفسه أن تحكمه «صورة» لرئيس يمثل مجرد واجهة تتخفى وراءها مجموعة من المنتفعين والفاسدين الذين تسببوا فى إرباك المشهد الاقتصادى والسياسى فى الجزائر بصورة غير مسبوقة. عام كامل والشعب الجزائرى دائب على التظاهر، صابر على المطالبة بتغيير مجمل المشهد «البوتفليقى» والتخلص من كل رموز النظام السابق. يوم الخميس الماضى -الذى أجريت فيه الانتخابات الرئاسية- واصل قطاع من الجزائريين التظاهر، وعزف عن المشاركة، وظهرت بعض المقار الانتخابية خاوية على عروشها، ونقلت كاميرات القنوات الإخبارية مشاهد عديدة تؤكد عدم اكتراث المتظاهرين بالانتخابات. هذا الشارع سيواجهه «تبون» منذ اللحظة الأولى لتسلمه الحكم، وسيصبح مطالباً بتهدئته وتبريده سعياً للحصول على رضائه، وتمهيداً لتثبيت أقدامه فى حكم البلاد.

ولكى يواجه «تبون» التحدى ويحقق «شرعية الشارع» لا بد بداية أن يثبت للمتظاهرين الذين احتشدوا منذ إعلان فوزه بالرئاسة معلنين رفضهم له أنه ورغم انتمائه إلى النظام السابق، فإنه يملك تفكيراً مختلفاً ورؤية مخالفة، خصوصاً أنه مناضل سابق. عليه أن يتحرك بسرعة ويجرى محاكمات جادة لرموز الفساد فى عصر بوتفليقة. عليه أيضاً أن يسعى -وهو رجل اقتصاد ومالية- إلى تنشيط الاقتصاد الجزائرى وإحداث تغيير شامل فيما يتعلق بعدالة توزيع ثروات البلاد بحيث يستفيد منها المواطن. وإصرار المتظاهرين على مواصلة الاحتجاج -دون كلل أو ملل- لمدة عام يؤكد أن الشارع يرفض أى طرح تلفيقى يمكّن النظام القديم من خداع الشعب ليبقى فى سدة الحكم ولو من وراء حجاب. الشعب الجزائرى يريد صياغة عقد اجتماعى جديد بشروط واضحة تحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولا تسمح بأى حال بعودة الأوضاع بالبلاد إلى ما كانت عليه فى عصر «بوتفليقة».

تلك هى التحديات التى تواجه عبدالمجيد تبون، الرئيس الجديد لدولة الجزائر، وعليه أن يواجهها بشجاعة منذ اللحظة الأولى إذا كان يريد الاستمرار، وعليه أن يستمع جيداً إلى مطالب الشارع الثائر ويحذر من أى محاولة للالتفاف عليها، ويستجيب لفكرة إعادة بناء الدولة من جديد بعيداً عن أى هواجس أو أوهام «بوتفليقية». ذلك إذا أراد أن يحصل على شرعية الشارع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرعية «الصندوق» وشرعية «الشارع» شرعية «الصندوق» وشرعية «الشارع»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon